ميدل ايست آي:هل فعلا حماس تحاول تأجيج الشارع الأردني؟

الرابط المختصر

قال موقع "ميديل ايست اي البريطاني" أن  السلطات الأردنية تحاول احتواء الاحتجاجات اليومية المتصاعدة  في شهر رمضان أمام سفارة إسرائيل في العاصمة عمان والتي تطالب السلطات الأردنية إغلاق السفارة ووقف التطبيع مع اسرائيل ردا على المجازر التي ترتكبها في غزة.

 

اعتقلت أجهزة الأمن الأردنية إداريا عشرات الناشطين السياسيين من أحزاب مختلفة، من بين المعتقلين الناشط النقابي المهندس ميسرة ملص، نشرت عائلته على فيس بوك تفاصيل اعتقاله على يد المخابرات الأردنية.

 

 "‎فجر يوم الأحد الموافق ٤/١ تم إيقاف واعتقال والدنا من منزلنا في ضاحية الرشيد ، حيث داهم المنزل ما يقارب ٢٠ عنصر من المخابرات العامة.. طلب من جميع أفراد العائلة إغلاق هواتفهم فتشوا المنزل والسيارة ثم تم مصادرة بعض الوثائق والأجهزة الإلكترونية وسجلت كاميرات المراقبة وبعد حوالي الساعة والنص من التفتيش تم اعتقال والدنا ووضع القيود على يديه دون توجيه أي تهمة ، ولغاية هذه اللحظة ما زال رهن الاعتقال لدى دائرة المخابرات العامة بالإضافة إلى منع المحامي من زيارته". حسب بيان العائلة

 

حسب التحالف الوطني للحقوق والحريات "تجمع حقوقيون" لاحقت السلطات الأردنية (1500) ناشط على خلفية الاعتصام بالقرب من السفارة الاسرائيلية.

 

يقول المحامي والقاضي السابق لؤي عبيدات "الفترة الماضية شهدت نكسة حقوقية بكلّ ما تعني الكلمة من معنى، حيث جرت الملاحقة القضائية لأكثر من (1500) ناشط، لنشاطهم المرتبط بالاحتجاج على الإبادة الجماعية في قطاع غزة والتأكيد على دعم المقاومة".

 

"أطلق سراح العديد من الناشطين لكن حتى هذه اللحظة هناك (21) موقوف إداري، و(13) موقوف قضائي، و(5) أشخاص موقوفين لدى الأجهزة الأمنية وهم الباحث د.زياد ابحيص والمهندس ميسرة ملص، أحمد عايش، مهند الخطيب، خليل وشاح، وهناك (7) أشخاص مكانهم مجهول هم يزن السواني، خالد الجدوع، عبدالغفار مقبل، أنس أبو عواد، محمد صمعية، اياد ابو زيد، أنس أحمد المحسيري، أحمد فارس المومني".

 

انطلقت هذه الاحتجاجات الأكبر منذ بدء العدوان على قطاع غزة بعد دعوة وجهها الملتقى الوطني لدعم المقاومة (تحالف أحزاب وفعاليات سياسية) الإثنين 25/مارس بعد نشر شهادات حول اغتصاب نساء نازحات في مجمع الشفاء الطبي بغزة.

 

الحكومة الأردنية ومع ارتفاع أعداد المشاركين (10-6 الاف)  بدأت تنزعج من هذه الاحتجاجات، التي تعيد ذكريات احتجاجات سابقة في الربيع العربي كانت تطالب باصلاحات اقتصادية، لكن هذه الاحتجاجات حسب مشاركون التقتهم MEE  "عنوانها الوحيد هو غزة ووقف التطبيع مع اسرائيل واقفال السفارة".

 

 الناطق باسم الحكومة الأردنية وزير الاتصال الحكومي مهند مبيضين في مؤتمر صحفي الثلاثاء، قال "الحكومة ليست لديها مشكلة بالتظاهر، الأمن الأردني مكلف بحماية المتظاهرين وضمان سلامتهم، لكن المشكلة بمن يمسون بالأمن الوطني ويخرجون بهتافات غير مقبولة".

 

وبدأ كتاب مقالات و مسؤولين سابقين بالهجوم على قادة حركة حماس وخصوصا خالد مشعل متهمين الحركة وجماعة الإخوان المسلمين بمحاولة خلق حالة فوضى في الأردن.

 

وزير الإعلام السابق، سميح المعايطة، يتهم حركة حماس في الخارج بالتعاون مع الإخوان المسلمين في الأردن بمحاولة توظيف هذه الاحتجاجات لأجندات سياسية تتعلق بمصالح حماس وخلق فوضى في الأردن.

 

"لا يوجد لدينا مشكلة في الأردن بالحراك الداعم لغزة، منذ ستة أشهر والمسيرات تخرج في كافة المدن الأردنية، وهذا لا يقلق الدولة الأردنية، لكن اصبح هناك تحول لدى حماس في الخارج يحاولون الضغط على الأردن  لإعادة العلاقة مع حماس بعد أن كانت قد اتخذت شكل أمني في التسعينات، وبالتعاون مع الإخوان المسلمين في الاردن اصبحت الشعارات والهتافات في الاحتجاجات لا علاقة لها بغزة، مثل التشكيك بالأمن الأردني والجيش، فماذا يعني تصريح خالد مشعل الأخير الذي خاطب به الأردنيين وقال فيه يجب أن تختلط دماء هذه الأمة مع دماء أهل فلسطين حتى تنال الشرف". 

 

'حماس تريد ارسال رسائل أنها تستطيع التأثير على الشارع الأردني وتستطيع قيادته، وهذا مريح أيضا للإيرانيين الذين فشلوا باختراق الأردن،" يقول لـ MEE

 

وفي خطابه عبر تقنية الفيديو بـ26 /مارس، خلال فعالية نسائية في العاصمة عمان، دعا رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل إلى نزول الملايين للشارع بشكل وصفه بـ المستدام.

 

الا أن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ترفض هذه الاتهامات، وحسب أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة "لا يوجد مصالح حزبي خاصة من هذه الاحتجاجات التي تمثل كافة أطياف المجتمع الأردني الداعم للمقاومة الفلسطينية".

 

"الشعب الأردني علاقته مع القضية الفلسطينية مختلفة عن أي شعب عربي كونه تبط جغرافيا ديموغرافيا مع فلسطين، نحن أصحاب قضية ولسنا متضامنين فقط، دفعنا داء وتضحيات من أبنائنا لأجل فلسطين، لذا من الطبيعي أن نرى هذه الاعتصامات في كل المدن، صحيح أننا تصدرنا المشهد في الحراك الأردني لكننا لم نقدم أي خطاب خاص بنا في هذه الاحتجاجات".

 

"هنالك محاولات شيطنة الحراك الاردني كونه أصبح يؤثر في الشارع العربي وحرك الشارع في بعض الدول العربية، ذا بدأت ضغوطات إقليمية على هذا الحراك من خلال الذباب الالكتروني الذي يتهم المقاومة بالتدخل بالشأن الداخلي الأردني، هذا معيب وطعنة بالظهر للمقاومة، نرى الشارع الغربي يتحرك ويتقدم على الموقف العربي، لكن الرد الشعبي بالاستمرار بهذه الاحتجاجات",يقول لـ MEE

 

 

ويهتف المحتجون يوميا في محيط السفارة الاسرائيلية يوميا  بهتاف رئيسي "قالوا حماس إرهابية..كل الأردن حمساوية"… يطالب المحتجون  الحكومة الأردنية بوقف التطبيع مع  إسرائيل وإلغاء معاهدتي وادي عربة والغاز، ووقف الجسر البري الذي ينقل بضائع من دول خليجية باتجاه اسرائيل ومنع تصدير الخضار الأردنية إلى  اسرائيل سيّما في ظلّ الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة.