على الرغم من تزايد الطلبة الملتحقين الى الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة كل عام، إلا أن الأحوال الاقتصادية الآخذة بالتدني المستمر تهدد ضمان استمرارية ألوف من الطلبة غير المقتدرين لدراستهم الجامعية.فهناك الكثير من الطلبة لا يكادوا يوفروا الرسم الأول لفصلهم الجامعي الأول في الجامعة، ثم يبدأون بتجميع القرش فوق القرش لتوفير رسم الفصل الذي يليه، لتزداد الأمور تعقيداً إذا ما التحق الأخ او الأخت التي تليه الى الجامعة ليصبح الرسم رسمان والعبأ أكثر.

ومع الإعلان عن تحويل صندوق دعم الطالب الجامعي إلى هيئة تسليف لتوسيع مهامه لتشمل تقديم سلف مالية للطلبة إلى جانب المنح والقروض للطلبة غير المقتدرين، تبرز الحاجة الملحة الى ضرورة دراسة كفاية المنح المقدمة سواء من المؤسسات الحكومية او غيرها مقارنة مع أعداد الطلبة المتزايد في الجامعات.

صندوق دعم الطالب
فهذا الصندوق يقدم قدراً من المنح والقروض الجامعية كل عام، ويقول رئيس قسم البعثات في مجلس صندوق الطالب في وزارة التعليم العالي ياسر المومني أن "هذه المنح أصلاً تقدم للطالب المتميز دراسياً والمحتاج مادياً، لكننا وضعنا 4 معايير حتى نميز من هو الطالب المحتاج وبناء عليه يحصل على منحة أو قرض، وهي معدل الطالب وعدد إخوته في الجامعات أو كليات المجتمع فكلما زاد اخوته زادت فرصته في الحصول على المنحة او القرض، ثم بعد الطالب عن الجامعة والمعيار الأخر وهعو دخل الأسرة ويحدد بكم دخل الوالد والوالدة إن وجد وعدد أفراد الأسرة، بناء على المعايير الموضوعة لاختيار المستفيدين من المنح والقروض فنسبة الدقة عالية جدا، إلا إذا راوغ أحدهم حول وضعه الاقتصادي الحقيقي فتسحب منه المنحة في حالة ورود أي خطأ أو معلومة مغلوطة في سجل المنحة".

وعما إذا كانت أعداد الطلبة المستفيدين متناسبة مع الأعداد الكبيرة التي تدخل كل عام الى الجامعات الرسمية قال المومني "لابد من توسيع القاعدة لهذا الصندوق حتى يشمل أكبر قدر ممكن من الطلاب، واستفاد من المنح والقروض التي يقدمها الصندوق العام الماضي نحو 7200 طالب وطالبة بكلفة وصلت إلى 6.5 مليون دينار، وعدد الطلبة الملتحقين في الجامعات عبارة عن 21 ألف طالب وطالبة، فهذه النسبة بسيطة لكن وزير التعليم والأمين العام يقومان بمخاطبة الشركات الكبرى من أجل أن نزيد الدعم المادي لهذا الصندوق لكي نستطيع تغطية أكبر قدر من الطلاب".

وتابع "في العام الماضي استفاد حوالي 3509 طالب وطالبة من منح الصندوق، و3749 طالبة وطالبة استفادوا من القروض، ولدينا عدة صناديق مثل صندوق الملك عبدالله استفاد منه 312 طالب طالبة على مستوى المملكة، وصندوق الأميرة منى استفاد منه 30 طالب وطالبة على مستوى المملكة أيضا، وصندوق شركة فاست لينك استفاد منه 20 طالب".

ووفقا لوزير التربية والتعليم والتعليم العالي خالد طوقان فإن الهيئة ستوفر للطلبة الذين لم يحصلوا على منح أو قروض من الصندوق فرصة الاستلاف لاستكمال دراستهم الجامعية حيث ستبدأ وزارة التعليم العالي باستقبال طلبات الاستفادة من منح وقروض الصندوق للعام الجامعي الحالي 2006/2007 في الخامس عشر من الشهر الحالي". ويستمر تقديم الطلبات لمدة شهر واحد من خلال عمادات شؤون الطلبة في الجامعات الرسمية.

وكان مجلس صندوق الطالب الجامعي أوصى في جلسته الأخيرة بشمول طلبة كليات المجتمع بالاستفادة من المنح والقروض المقدمة من الصندوق أو ما يعرف بـ"بنك الطالب الجامعي".

كما عدل المجلس أسس الاستفادة من منح وقروض الصندوق باشتراط أن لا يزيد عدد الأخوة المستفيدين من الصندوق على اثنين تتوزع عليهم بواقع منحة وقرض، في حين أن الأسس السابقة كانت تشترط أن لا يزيد عدد الأخوة المستفيدين على ثلاثة.


وتحدد أسس ومعايير الطلبة المستفيدين من الصندوق فيما يخص المنح على دخل الفرد الشهري (40 نقطة) وعدد الأخوة في الجامعات أو كليات المجتمع (10 نقاط)، ومكان الإقامة الدائم (10 نقاط)، التحصيل الأكاديمي (40 نقطة). وبالنسبة للقروض فتتوزع النقاط على 30 نقطة للدخل، و30 نقطة للمعدل، و20 لعدد الأخوة في الجامعات أو الكليات، ومثلها لمكان الإقامة.

وتشمل موارد صندوق دعم الطالب الجامعي على نسبة 10% من المخصصات المالية للبعثات، ومثلها من الدعم الحكومي السنوي المقدم للجامعات، وموارد أخرى عبارة عن تبرعات أو هبات من القطاعين العام والخاص.

جامعات خاصة
بعض الجامعات الخاصة تقدم منحاً وخصومات لطلبتها وبشروط معينة، ويقول عميد شؤون الطلبة في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة د. أحمد حماد "تقدم الجامعة سنويا 30 منحة اجتماعية للطلبة غير المقتدرين مالياً بخصم يصل الى 25% شرط أن يحافظ على 60% من معدله، ومنح لذوي الاحتياجات الخاصة قد تصل الى 50 أو 100%، وهناك منح كاملة أو نصف منح ايضاً لحفظة القرآن الكريم، كما تقدم الجامعة خصومات للطلبة المتفوقين من 15 الى 30% بشرط أن يكون معدلهم فوق الـ 80% ومنح كاملة للمتفوقين رياضياً، فأعداد المستفيدين من منح الجامعة سنويا قد تزيد على 200 الى 300 طالب، وبالنسبة للمنح الاجتماعية لذوي الدخول المتدنية ونقوم بزيارتهم في بيوتهم للتأكد من أحوالهم الاقتصادية".

وبرأي حماد فإن أعداد المنح هذه تتناسب مع أعداد طلبة الجامعة و"بشكل ممتاز".

بعض أغنياء المجتمع يقدمون دعومات خاصة لكثير من الطلبة وبحسب ما يستطيعون الوصول إليه، حيث يقومون إما بدفع بعض الرسوم الجامعية عن الطالب أو دفع الرسم كاملاً على مدى سنواته الجامعية، وتضاف هذه المساعدات الى الدعومات الخاصة والحكومية، وولكن السؤال بنظر كثيرين هل تكفي بضع هذه المساعدات كلفة الدراسة العالية في الأردن بالشكل المطلوب.