مطالبات بمركز لرعاية المقبلين على الانتحار لوقف تزايد الحالات
شكل ارتفاع حالات الانتحار خلال العام الماضي في المملكة، صدمة لدى خبراء اجتماعيين ونفسيين، لما له من آثار سلبية على الأسر والمجتمع، مطالبين الحكومة بضرورة التسريع في إنشاء مركزا متخصصا لرعاية الذين أقدموا على الانتحار والوقوف وراء الأسباب الحقيقية التي دفعتهم لذلك.
حالات الانتحار وصلت خلال العام الماضي الى 152 حالة، مقارنة مع عام 2019، الذي وصل فيه عدد حالات الانتحار الى 119 حالة، أي بفارق 33 حالة.
الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي يصف هذه الأرقام بـ الصادمة، نظرا لارتفاعها المتواصل، مؤكدا ان الاقبال على هذا السلوك يعد تصرفا خطيرا على كافة الأصعدة.
ويوضح الخزاعي إلى أن الإقبال على الانتحار له دوافع عدة من أبرزها ايصال رسالة الى المجتمع لما يعانيه هذا الشخص من مشاكل نفسية و اجتماعية على رأسها الفقر والبطالة .
radio albalad · د.حسين الخزاعي يتحدث حول الدوافع وراء ارتفاع عدد حالات الانتحار العام الماضي
كما يمر الشخص المنتحر في عدة حالات قبل قيامه بذلك، منها عدم قدرته على حل مشاكله، وعدم التفات المجتمع المحيط به لما يعانيه، فضلا عن عدم مساندة الدولة له، الأمر الذي يدخله في حالة من الاكتئاب الشديد، توصله الى اتخاذ هذا القرار، بحسب الخزاعي .
بحسب إحصائيات إدارة المعلومات الجنائية في مديرية الأمن العام الأخيرة تشير إلى أن 13% من المنتحرين تحت دون الـ 18 عاما، و20% من الاجانب المقيمين على ارض المملكة، بينما ثلث المنتحرين هم دون الـ 27 عاما.
منظمة الصحة العالمية توضح ان هناك 800 ألف حالة انتحار، تحدث كل عام في جميع أنحاء العالم، بمعدل حالة واحدة كل 40 ثانية، وأن الفئة الأكثر عرضة للانتحار على وجه خاص هم الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاما ، كما أشارت المنظمة إلى أن الانتحار يمثل السبب الثاني لوفاة الشباب في الفئة العمرية من 15 إلى 29 عاما.
الخزاعي يعتبر أن الخطورة تكمن في أعداد المنتحرين فمعظمهم في سن الشباب، مشددا على ضرورة إنشاء مركزا متخصصا لمعالجة المحاولين للانتحار لدعمهم نفسيا ومعنويا واقتصاديا واجتماعيا.
كما أن الاثار الاقتصادية تلعب دورا كبيرا في اتخاذ الأشخاص المقبلين على الانتحار هذا القرار، حيث أن 69% من الجرائم التي تقع في الأردن تعود لجرائم اقتصادية، متوقعا الخزاعي انعكاس آثار جائحة كورونا السلبية وظهور نتائجها خلال العام الحالي.
اخصائية الصحة النفسية نجوى حرزالله تشير الى أن حالات التزايد بنسب الانتحار، تعود لكثرة المضايقات النفسية والاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى سوء استخدام السلطة، فجميعها تؤدي الى الانتحار.
وتشدد حرز الله على ضرورة تكيف الأفراد مع ظروفهم الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، بجانب تفعيل الدعم النفسي، للأشخاص الذين يحتاجون الى المساندة والتقويم النفسي لوقف التفكير بالانتحار.
radio albalad · اخصائية الصحة النفسية نجوى حرزالله تتحدث عن اسباب الانتحار النفسية
وتشير إلى أن أزمة كورونا ساهمت بتخفيض المستويات الاجتماعية الاقتصادية لدى الكثير من العائلات، بالإضافة الى ارتفاع نسب البطالة التي أدت الى دخول العديد بحالات نفسية صعبة، داعية إلى ضرورة التكيف مع الظروف الطارئة لتجنب اللجوء الى الافكار السلبية.
هذا ويظهر استطلاع للرأي أعده مركز الدراسات في الجامعة الأردنية مؤخرا أن أبرز المشكلات التي تواجه الأردن وهي مشكلة البطالة بنسبة 36%، يليها الفقر 15%، ومن ثم الوضع الاقتصادي السيء بصفة عامة 14%، وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة 13%.
بحسب تقديرات دائرة الإحصاءات العامة تجاوزت نسبة البطالة الى مستويات غير مسبوقة حيث بلغت إلى 23.9 % في الربع الثالث من العام الماضي.