الفلاحات: أساس الإصلاح النفس والارتقاء بها والفهم الرسالي للحياة

ألقى الأستاذ سالم الفلاحات مدير عام مركز دراسات الأمة محاضرة في منتدى الفكر العربي، مساء يوم الأحد 23/6/2019، تناول فيها معالم التجديد والإصلاح في إطار نهضة جديدة للأمة تحقق طموحاتها بعيداً عن الصراعات الوجودية، ويعيد لهذه الأمة مكانها السليم بين الأمم؛ داعياً إلى وحدة الصفّ وتعزيز الوعي بالهوية الوطنية والحسّ الوطني؛ مشيراً إلى أن العالم الإسلامي يعاني من تأخر نسب النمو الحقيقي والتطور الاقتصادي والتقني والحاكمية الرشيدة، كما أن هناك انخفاضاً في الإنتاجية يدل على أن إدارة الموارد البشرية والمادية تعوزها الكفاءة والفعالية في سياق المقارنة مع دول العالم المتقدم في مضمار المدنية.

أدار اللقاء وشارك فيه د. محمد أبوحمور الوزير الأسبق والأمين العام لمنتدى الفكر العربي الذي قال في كلمته التقديمية: إن الفكر النهضوي هو فكر حيّ يتفاعل مع الواقع وتطوراته ومع الفكر الإنساني، وليس فكراً منغلقاً يحتكر الحقيقة وينعزل عن الحياة؛ مشيراً إلى أن من أهم مسؤوليات الفكر التصدي لمحاولات تشويه صورة الأمة التي أسقط عليها الخصوم تهم التطرف والإرهاب والتعصب والانغلاق.

وأكد د. أبوحمور أن تسييس الحوار الفكري يُفقِد الفكر دوره الإصلاحي ومسؤوليته في النهوض الشامل والإسهام في الحضارة الإنسانية، التي تعتبر الحضارة العربية الإسلامية وفكرها من أرقى نماذجها في الفكر وفي تحقيق فكرة التنوع ضمن إطار الوحدة. ودعا في هذا السياق إلى اعتماد آليات جديدة للمراجعة والاستشراف المستقبلي وإلى بنى فكرية واقعية وواعية للمتغيرات على الساحة العالمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمعرفية والتكنولوجية.

ومن جهته، قدم الأستاذ سالم الفلاحات قراءة فكرية شاملة لأسباب التردي الحضاري، وسبل الإصلاح والنهوض، مؤكداً ضرورة تنشيط الوعي بالشأن العام، والوعي بالحقوق والقانون واحترامه، والمقاومة المدنية للظلم والتخلف، وتحفيز الأفراد من أجل علاقة تفاعلية بين صلاح الناس وصلاح الأوضاع، وتحقيق المشاركة، والتحديث الحزبي، وتغليب المصلحة الوطنية، ومقاومة الانغلاق والتعصب.

وأشار الفلاحات إلى عدد من النماذج الإصلاحية النهضوية في التاريخ كأمثلة على محاولات النهوض من في بعض الفترات التي مرت بها الأمة وغيرها من الأمم. وقال: إن البداية ينبغي أن تكون بإصلاح النفس والارتقاء بها، وإحياء الفهم الرسالي للحياة والدين وجوهره المتمثل في المعاملة (فالدين المعاملة) وخدمة الصالح العام والحسّ الوطني.

وأوضح الفلاحات أهمية التمسك بالحقوق الطبيعية والقانونية واحترام القانون والمقاومة السلمية والمدنية للظلم، والمشاركة المؤسسية في الشأن العام، والتخلص من العقليات والسلوكيات التي لا تحفز الأفراد على تغيير ما بأنفسهم، وذلك من أجل علاقة تفاعلية بين صلاح الناس وصلاح الأوضاع تفضي إلى نهضة مستدامة. وقال : إن المشاركة السياسية ليست لغواً في المقاهي والمجالس أو متابعة سلبية للأخبار، ولا ينبغي أن تقتصر على التصويت وموسم الانتخابات، بل هي فهم لحقيقة ما يجري ومواكبة لأداء المسؤولين وتواصل معهم، وفعل مؤثر يوجه السياسيين والسياسات لخدمة الشعب والوطن، مع التركيز على العمل السياسي المحلي.

ودعا المنتمين للأحزاب وغير المنتمين إلى تحديث الأحزاب والجمعيات من داخلها ودفعها باتجاه الانفتاح وتغليب المصلحة الوطنية ومقاومة الانغلاق والتعصب، ويشمل ذلك التصويت الواعي على أساس البرامج والمؤهلات والأداء والإنجازات.   

 

أضف تعليقك