من هم أعداء الشعب..؟
حين قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس"أنا عايش تحت بساطير الاسرائيليين " لم يكن الرجل يمارس الكذب بقدر ما كان ينطق بحقيقة ما آلت اليه سلطته الوهمية، ولهذا قال له الفلسطينيون بكل أنفة " أنت وحدك من تعيش تحت بساطير الاسرائيليين".
و "وحدك" هذه تكشف إلى أي مدى وصل الحال بالفلسطينيين الذين يعيشون تحت سلطة التنسيق الأمني مع المحتل الصهيوني، فالفلسطيني في رام الله اليوم يعيش تحت وطأة احتلالين، أولهما الاحتلال الصهيوني، وثانيهما احتلال سلطة أعداء الشعب التي ترى ان استمرار وجودها وهيمنتها ومستقبلها تستمده من علاقتها الامنية والوظيفية مع سلطات الاحتلال.
ومشكلة السلطة في رام الله انها رهنت نفسها لوظيفة الحامي الأمين للاحتلال في مواجهة شعبها الفلسطيني وتركته طعمة سائغة لبطش الاحتلال وإرهابه وجرائمه، وآثرت تلك السلطة الإختباء وإخفاء شرطتها وبنادقها إزاء جرائم العدو في قتل الفلسطينيين والتنكيل بهم، فضلا عن الدور العدائي الذي تمارسه بحق شعبها، فلا تتوانى هي الأخرى بممارسة عمليات البطش والاعتقال والتعذيب والقتل، وكأنها صورة طبق الأصل لممارسات مخدومها الصهيوني.
اليوم والفلسطينيون في غزة يتعرضون لإبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم، تنضوي سلطة أعداء الشعب في رام الله لتعلن على لسان رجالاتها أنها ستحاسب المقاومة الفلسطينية في غزة، هكذا اًصبح لأعداء الشعب صوت يهدد ويتوعد باعتباره سيكون لاحقا وريث المقاومة الفلسطينية في غزة التي يأملون دخولها فاتحين على ظهور المركافا وعلى جثث آلاف الفلسطينيين الذين استشهدوا وأصيبوا في سبيل وطنهم واستقلاليتهم وحريتهم.
واليوم يقول الملهمون من أعداء الشعب إنهم يطمحون بحكم غزة بعد قتل المقاومة التي يعترها أعداء الشعب "رجس من عمل الشيطان"، بل وترقى في مفاهيمهم العدائية الى اعتبار أن من يقاوم الاحتلال الصهيوني "خائن " للسلطة في رام الله.
وتحت أكفان ما يسمى "منظمة التحرير الفلسطينية"التي تعفنت وبليت يخرج أعداء الشعب ليتحدثوا عن ماض آسن، أضر بالقضية الفلسطينية وبجهاد الشعب الفلسطيني على مدى 75 عاما، خاصة بعد اوسلو، الذي وقعه زمرة أعداء الشعب ورعوه وقدموه هدية للارهابي شيمون بيريز بمناسبة عيد ميلاده السبعون كما يروي ذلك بنفسه في كتابه"شرق أوسط جديد "،بينما كان الفلسطيني آخر هموم أعداء الشعب.
وأعداء الشعب اليوم لا يهمهم في ايامهم المقبلة غير التهيؤ للاحتفال باستكمال ثأرهم من المقاومة الفلسطينية في غزة، فهذا ثأر طال انتظاره، لكنهم بالمقابل يتعامون تماما عما إن كان الغزيون سيقبلون بهم حكاما بالوكالة للمحتل الصهيوني أم أنهم سيرفضونهم ويحاربونهم، والغزيون بطبعهم لا يقبلوا استبدال محتل صهيوني بمحتل آخر متأسرل يسومهم بسياسة الاستبداد والاستعباد كما يفعل باشقائهم في الضفة.
هم أعداءٌ للشعب ، وأعداء لقضية الشعب، وخدم لمحتلي الشعب، فكيف سيقبلهم الشعب.
هذه السلطة العدائية للشعب أحرص على خدمة الاحتلال الصهيوني من حرصها على الشعب، والمأساة أنها تمارس دورها الوظيفي في حماية المحتل والتنكيل بالشعب باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين وهي الكذبة التي جلبت المصائب على الفلسطينيين وقضيتهم منذ مؤتمر الرباط سنة 1974 وما تلاها حين ارتفعت سلطة السيد عباس داخل المنظمة في مد الجسور وفتح قنوات التواصل مع الاحتلال مرورا باعترافه بانه يعيش تحت بساطير الجيش الاسرائيلي.
وبالنتيجة فان الشاعر الجاهلي الذي قال"لكل حيٍ عواءُ "، يصدق هذا الأوان على تهديدات وخوار رعاة الاستبداد وحماة الاحتلال في سلطة أعداء الشعب التي تبدو أنها بكل رجالاتها تعيش تحت بساطير جيش الاحتلال وليس زعيمها فقط.