منتدون:فشل تجارب ديمقراطية بسبب الانقلابات والصراعات السياسية
استضاف منتدى الفكر العربي، مساء يوم الأحد محمود عبد الخالق النوري الوزير الكويتي الأسبق والاقتصادي وعضو مجلس أمناء شبكة المعلومات العربية التربوية، في محاضرة بعنوان "رؤية حول الديمقراطية في العالم العربي"، تناول فيها نماذج من التجارب الديمقراطية العربية وأثر الصراعات الداخلية والمتغيّرات الإقليمية فضلاً عن تأثيرات المناخ الدولي على المنطقة العربية؛ مشيراً إلى أن التطرف، والعسكرة والانقلابات، ومحاولات بعض القوى في الإقليم إضعاف جوارها العربي، والاعتماد على الغرب، عوامل كان يمكن من دونها أن يكون وضع الديمقراطية في العالم العربي أفضل بكثير مما هو عليه الآن.
أدار اللقاء الوزير الأسبق والأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمور الذي أشار إلى أن
تراجع المشروع النهضوي العربي بسبب وقوع المنطقة العربية في قبضة الاستعمار والصراعات الفكرية التي نشأت نتيجة التسييس والاستقطابات الداخلية والخارجية، ساعدت على إفشال كثير من التجارب الديمقراطية والانزلاق إلى التطرف والعنف. وأضاف أن الفشل الديمقراطي هو فشل لقدرة المجتمع على الإنتاج وتحقيق التقدم وشلّ مشاركة شرائح وقطاعات مجتمعية في التنمية واستثمار الثروات الوطنية؛ مشيراً من ناحية أخرى إلى أن دراسة عوامل الفشل ينبغي أن يقابلها عدم إغفال الجوانب الإيجابية في عدد من التجارب الديمقراطية العربية كما في الكويت والأردن والمغرب على سبيل المثال لا الحصر، والتي استطاعت أن تعبِّر عن حالة متقدمة ديمقراطياً لحماية منجزاتها الوطنية ومستقبل أجيالها.
ومن جهته، قال الأستاذ محمود النوري: إن الديمقراطية في العالم العربي ليست بدعة جديدة، فقد كانت موجودة مع نشأة القبلية. كما كانت الديمقراطية ضمن نظام الشورى في المرحلة الأولى للدولة الإسلامية، لكن هذا النهج تدهور تاريخياً مع نشأة الامبراطوريات الإسلامية؛ مشيراً إلى أنه في العصر الحديث اختلفت التجارب الديمقراطية من دولة عربية لأخرى.
وأكد النوري أنه من المهم أن ننتهج الإيجابية والحوار البناء في مناقشة أزمة الديمقراطية العربية بهدف البحث عن الحل؛ موضحاً أن الانقلابات في عدد من الدول العربية خلال خمسينيات القرن الماضي أجهضت تجارب ديمقراطية ناشئة، وصادرت الحريات السياسية والفكرية والاقتصادية وحتى الفنية، وما تزال هناك معاناة من نتائج وتداعيات تلك الانقلابات.
وأوضح أن الصراع المذهبي والحروب المحدودة الناتجة عنه في المنطقة أدت إلى زيادة حدة التطرف والصراعات السياسية التي أدت بدورها إلى انهيار سلطة ومؤسسات عدد من الدول في المنطقة، إضافة إلى أن سعي إسرائيل لحماية أمنها اعتمد على إضعاف دول الجوار والعمل على تفتيتها، كما أن الاعتماد الكبير على الغرب أدى إلى استنزاف الثروات وإثارة الفتن وظهور جماعات الإرهاب المسلحة.
ورأى النوري أن هناك ممارسات خاطئة في التاريخ العربي الحديث أفسدت عملية تأهيل المواطن العربي لممارسة الديمقراطية الليبرالية، وأدت إلى انزلاق الثقافة السياسية باتجاه العصبيات القبلية والطائفية، وقال: لن تكون هناك ديمقراطية تتسم بالتسامح وتداول السلطة بين الأحزاب إذا أصبحت لغة العنف هي السائدة إلى حد كبير؛ داعياً إلى التركيز على ثلاثة محاور تتلخص في إصلاح التعليم والسعي لرفع مستواه، ومكافحة الفساد بأنواعه كافة، ونشر ثقافة التسامح ومحاربة الطائفية والقبلية.