د. أبو صعيليك: نحتاج إلى رؤية اقتصادية وطنية عابرة للحكومات

الرابط المختصر



ألقى رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار في مجلس النواب المهندس د. خير أبو صعيليك محاضرة في منتدى الفكر العربي، مساء يوم الأحد 4/8/2019، تناول فيها تحديات استعادة زخم النمو الاقتصادي، والذي وصفه بأنه بات أمراً ملحاً وضرورياً لزيادة دخل المواطن وإيجاد فرص العمل؛ الأمر الذي سيساهم في توفير الاستقرار للمجتمع وزيادة إيرادات الدولة والدخل القومي.  

أدار اللقاء وشارك فيه وزير المالية الأسبق والأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمور، الذي أشار في كلمته التقديمية إلى أنه رغم ما نواجه من تحديات حالية ومستقبلية في النمو الاقتصادي، وارتفاع معدلات البطالة، والمديونية التي ارتفعت إلى أكثر من 29 مليار دينار، وصعوبة جلب الاستثمارات الأجنبية، وإيجاد شراكة حقيقيه بين القطاعين العام والخاص، إلا أن هنالك حلولاً استثنائية. كما أشار إلى أهمية الاسترشاد بما تحدث به جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم عن تحويل التحديات إلى فرص ودعا د. أبوحمور إلى تعزيز التحسن في بعض المؤشرات الاقتصادية للوصول إلى معدل نمو اقتصادي يزيد عن معدل النمو السكاني وبحد أدنى 2,3% ، لكي يستطيع المواطن الحفاظ على مستوى معيشته او تحسينها مقترحاً استبدال الدين منخفض أسعار الفائدة بدلاً من الدين الحالي المرتفع أسعار الفائدة، وعدم التوجه للاقتراض الداخلي للحد من المنافسة بين القطاع الخاص والقطاع العام في هذا المجال، وأيضاً تحفيز النمو من خلال جلب الاستثمارات الأجنبية، وتحسين البيئة والمنظومة التشريعية للاستثمار، والحفاظ على الاستقرار التشريعي للقوانين المتعلقة به وفي مقدمتها قانون ضريبة الدخل.

ومن جهته، قال د. خير أبو صعيليك: إن النمو السكاني زاد على النمو الاقتصادي منذ عام 2010 ولغاية اليوم، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في نسبة البطالة ومعاناة المواطن في دخله ومستوى معيشته. وأضاف أن الأردن كان سجل معدلات نمو مرتفعة خلال الأعوام من 2000 وحتى 2009 وصلت في متوسطها إلى 6,52%. وأشار إلى أن كلفة انقطاع إمدادات الغاز المصري للأعوام 2013 – 2016 بلغت بحدود 6 مليار دينار، وأن معالجة ملف الطاقة نتيجة ذلك كان خاطئاً بل وساهم في زيادة العبء المالي والاقتصادي على الدولة. كما أشار د. أبو صعيليك إلى أن انخفاض نسبة النمو الاقتصادي أدى إلى ارتفاع معدل البطالة إلى مستويات غير مسبوقة وصلت 19% للذكور والإناث، بينما بلغت حوالي 29% لدى الإناث. وفي ذات السياق شدد رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية على توفر عوامل إيجابية يمكن البناء عليها؛ إذ إن نسبة النمو بقيت موجبة رغم كل تداعيات الأحداث الإقليمية، وأن الأردن اكتسب مصداقية لدى المؤسسات الدولية نتيجة التزامه ببرنامج الإصلاح المالي في ظل ظروف سياسية قاهرة. كما أن إعادة فتح الحدود مع العراق يعتبر من الأمور الإيجابية على هذا الصعيد، فضلاً عن ارتفاع واردات السياحة.

وحدد د. أبو صعيليك أربعة محاور لاستعادة زخم النمو الاقتصادي والانتقال من مثلث البقاء إلى مثلث الرخاء، وهي: تقليل كلف الأعمال، وتحسين مؤشر سهولة هذه الأعمال، وجلب الاستثمار وتشجيعه، والاهتمام بريادة الأعمال. وتطرق في هذا المجال إلى كلف النقل والطاقة والمياه والبنية التحتية قائلاً إنها تحتاج للكثير من العمل.وانتقد د. أبو صعيليك تعدد الرؤى الاقتصادية قائلاً إننا نحتاج إلى رؤية اقتصادية وطنية عابرة للحكومات، يشارك في صياغتها الجميع وتمثل المجتمع والدولة. ودار في نهاية اللقاء دار نقاش بين د. خير ابوصعيليك والحضور اجاب خلاله على استفسارات واسئلة الحضور.