يستعد وفد نقابي وشعبي مكون من 18 شخصية للمشاركة في قافلة شريان الحياة البحرية 4 التي ستتوجه الى قطاع غزة يوم الثلاثاء المقبل انطلاقا من ميناء انطاليا التركي محملة بالمساعدات الانسانية.

واكد نقابيون مشاركون في القافلة خلال ندوة عقدتها "الدستور" للحديث عن قافلة شريان الحياة 4" قافلة الحرية" ، انهم مصرون على ايصال المساعدات التي تحملها القافلة الى قطاع غزة مشددين ان خياراتهم محصورة بين الشهادة او وصول مواد الاغاثة الى القطاع وان التهديدات الاسرائيلية لن تنال من عزيمتهم واصرارهم.

الندوة شارك فيها رئيس لجنة شريان الحياة الاردنية المهندس وائل السقا ، ورئيس مجلس النقباء الدكتور احمد العرموطي والمحامي فتحي ابونصار.

وتاليا تفاصيل الندوة التي

أدارها الزميل كمال زكارنة

وشارك فيها الزملاء

مصطفى الريالات ، ايهاب مجاهد ،

ايمن عبدالحفيظ ، انس صويلح.

الدستور: نرحب بالمهندس وائل السقا نقيب المهندسين في هذه الندوة التي جاءت للحديث عن قافلة أوحملة شريان الحياة وهي ليست المرة الأولى التي تشارك فيها النقابات المهنية وخاصة نقابة المهندسين بمثل هذه الأنشطة ولها العديد من المواقف الوطنية والقومية المشرفة التي ساهمت بفعالية في مثل هذه الحملات وإنجاحها.. في البداية نود أن تطلعونا عن أهم الاستعدادات والترتيبات والإجراءات التي اتخذت لغاية الآن للمساهمة في هذه الحملة.

السقا: بداية الشكر لجريدة الدستور ولجميع كوادرها ، وهذا أمر نفتخر به بأن الأردن في القضايا الوطنية يتحرك بكل مؤسساته والنقابات المهنية رائدة في العمل الوطني ، وهي تقوم بهذا من باب الواجب والمسؤولية بكل أطيافها وبكل تخصصاتها ، وشاركت منذ اليوم الأول ونحن نعلم اعتصامها وخلال ساعة من العدوان على قطاع غزة ، وتلاحق ذلك بجمع التبرعات والإعانات والقوافل من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية ومن خلال الدعم المباشر ، وتوجيه المساهمين من التخصصات المختلفة للذهاب هناك من أطباء وصيادلة وممرضين لمساعدة الأهل هناك في تخفيف المعاناة عنهم ، ثم تبعهم وفد نقابة المهندسين بأربعين شخصاً وكان أثر ذلك تأسيس الهيئة الدولية لإعمار غزة التي تضم الكثير من المؤسسات المهنية والنقابية العربية والدولية ، وكل النقابات المهنية مساهمة في هذه الهيئة.

«شريان الحياة 3»

واضاف.. ثم كان شرف النقابات أن تساهم بوفد من 50 شخصا في شريان الحياة 3 برئاسة النائب غلوي إلى قطاع غزة ، وهوالوفد العربي الوحيد في هذه القافلة والتي أيضاً من خلال وجودها واحتكاكها بالأتراك وكل أحرار العالم رأت وخرجت بتصور وبقناعة أنه لا بد من تأسيس شريان حياة عربية ، لجنة على المستوى العربي ، وكانت المبادرة من النقابات المهنية قبل حوالي شهر ونصف بتأسيس لجنة شريان الحياة الأردنية ، وبصفتي رئيسا لهذه اللجنة الآن التي تنظم مشاركة الوفد الأردني في القافلة البحرية "قافلة الحرية" وليس شريان الحياة ، فنحن شريان الحياة الأردنية امتدادا لشريان الحياة التي شاركت في غزة ، ولتأسيس شريان حياة عربي.. واللجنة تمثل كل النقابات المهنية وبعض الأوساط ومؤسسات المجتمع المدني ، ولله الحمد أخذت قرارا بالمشاركة قبل وبعد تشكيل اللجنة من خلال أفراد وأعضاء شريان الحياة لأننا أسسنا أصدقاء شريان الحياة منذ عودتنا من قطاع غزة بتواصلنا المستمر مع الذين شاركوا ومن يتعاطف مع قضية غزة الصامدة الحرة التي انتصرت للأمة ودحرت الاحتلال.

واضاف.. سيشارك 18 شخصا يمثلون النقابات المهنية ووفد وطني أيضاً ، سنتوجه إلى تركيا بالطائرة ، اسطنبول ثم أنطاليا ، حيث ستتحرك القوافل البحرية من تركيا وستلتقي مع القوافل من كل أنحاء العالم من اليونان ومن السويد ومن ايرلندا قرب قبرص لكي تتوجه معاً إلى ميناء غزة ، وستتحرك البواخر من انطاليا في 25 أو26 ، ونحن سنذهب فجر ,24

الدستور: هل هناك من سيذهب قبل هذا التاريخ؟.

السقا: كنا نحاول ذلك لكن بسبب ضيق الحجوزات فسيتوجه الوفد جميعه معاً في آن واحد.

التهديدات الاسرائيلية

الدستور: ماذا سيحمل معه الوفد الأردني كمساهمة منه ، فهل سيذهبون فقط لتمثيل اشخاص أم سيكون معهم مساعدات معينة؟.

السقا: اللجنة منذ تشكيلها وضعت نصب عينها خطتين ، خطة قريبة المدى للمشاركة في هذه القافلة ، وخطة طويلة المدى لعمل اللجنة مؤسسياً واستراتيجياً ووضعت خطوطا عريضة للمستقبل ثم بدأت كسباً للوقت لأن الوقت ضيق للعمل لأجل هذه الرحلة ولذلك نظمت خططا إعلامية وخططا عملية لوجستية وخططا مالية اذ لا يجوز أن نشارك فقط عددياً فلا بد من المال ولا بد من المساعدة ، ونحن نعلم لأول مرة بأن هذه القوافل ستحمل مواد بناء من اسمنت وحديد عدا عن مواد الإغاثة التي درجت على ارسالها عبر القوافل السابقة.

وهذا التحدي هوالتحدي الأكبر أنها لن تدخل أي حدود غير البحر ، أي المياه الدولية ، فلن تدخل لاي دولة عربية او اوروبية حتى لا تتحمل أي أعباء أو جهد أو إعاقات كما حصل في مصر ما عدا الإعاقة التي يمكن أن تتحملها وتواجهها من قبل الكيان الصهيوني الذي أعلن بإبلاغ القوات البحرية الصهيونية من قبل القيادة الصهيونية باعتراض القافلة وعدم السماح لها بالتوجه إلى مياء غزة ، لذلك اللجنة الإعلامية واللجنة المالية قامت بجهد كبير ، وسأترك الحديث لاحقاً للزميل فتحي ابو نصار ليحدثنا كيف تحركنا لجمع المال وما هي الخطة الإعلامية والخطة المالية لنساهم أيضاً في المال.

الدستور: فيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية المسبقة قبل انطلاق القافلة ، ما هي الخيارات التي ستتعاملون معها في هذه الحالة ، وهل هناك مسار للتحرك مع قوى دولية ومنظمات دولية ومع تركيا كدولة للتصدي لمحاولة إسرائيل منع القافلة من المرور؟.

السقا: كما تعلمون نحن جزء من هذه القافلة وليس قيادة هذه القافلة ، وإن كنا سنسعى لنكون رأياً مساعداً عند التحاقنا بها ، وصرّح قبل أيام الناطق الرسمي بالحملة الأوروبية عند سماع هذا التحذير الصهيوني للقافلة حيث وجه رسالة إلى الأمم المتحدة والقوى الحية أن تقف أمام القرصنة الصهيونية ، فهذه قرصنة بحرية صهيونية للعدوأن يعترض سفناً في المياه الإقليمية وأن يوجه مسبقاً التحذير والترهيب لهذه الحملة ، يجب على المجتمع الدولي والقوى الحية والأمم المتحدة بالذات التي ترعى كل الدول أن لا تعامل وتكيل بمكيالين عندما يصفون في البحر الأحمر أفراداً باعتراض بعض السفن بأنها قرصنة فما بالكم باعتراض دول لسفن في المياه الإقليمية ، فهذه قرصنة بامتياز ، لذلك وجهت رسائل مسبقة للأمم المتحدة وهنالك إصرار معلن عن الاستمرار بهذه الحملة ، ونعلم أن هنالك تنسيقاً ما بين إدارة هذه الرحلة والجهة الرسمية في تركيا لأنها تحمل أعلام تركيا ، ونحن نعتقد أن هذه مخاطرة كبيرة للصهاينة حال اعتراضهم لهذه السفن ، ونتصور أن يكون هنالك تدخل تركي وتدخل دولي ولو جزئي ضد هذه القرصنة.

الدستور: بالنسبة لطبيعة المواد المحمولة على السفن ، هل حاولتم أن تتجنبوا موادا تم منعها من قافلة الشريان البريطانية ، حيث هناك مواد منعت إسرائيل دخولها.

السقا: معروف أن معبر رفح والصهاينة لا يدخلون إلا مواد الإغاثة ، ومواد الإغاثة هي الطبية والغذائية ، وبعض المواد الضرورية التي لا يمكن التشكيك بها لاستخدامها لأي شيء آخر ، لكن هناك تحديا كما ذكرت لإدخال مواد البناء المحظورة ، الآن يحظر الكيان الصهيوني أن يدخل (الحصمة) من سيناء إلى غزة التي تفتقر إلى هذه المواد عدا عن الإسمنت والحديد.

وهنالك حديد واسمنت في قطاع غزة عن طريق التهريب عن طريق المعابر والأنفاق ولكنه بقدر محدود ، لكن علناً ومن خلال ميناء غزة ودولياً أن يدخل من الخارج فهذا تحدْ محمود وتحدْ يساهم في ـ لا أقول كسر حصار وإنما قد يكون فكا لهذا الحصار ، وقد أعلن الأتراك أنهم مشروع شهادة عندما زاروا الأردن في العقبة ، حيث قال بولند رئيس الوفد التركي أوالقافلة المحرك للقافلة قال: (نحن مشروع شهادة إذا ما تم اعتراضنا من قبل قوات الصهاينة).

الدستور: ما الذي في بالكم حول تفاصيل الرحلة في حال الاعتراض؟.

السقا: نحن جزء من الرحلة ، وما يتم التشاور عليه والاقرار به على مستوى القيادة فسنلتزم به ، ونحن لسنا أقل سقفاً من اخواننا الأتراك في هذا ، فهم ينادون بالشهادة ونحن أولى من يطلب هذه الشهادة ، فأعتقد أنه لا يوجد سقف أعلى من الشهادة ، وبالتالي نحن لن ننتظر زمناً أو شخصاً أو احتمالاً لنرجع أو لنعود فالإصرار والقرار أن نوصل هذه السفن للميناء وما تحمله من إغاثات.

الدستور: هل السفن معدة لإقامة طويلة؟.

مواد البناء

السقا: السفن مجهزة لمدة الطويلة وقد تم فصل السفن التي عليها مواد البناء عن السفن التي تحمل الركاب ، حيث كان العدد ألف للباخرة ، لكن لكي تكون مجهزة لإراحتهم طيلة هذه الفترة انخفض العدد إلى 400 شخص ، 300 من الأتراك 100و من كافة أنحاء العالم لكي تكون إقامتهم أومكوثهم على ظهر السفينة مناسباً ، حيث أن هناك منامات في السفن.

الدستور: هل هناك مشاركة عربية فعالة في هذه الحملة؟.

السقا: على مستوى وفود كاملة لم نسمع ، قد يكون هنالك أفراد ، فمن الجزائر هناك مساهمة جزائرية ، باخرة تم شراؤها من هناك ووضعها تحت تصرف الأتراك لتكون أيضاً جزءا من شريان حياة ، وإن شاء الله سنتعاون معهم وسنبحث هذا الموضوع مع الجزائريين لأنها سجلت باسم الأتراك مؤقتاً للسرعة ، وهي ستكون للبضائع ، والباخرة المهيأة للركاب هي باخرة واحدة واليونانية قليلة العدد ليس فيها مواد أوإحداها عليها عدد من الركاب.. حيث سيكون هناك ثلاث بواخر مواد من تركيا وباخرة ركاب ، ومن السويد باخرة ومن إيرلندا باخرة محملة بمواد وبعضها ركاب ، ومن اليونان أعلن عن ثلاثة بواخر وأنا سمعت عن واحدة فلا أدري هل قلل العدد أم لا ، فالمجموع ثمانية أوتسعة بواخر في قافلة الحرية.

الدستور: بالنسبة لموضوع السيناريوهات التي ستتعاملون بها مع موضوع التهديد الإسرائيلي ، فنحن نعلم بأنكم جزء من الحملة ، لكن على الأقل يجب أن يكون هناك اتصال وتنسيق في رسم السيناريوهات التي ستتعاملون معها.. ثانياً على ضوء التهديدات الإسرائيلية هل صار هناك انسحابات من جهات أو أطراف وتراجعوا عن المشاركة في الرحلة؟.

السقا: أولاً التهديدات متوقعة ، فهذا عدو صهيوني تاريخه معروف وممارسته معروفة ، متوقع جداً ليس فقط أن يهدد بل أن يمارس هذا التهديد ، وسبق أن فعلها لبعض السفن التي قادها إلى جهة ما وطلع على متنها وفتشها ، فكل الاحتمالات متوقعة ومحتملة ولذلك موضوع الانسحابات غير وارد إطلاقاً من أي جهة من الجهات ، لأن العدومعروف ، وهناك خبرات عملية من خلال الرحلات السابقة والعزيمة والإرادة هي شعار هذه الرحلة.. بالنسبة لموضوع السيناريوهات فهذا الأمر يقرر من خلال الرحلة ماذا يمكن أن يتم وما حجم التدخلات والحمايات التي قد تكون ، وأعتقد أنه سيكون هناك بعد سياسي إذا ما تم ذلك ، لأن تركيا لها دور في المنطقة ودور دولي ، وتواجد كلنا نشهده ، فاعتراض البواخر التركية بالذات يعني اعتداء على سيادة الدولة التركية ، ولا أعتقد أن تركيا ستقف موقف المتفرج ، حيث سيكون تدخلها صارما وجديا وسريعا.

اهداف الحملة

الدستور: ماذا تعني هذه الحملة وما هي أهدافها؟.

السقا: الشعب الفلسطيني في قطاع غزة طال حصاره ، والمؤتمرات التي رصدت فيها المليارات لإعمار والتخفيف عن معاناته لم يصل قرش منها إلا من خلال المؤسسات الشعبية ، والهيئة الدولية لإعمار غزة

وتركيا ، والنقابات المهنية والعربية من خلال حملات الإغاثة ، وبعض المساهمات من الأمم المتحدة ومؤسساتها والتي تختصر أحياناً على المخيمات وعلى اللاجئين ولا ترقى هذه أن تفك لا حصاراً ولا أن تعيد لهم الحياة الطبيعية والمعاناة التي يعانونها ، المياه العادمة والبيوت المهدمة والمستشفيات التي تنقصها المواد الطبية والكوادر ، تدريب الكوادر ، والبطالة التي وصلت إلى 95 بالمائة فهذه حياة في سجن كبير معاشياً ولكن معنوياتهم عالية ومرتفعة فأعتقد أن الحاجة والواجب يقتضي أن تتوالى هذه القوافل ، لقد كسرت الحصار في السابق فآن الأوان أن تفكه ، وهذه محاولة لفك الحصار من خلال البحر والميناء وبالتالي الأتراك والإرادة لمحركي هذه القافلة يقولون بأنهم سيشغلوا خطاً بحرياً دائماً لقطاع غزة.

الدستور: بالنسبة للتبرعات من الوفد الأردني من الاسمنت والحديد ، حدثنا عن الكميات والدعم الذي قمتم بإعطائه للسفينة الإيرلندية؟.

السقا: أصبح هناك تبرع على مستويين ، تبرع من قبل اللجنة حتى أخذت اجراءات تسجيلها ، حيث كان هناك جهود من أعضاء قافلة شريان الحياة الأصدقاء الذين ساهموا في الماضي ، وأرسل حوالي 100 ألف يورو من قبل هذه الرحلة إلى تركيا ، 40و ألف إلى الرحلات الأوروبية ، وكذلك بعد أن تأسست وجمعنا مساهمات من النقابات المهنية ومن الشعب الأردني ، حيث جمعنا حوالي 300 ألف وأرسلنا 25 ألف يور وقبل أسبوع إلى الايرلندية لشراء مواد ثم قيل لنا قبل يومين بأن كل الاسمنت تم شراؤه باسمنا ، فكل ما عليها من اسمنت هومن الشعب الأردني بقيمة 40 ألف يورو ، فأرسلنا اليوم 15 ألف يورو أخرى لتكون مساهمة الأردن في الرحلة الأوروبية على متن الباخرة الإيرلندية من الشعب الأردني ، وسيتم وضع الملصقات والعلم الأردني على هذه التبرعات ، ثم كنا قد أرسلنا 100 ألف يوروهذه غير الـ100 ألف الأخرى إلى الأتراك لتغطية مواد بناء أيضاً ، وستوضع أيضاً الملصقات على الجزء الذي سيخصص تبرع لنا ليغطي هذا المبلغ.. المبالغ التي زادت نخشى أن نحملها حتى لا يعترضها الكيان الصهيوني ويصادرها ، فندرس إمكانية كيف يمكن أن تسبقنا أوترافقنا ونتلقاها هناك لكي يشترى بها مواد بناء عن طريق الأنفاق أوأي طريق أخرى لكي ندعم البناء والإعمار بقدر ما يمكن أن يتم ذلك.

الدستور: كم ستحمل القافلة معها مواد بناء بالأطنان؟.

السقا: ليس لدي رقم ، لكن ستكون حمولة قرابة أربع بواخر على الأقل ستكون مواد بناء وإغاثة.

كسر الحصار

الدستور: أنت رئيس لإعمار غزة الدولية ، تقديراتك لحاجة القطاع من الإسمنت والحديد؟.

السقا: ما يحمّل على هذه السفن لا يكفي لمشروع أو مشروعين ، هذا كما قلت هي رمزية وبدء وإشعار العالم بالمعاناة أن هذه المواد محرومون منها حيث لا يوجد لديهم مواد لبناء مستشفيات والمساكن ، وبالتالي هذا جزء من الحياة القاسية التي يعانون ، فتجاوز المواد الغذائية والإغاثية إلى مواد البناء فهذا تحد وكسر للحصار ، على العكس من ذلك هناك مساهمة عربية بـ140 ألف دولار من خلال الهيئة الدولية لإعمار غزة ساهمت بها المغرب لشراء مولدات كهربائية وأدوات كهربائية للفولتيات العالية أرسلت الأموال إلى هناك وتم شراؤها من قبل الوفد المغربي باسم الهيئة العربية لإعمار غزة وحمّلت على البواخر لتكون إضافة إلى مواد البناء والمواد الأخرى المرسلة.

الدستور: لكن كيف سيتم إرسال الأموال إلى هناك؟.

السقا: في إعمار غزة لنا مكتب هناك ، فهي أولاً لا ترسل بالدولار إنما باليورو ، أيضاً الهيئة الدولية لإعمار غزة لنا حساب في بريطانيا ، نرسل إلى بريطانيا وبريطانيا ترسل إلى الداخل وهذا شيء جميع المشاريع التي تم تنفيذها في قطاع غزة أرسلت إلى الأموال للمقاولين ، فحقوق المقاولين أرسلت عن هذا الطريق ، وكذلك رواتب المهندسين وموظفي الهيئة هناك ترسل أيضاً مباشرة إما من بريطانيا أوأرسلنا مباشرة من هنا دون العشرة آلاف على عدة دفعات ووصلت وتم صرفها ، لا أقول أن هنالك سهولة في إرسال الأموال فلا بد من تجزئتها ومن التحويل من خلال بلد أجنبي آخر ، ولا بد من تجنب الدولار لأنه لا بد أن يذهب إلى غرفة نيويورك لتتبع المال ، لكن الأموال لا تذهب إلى الناس أموالاً ، بل تذهب إلى مستفيد لتغطية نفقات أو مواد إما أن يكون تاجرا أومقاولا وبمستندات تعزز ذلك.

الدستور: هل هناك مشاريع ستنفذها الهيئة؟.

السقا: نفذت مشاريع ، حيث افتتحت ثلاثة مشاريع ، عيادة العطاطرة بقيمة 60 ألف يورو ، مستشفى الشفاء غرفة غسيل الكلى تم إعادة تأهيله بقيمة 30 ألف يورو ، تبرعت في البداية نقابة المقاولين وثانياً جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان ، كذلك اللسان نفذت ألسن بحرية في البحر الأمواج تأكل الشاطئ وتصل إلى الأبنية ، الآن عندما تبنى السن في البحر يتم إعادة تجميع الرمل لنحمي البيوت والمنازل والشطآن ونزيد الرمل حتى في المجال السياحي يمكن استثمار ذلك ، وقيمة كل لسان 20 ألفا حيث نفّذ الأول والثاني تحت التنفيذ. وهناك مشاريع أخرى تحت التنفيذ لدينا الآن مشروع بناء مستشفى بمليون ونصف تبنته نقابة المهندسين حيث خصصت الأرض والتصميم الآن تحت التصميم في مكتب أردني الباحة وستجمع النقابة من المهندسين والمقاولين وأعضائها والمتبرعين لتغطية نفقات هذا المشروع. هنالك مشروع الألف شقة سكنية الذي نودي به ، 26 ألف يوروكل شقة ، مساحة كل شقة 70 متر نواة يمكن توسعتها إلى 120 مترا ويمكن بناؤها رأسياً ، تم التبرع من أول شقة من جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان حيث بدء بها ، والاحتفال الذي تم أمس في النقابات الثلاث سيتم تغطية تنفيذ جزء من هذه الشقق لتنفيذ الشقق ، وتبرع واحد من المحاضرين بشقة واحدة بقيمة 26 ألف يورو ، فهذا أمر نفتخر به ، وقد تم جمع قرابة 300 ألف دينار أمس من خلال هذا الاحتفال.. فالمشاريع اختيرت أماكنها ، فكلما جمعنا مبالغ نرسلها ويبدأ بتنفيذ الشقق ، وبالتالي وزعت الشقق على كافة القطاع في كل المحافظات ، فالاماكن مختارة والمقاولون موجودون والمواصفات موجودة ، فكلما يجمع مبلغ لشقة ينفذ ويكلف المقاول بالتنفيذ لأن السعر معلن والمواصفات محددة ، وبالتالي كلما حصل اكتتاب وتبرع وأرسلت فستتوالى الشقق. الاتحاد العقاري العربي في مسقط قام بإقامة مؤتمر حيث حضرته وألقيت ورقة عمل هناك وقد تم التبرع بستة شقق هناك للتنفيذ من العُمانيين ، فالعجلة تسير في مجال التنفيذ ، وهذا يغطي قطاع الإسكان التماس مع المواطنين.

طواقم هندسية

الدستور: إلى جانب كل هذه النشاطات والمشاريع والجهود التي تقومون بها ، فهل فكرتم في إرسال طواقم هندسية لغزة على غرار غزة 8 المستشفى العسكري مثلاً.

السقا: ذهب 40 مهندسا إلى هناك وقمنا بعمل توأمة ما بين نقابة المهندسين ونقابة المقاولين وكان معنا رئيس جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان مع النقابات المعنية هناك ، الصحيح الكادر البشري والخبرات متوفرة في غزة ، وما ينقص قد تكون خبرات بعينها يمكن إنجاز هذه المخططات من هنا وترسل عن طريق الإيميل والتكنولوجيا ، لكننا نعمل ونؤكد على تشغيل الفلسطينيين لإعطائهم فرصة للعمل في بناء بلدهم بالدرجة الأولى تخفيفاً للبطالة وتعزيزاً لمكانتهم ورفعاً لخبراتهم.

الدستور: هل تسيرون على مخطط لدعم الأهل في غزة أم أنه يكون وليد اللحظة؟.

السقا: اللجنة في بداية تشكيلها وضعت استراتيجية قريبة واستراتيجية طويلة المدى ، وشكلت فرقاً لذلك ، فرقة مسؤولة عن الجزء الإعلامي ، وفرقة عن الجزء المالي ، وفرقة عن جزء العلاقات الخارجية وعلاقات خارج مجتمع النقابات المهنية لتأصيل التعاون وتوثيقه ، ولدينا المركزية التي تخطط لكل هذه المجالات ، فالخطة طويلة المدى تسيير القوافل والتأكيد على فك الحصار ، وأخذنا قرارا بأن تكون هذه اللجنة جزءا وعضوا في اللجنة الدولية لفك الحصار عن قطاع غزة حتى نتواصل مع القوى الحية في العالم التي لها نفس الأهداف ونفس الغايات وبالتالي نعتقد في خططنا المستقبلية أن ننشيء لجاناً عربية لفك الحصار تكون في مجموعها اتحاداً لفك هذا الحصار كما المساهمات الدولية والأجنبية ، لأننا الأولى للدفاع عن قضيتنا وحقنا ولا ننتظر فقط الآخرين.

حشد دولي

الدستور: هل تعتقد أن حشد الرأي العام الذي تم حتى الآن الضروري جداً للدفع بهذه القافلة حتى تكمل مسيرها ، فهل هو كافْ ، حيث إذا كان هناك رأي عام عربي - إسلامي خلف هذه القافلة بالتأكيد سيكون له تأثير كبير على الموقف الإسرائيلي؟.

السقا: أولاً ندعوأن يقف العرب دعماً لها ثم المسلمين ممثلة بتركيا ومن يساهم من ماليزيا إضافة إلى المساهمات الدولية كالسويد والمسلمين والعرب والفلسطينيين المنتشرين في كل أنحاء العالم ، أعتقد أن هذا الدعم موجود أوالأرضية له موجودة والمطلوب تأصيله وتجميعه واستنهاضه ومبادرات لتقوده ، فنحن بحاجة إلى قيادات.

الدستور: حدثنا عن التجهيزات في غزة لاستقبال القافلة والتعديلات التي حصلت على ميناء غزة ، ونريد ان تضعنا في جوالرحلة والتفاصيل الدقيقة التي وضعتوها بعين الاعتبار ، أيضاً بالنسبة لتجهيزاتكم كوفد أردني ، فهل هناك تجهيزات محددة تختلف عن تجهيزات القافلة بشكل عام؟.

ابونصار: بدءاً بغزة ، ففي الحقيقة ميناء غزة لم يكن مهيأ لاستقبال القوافل بحجم السفن وكان يتطلب عمقا بحريا معينا ، فتعلمون أن ميناء غزة مهجور منذ فترة ، فجرى التنسيق من خلال الأتراك بتعديل الميناء وتم تعديله بزيادة العمق البحري بحيث يستطيع استقبال البواخر بهذا الحجم وهذه السعة. البواخر التي ستذهب نحن مشاركون كأفراد بالباخرة التركية والتي تسع حوالي 400 شخص ، أما بالمساعدات فنحن مشاركون بباخرتين ، الباخرة الإيرلندية بالإضافة إلى الباخرة التركية. الاستعدادات المنظورة في الباخرة ، فقد تم تحضير الباخرة الآن بحيث ستتسع لأربعمائة راكب وتتحمل رحلة بحرية تستغرق 6 أشهر ، فالاستعدادات الموجودة في الباخرة الآن يمكن لوبقينا في البحر فنستطيع البقاء لمدة 6 أشهر سواء كان من حيث الغذاء أوتوفر المواد. أردنياً بالتأكيد نحن ضمن الوفد الكلي فالاستعدادات المرتبة للأتراك مرتبة لنا نحن الآن كأردنيين والوفد الأردني المشارك سيكون معه الاستعداد الذاتي سواء كان من الأدوية أوالاسعافات الأولية فبالتنسيق مع نقابة الصيادلة بأن يزودونا بكل الأمور المتعلقة بالبحر ، فرحلة بحرية طويلة يجب أن يكون لدينا ما يسمى بالإجراء الطبي.

التغطية الاعلامية

اما الجانب الآخر يمكن أن يكون لنا خط مفتوح إعلامياً ومباشرة من خلال الباخرة للاتصال اليومي مع مجمع النقابات المهنية لأن هذه الرحلة ميزتها أنها في البحر وستكون مقطوعة إلى حد كبير عن إمكانية الاتصال المباشر ونحن نركز على الجانب الإعلامي في هذه الرحلة ، لأن الظروف المتوقعة والسيناريوهات المحتملة في الرحلة بها صعوبة ، فقد تكون جزءا من السيناريوهات الحصار في البحر ، عدم الدخول ، إبقاؤنا بعيدين ، وسيكون هناك جزء من التجهيز وسيكون معنا جهاز (ثريا) لأن الاتصالات لن تكون متاحة ، وسنعمل لأن يكون بالحد الأدنى لدينا لقاء يومي من خلال مجمع النقابات أن يتم الاتصال لوضع الاخوة الإعلاميين بصورة ما يستجد يومياً على الباخرة. أيضاً قناة الأقصى ستغطي حيث ستكون مرافقة لنا ويكون البث عبر الفضائية ، ويمكن ان نتعاون في أي أمر إعلامي..

واضاف اما على صعيد الوفد فنحن من المفترض أن تكون هناك فحوصات طبية لمن تجاوز عمره الخمسين حتى نتأكد من المسألة الصحية له وقدرته على التحمل خاصة أننا نتحدث عن رحلة بحرية وهناك من لم يتعود على رحلة بحرية فيجب تهيأتهم لهذه الرحلة. الأمر الآخر على صعيدنا فكان المفترض أن ننطلق اليوم ولكن تم التشاور ، فترة البقاء في تركيا ستكون ضغطا على الأتراك خاصة أن هناك وفودا كبيرة جداً وصلت إلى تركيا سواء كانوا مودعين أومشاركين ، ونتيجة الحجز فالانطلاق سيكون يوم الاثنين صباحاً حيث سنصل مطار اسطنبول وبعد ساعتين سنكون في ميناء انطاليا.

وقال ان الفترة الزمنية المتوقعة ، الرحلة بوضعها الطبيعي وبدون أي معوقات متوقع ثلاثة أيام في البحر ، وفي غزة من 5 - 7 أيام حسب الترتيب ، ومن ثم العودة ثلاثة أيام ، أي بمعنى أن الرحلة ستستغرق 14 يوما الرحلة الطبيعية ، لكن ما حجم المعوقات التي ستحدث فمن المحتمل أن تبقى أسبوعين أوثلاثة أوأكثر من ذلك لكن عزيمة كل المغادرين يتوقعون أن تستغرق الرحلة 6 أشهر.

وإذا أردنا العودة للأصل كيف بدأنا في قاعدة أن ما انعدم شريان الحياة 3 كان لديهم العزيمة بعد مشاهدات غزة وما جرى مع القافلة بأن تكون هناك شريان حياة أردني مستمرة ، بعنوان ليست قافلة إنما حالة مستمرة ، وبدأ العمل ، وتقدمنا إلى مجلس النقباء مشكوراً الذي أعطانا قرارا بوجود شريان حياة أردني الذي ندعوإلى استمرارية التبرع حتى يكون لدينا دائماً حالة من السيولة ، جمع مبلغ وتم إرساله إلى تركيا.

الآن كان لدينا فكرة بأن يكون هناك يوم وطني إعلامي الذي شاركت فيه وسائل الإعلام كاملة منها جريدة الدستور مشكورة وكان يوم عرس وطني ، أعتقد أنه استطعنا من خلال هذا اليوم ليس فقط أن نجمع تبرعات ، المقصود أن المسألة الإعلامية مهمة لتسليط الضوء على ما يجري في غزة وعلى طبيعة أن الحصار على غزة هوليس فقط حصاراً صهيونياً فهناك حالة عربية تمارس دوراً من الحصار.

استمرارية التبرعات

وحول المشاريع المتوقعة قال.. قد يكون هناك جزء من المشاريع بمعنى أن المواد الداخلة الآن يتم الاتفاق إما من خلال هيئة إعمار غزة التي يترأسها المهندس وائل بأن تكون هذه المواد باسم شريان الحياة الأردني ، بمعنى أن يتم الاتفاق فممكن أن تكون شقق أووحدات صحية ، فعلى أرض الواقع نحن معنيون بأن ما يصل من مساعدات ان يبدأ بها بإنشاء شريان للحياة الأردني ونتواصل من خلال التبرعات التي نتوقع بان تبقى مستمرة ، فلغاية اليوم مجمع النقابات يتلقى تبرعات ، فجمع التبرعات لم يقف عند رحيل القافلة ، بل ستبقى هذه التبرعات مفتوحة ، وهناك مشروع آخر في الذهن ، وسيكون هناك عمل عليه ، بأن نكوّن أيضاً ما يسمى شريان حياة بأن نتجه باتجاه القدس ، لأن هنالك أيضاً أزمة في القدس كونها تهاني من التهويد وهدم المنازل وطرد السكان وقد تحتاج إلى شكل كبير جداً ، المعلومات أن رائد صلاح سيكون يوم السبت في تركيا ونأمل أن يصبح هناك تنسيق ، وكيف يمكن أن نقدم باسم شريان الحياة بالخط الموازي لغزة أن يكون هنالك عمل باتجاه القدس ، والآليات بالطبع ستبحث مع المختصين وسنحمل في العودة مشاريع محددة حتى نستطيع أن ننفذ هذه المشاريع القادمة.

دعم القدس

الدستور: حدثنا أكثر عن شريان الحياة للقدس ، وما دور الشيخ رائد صلاح في هذا الموضوع؟.

ابونصار: نحن نقول شريان حياة كشريان حياة أردني معنيين أن نفتح خطاً باتجاه القدس ، فهذه ما زالت فكرة ، وعندما نعود وإذا تمكنا هناك من الالتقاء مع الإخوة سنرى ماذا يمكن أن نقدم للقدس بحيث أن لا تكون فقط قوافل إغاثة لغزة ، نتحدث عن مشروع استراتيجي أن يكون جزءا منه بأنه كيف يمكن أن نفكر في اتجاه القدس ، حيث أن القدس الآن لديها مشكلة ، بحيث يصبح لدينا مثلاً شريان حياة لفلسطين وليس غزة فقط.. فلدينا في الأصل أغيثوا غزة هاشم في النقابة ، لكن هناك بعد أوسع وعلينا أن نعمل ضمن بعد أوسع ، وقد يكون لنا أيضاً خارج فلسطين على مدى استراتيجي ، لأن الهيئة الدولية تعمل في أكثر من مجال ، فأنا طرحتها بباب الفكرة ، لكن لقاءنا مع الشيخ رائد قد يعطينا مادة معينة تطرح لكي نقول ما الذي يمكن أن نقدمه باتجاه القدس.

الدستور: في حملتكم ، هل سترافقكم وسائل إعلامية أخرى غير الأقصى؟.

ابونصار: سيكون هناك بث مباشر حيث ستكون على الباخرة قناة الجزيرة وحوالي 20 محطة تركية وقناة الأقصى وأيضاً قناة أوروبية ، بمعنى أن الباخرة مجهز فيها الآن بث مباشر حيث سيكون بها محطة إرسال من الباخرة بحيث يكون هناك تواصل مستمر ، لكن تكنولوجياً هل سيستطيع الصهاينة أن يقطعوا البث عن الباخرة فهذا موضوع آخر ، لكن الباخرة مجهزة لهذه الغايات.. على مستوى الأردن لدينا زميل واحد فهذه هي الإمكانيات ، وهوالزميل خضر مشايخ.. هناك أمر آخر نعمل عليه وبدأنا بتنفيذه وهوتوثيق كل الرحلة كاملة حيث سيكون معنا مصور بالإضافة إلى مخرج ليتم عمل فيلم كامل حول رحلة شريان الحياة 3 ويستكمل إلى شريان الحياة 4 وبعد العودة سيتم إنتاج هذا الفيلم بحيث يصبح وثيقة.

الدستور: هل قمتم بكتابة وصيتكم؟.

ابونصار: طُلب من الإخوة ال18 أن يكتبوا وصيتهم قبل المغادرة ، وهي سنة.

الدستور: هل هناك طلب آخر لأعضاء اللجنة عدا أن يكتبوا وصيتهم؟.

ابونصار: كان هناك عدد كبير جداً لديهم الرغبة بالمشاركة في هذه القافلة ، لكن المشاركين في هذه الرحلة وبعد تفاوض طويل مع الأتراك لأنه لديهم بالفعل أزمة حيث كانوا يخططون على ألف وبعد التعديل أصبحوا 400 حيث استطعنا أن نأخذ 18 مقعد حيث كان الأصل 5 ، فكل الذين سيذهبون في هذه الرحلة هم بالمعنوية متوقعين إحدى الحسنيين إما النصر أوالشهادة ، ولهذا كان عنوان القافلة "قافلة الحرية".

الدستور: نريد أن تحدثنا عن النقابات ودورها..

طُلب من الإخوة ال18 أن يكتبوا وصيتهم قبل المغادرة ، وهي سنة.

العرموطي

ماذا عن دور النقابات؟.

العرموطي: نحن في النقابات نعتبر أنفسنا فريقا واحدا والقضية قضية واحدة.. أعتقد أن موضوع شريان الحياة والوقوف مع غزة هوموقف تعبير عن موقف شعبنا العربي سواء بالأردن أوفي أي قطر من الأقطار العربية ، وموقف من موضوع الصراع العربي - الصهيوني ، فهوصراع وجود لا صراع حدود ، وبالتالي الوقوف مع خيارنا الشعبي ، خيار الأمة العربية أن المقاومة هي الوسيلة لتحقيق النصر ودحر الاحتلال وتحرير فلسطين ، من هذا المنطلق أعتقد أن الشعب العربي سواء في الأردن أوخارج الأردن هومع دعم المناطق التي يوجد بها المقاومة الشعبية سواء كان في العراق أولبنان أوغزة.. ما جرى في غزة من اعتداء أخير يدل على وحشية وعنصرية الاحتلال الصهيوني ، وبالتالي كان يجب على كل الامة العربية والأمة الإسلامية وأحرار العالم أن يقفوا مع غزة ، وأعتقد انه كان تعبير يد الوقوف مع هذا الصمود البطولي والذي أكد أن شعبنا العربي في فلسطين لا يترك أرضه بإرادته ، بل رغماً عنه حيث يرحّل ويهجّر من أرضه لكنه لا يترك بلده بإرادته.

واضاف.. شعبنا في فلسطين مقاوم فمنذ مائة عام وهويقاوم هذا المشروع الصهيوني ، فأعتقد أنه آن الأوان لأن نؤكد على أن المستقبل للمقاومة والمستقبل للأمة العربية وأن الاحتلال إلى زوال ، فهذه قناعة وهذا رأيي فهذا هوموقف الأمة العربية وهذا هوخيارها ، بغض النظر أن النظام الرسمي العربي ليس مع هذا الخيار.. في موضوع غزة أيضاً نحن نقول أن هذا الدعم وهذه القافلة هي عبارة عن أمر رمزي ولا تعبر عن ما نستطيع أن نقدمه لغزة ، فهي جزء رمزي جداً لوفتح المجال أمام الناس لكان الدعم لفلسطين إجمالاً كبيراً وحتى أنهم مستعدون أن يقدموا مقاتلين وأرواح وشهداء فكل هذا الاستعداد موجود عند شعبنا في الأردن وخارج الأردن لدعم تحرير فلسطين ، وهذه القافلة المشاركة فيها هي بداية لتشكيل شريان حياة عربي ، فنحن أولى بدعم شعبنا في فلسطين من أي قوة أخرى أوجهة أخرى سواء كانت أوروبية أوأميركية أوبريطانية فهذه قضيتنا ، وهذا واجب يجب أن نقدمه ، لأننا لا نتضامن مع شعب فلسطين بل نقدم ما يتوجب علينا في دورنا الذي يجب أن يكون مشاركا في تحرير فلسطين ودعم صمود اخوتنا في غزة وفي فلسطين بشكل عام.

وقال.. أعتقد كانت هذه بداية وأعتقد ان القائمين على هذه اللجنة في مجتمع النقابات قادرون على تطوير العمل ، وأعتقد خلال الأشهر القليلة القادمة سيكون هناك تطوير لعمل هذه اللجنة ، على المستوى المحلي وعلى المستوى العربي ، فنستطيع أن ننوع شكل عمل هذه اللجنة وأن يكون لها أكثر من مجال. ونحن نقول بأن هذا الوقوف وهذا التعبير الذي جرى خلال يومين حيث جمعنا مبلغ يصل إلى 300 ألف دينار هوتعبير رمزي عن وحدة شعبنا في الأردن ، هذا الشعب الصامد الواحد الموحد في الأردن هوفي قضية فلسطين شعب واحد تجاه فلسطين فكلنا فلسطينيون وباتجاه الأردن نحن جميعنا في حماية أمنه واستقراره ، وهذا تأكيد على وحدة هذا الشعب ، وهذا مهم في هذه المرحلة وأننا جمعياً في الأردن لا نؤمن لا بوطن بديل ولا بالمشروع الصهيوني ولا بالمخططات ، وأعتقد أن وحدة شعبنا هنا تؤكدها كل العمل الذي نقوم به بمجمع النقابات والمنظمات الشعبية والرسمية ، بأن هذا الشعب واحد وهوقادر على الحفاظ على وحدته وعلى دعم قضية فلسطين والوقوف بوجه المخطط الصهيوني الذي هوكيان صهيوني إحلالي توسعي يستهدف المنطقة ، فالمشروع لم يأتي فقط لفلسطين بل جاء لكل المنطقة العربية.

القطاع الصحي

ووبين ان لدى نقابة الأطباء لجنة دعم القطاع الصحي في غزة ، وتتمثل فيها نقابة الصيادلة ونقابة الممرضين ونقابة الأطباء ونقابة أطباء الأسنان ، فهذه موجودة لدينا وعملت هذه اللجنة الكثيرفي إيصال الكثير من الأدوية ، وعلى إرسال وفود طبية خارج إطار المستشفى الأردني في غزة ، وفود طبية من الأردن تذهب لإجراء عمليات طبية ، ففي آخر معلومة لدي أنه ذهبت مجموعة أطباء ، جراحين أوعية وشرايين دموية ، وقاموا بعمل عمليات متعددة ، وكل فترة وأخرى نرسل وفد خاصة من أطبائنا الأردنيين الذين يحملون الجنسيات غير الأردنية ، ويقوموا بعمليات جراحية ، جانب آخر استقدمنا عددا كبيرا من الأطباء من أهل غزة إلى هنا من الاختصاصات خاصة الاختصاصات النادرة ، وهوالتخدير وجراحة الأعصاب وجراحة العظام وجراحة الأطفال ، ففي هذا الجانب هناك العديد من الأطباء مدعومين ، فنحن نقدم لهم ما يتطلب من راتب شهري وندعمهم بدفع الرسوم عنهم ونهيأ لهم مكان التدريب.

النقطة الأخرى هناك ترتيب لموضوع التعليم الطبي عن بعد ، وذلك بعمل دورات للأطباء في غزة من خلال التواصل بالبث التلفزيوني ، ويصبح هناك تدريب طبي مستمر ومحاضرات وبالتالي نستطيع إشراكهم في كل شيء ، وأعتقد بانها خطوة رائدة في هذا المجال ، النقطة الأخرى نسعى لإعطاء شهادة تخصص ما يعادل الماجستير حيث نتبنى موضوعها خاصة مع بعض الجامعات البريطانية ، بأن نقوم بعمل برنامج تخصصي يجري متابعته داخل غزة ، وإذا احتاج لأن يأتي إلى عمان فيأتي إلى عمان ، فنحن الجانب التدريبي والجانب التعليمي مستمرون به ، رفع كفاءة العاملين في غزة وإرسال وفود طبية من خلال نقابة الأطباء وهي لجنة دعم قطاع الصحة في غزة ، كل هذا نحن نقوم عليه ، واللجنة برئاسة الدكتور عدنان جلجولي وهويقوم بهذا العمل بشكل رائع جداً ، وقدمت خدمات بعيداً عن الإعلام ، فما يهمنا بالمحصلة هوالعمل وليس الإعلام ، وإذا كان هناك حالات طبية بحاجة لنقلها إلى عمان فيشيروا علينا بذلك ، وأيضاً يمكن أن يشارك أكثر من اختصاصي في العملية الجراحية ، والوفود الطبية هناك لا تقوم فقط بإجراء عمليات بل كانوا يدربون الكادر الطبي الموجود هناك وزيادة خبرتهم في بعض العمليات التي تكون إمكانياتهم وخبرتهم قليلة فيها ، كنا نأخذ أجهزة عمليات وأدوات جراحية ترسل مع الفريق الطبي الذي يذهب من الأردن لقطاع غزة ، ونحن متواصلون لغاية اليوم في هذا الموضوع.

الدستور: المستشفى الذي أشار له المهندس وائل ، فهناك مستشفى يبنى بغزة بكلفة مليون ونصف ، وبالتالي بالتأكيد سيكون مستشفى ضخما وبه تخصصات شاملة.

العرموطي: بالنسبة لنا ففي حال إنشائه فيمكن أن نجمع تبرعات ونساعد في هذا المجال ، ثانياً يمكن أن نساهم في تدريب الكوادر الطبية ، وإذا احتاج نرسل فرقا طبية والتي تذهب لمدة أسبوعين تقريباً ، وأيضاً يمكن أن نساهم في إرسال وفود طبية للتخصصات النادرة والتي هم بحاجتها ونرسلهم لهذا المستشفى.

اقبال كبير على التبرع

الدستور: كنت مطلعا على عملية جمع التبرعات ، كيف لمست الاقبال على التبرعات ، وحدثنا عن قصص إنسانية للتبرعات.

أحمد العرموطي: لوفتح المجال بشكل أطول لكانت جمعت التبرعات بشكل أكبر ، وأعتقد أن السبب في هذا الجمع الذي حصل قبل يومين يدل على ثقة الناس في مجمع النقابات المهنية ، وهناك مصداقية وأمانة وثقة بما تقوم به النقابات المهنية ونحن يجب أن نحافظ على هذه الصورة الزاهية ، وقد تحدثت مع المهندس وائل السقا وفتحي ابونصار بأن هذه مهمة بعد عودتهم ليبينوا للناس أين ذهبت هذه الأموال وكيف تصرفنا فيها بمؤتمر صحفي موثق حتى نكون على بينة ، فهذا يخلق ثقة أكثر وأن هذه الأموال لم تذهب هدراً ، فنحن نرتب لهذا الموضوع خاصة وأنني بصفتي رئيس مجلس النقباء متابع هذا الموضوع بحيث نعطي الصورة الحقيقية بما يقوم به مجمع النقابات وتبقى هذه الثقة الموجودة بين المواطن وبين مجمع النقابات.

أبونصار: أولاً نحن نقول بأن أي قرش ورد إلى مجمع النقابات المهنية سواءً كان من خلال الحساب البنكي أومباشرة هو وقف لغزة ، وبالتالي أمانتنا تقتضي أن نوصله ، لدرجة أننا الآن نقوم بتغطية الفيلم ولن ندفع فلساً إلا من متبرع محدد يقول بأنه سيقوم بتغطية الفيلم ، أما من حيث آلية التبرع فكان في الحقيقة يوما واحدا مفتوحا للتبرع ولكن كان طلباً من الناس أن يفتح لليوم الثاني وأيضاً لليوم الثالث. هناك الكثير من الصور كانت رائعة في تبرع الناس ، مثال على ذلك جاء طفل ليتبرع فالتقيت بالطفل الذي كان عمره حوالي سبع سنوات وكان معه عشرين ديناراً يريد التبرع بها ، فكنت أقنع بالطفل لأن يذهب ويشتري حاجة له بالعشرين ديناراً ومن كثرة ضغطي عليه قال لي: لا أريد بل أريد التبرع لغزة.. كان يقف معه شخص كبير في العمر وهوجد الطفل ، وعندما رأى اصرار حفيده قام هذا الشخص بإخراج دفتر شيكاته وتبرع بمبلغ معين وقال: إذا كان ابن ابني مصر على ذلك فلماذا أقوم أنا بالتقصير؟.، أيضاً كانت تأتي إلى مجمع النقابات المهنية حصالات أطفال كثيرة جداً وتفتح في مجمع النقابات.. أيضاً طفلة من الرمثا حيث كنا في إحدى المحطات على الهواء ، وقد أبكتني هذه الطفلة أنا والمقدم عندما قالت بأنها وشقيقها يجمعون حصالتهم منذ خمس سنوات ، وعندما سمعونا فتحوا الحصالة ووجدوا بها خمسة دنانير ، وسألتنا: هل ممكن أن ترسلوا خمسة دنانير إلى غزة،؟. عملنا أيضاً فكرة لنشارك أطفالنا بها ، حيث قمنا بعمل لوحة لغايات أن ترسل رسائل من أطفال الأردن إلى أطفال غزة ، العبارات المكتوبة على هذه الرسائل لا يمكن أن ينزع هذا الكيان الغاصب من أنفسنا ، فهذه الروح الموجودة لدى طفل عمره عامان أوأربع أوخمس سنوات ويكتب في عنوان رسالة واضحة يتضامن فيها مع أطفال غزة ، ومن القصص الطريفة جداً أن إحداهن جاءت تتبرع فتبرعت بمهرها الذي حصلت عليه من أربعين سنة قدمته وقالت أن هذا تبرعً لأهل غزة ، أيضاً نساء كثيرات جاءت وتبرعت وقدمت حليهن وذهبهن لأهالي غزة.. أيضاً جاء العديد من الناس ليتبرعوا بدمائهم.. ففي اليوم الذي حصل في المجمع والذي استمر لمدة ثلاثة أيام يوجد به قصص كثيرة رأيناها في عيوننا من الناس لم نكن نتوقع أن يأتوا بهذا الزخم وبهذا العطاء وهذا الإصرار ، وتعليقاً على العدد فالكل كان يقول بأنه مستعد أن يدفع بشرط أن يذهب معنا إلى غزة لأنهم لا يشعروا بأن المال كافْ فقط ، الغريب أيضاً أن كثيرا من الموظفين تبرعوا بيوم عمل أويومين عمل أوثلاثة أيام عمل ، فمثلاً مدارس الحصاد جمعوا من طلاب المدارس خلال يوم واحد مبلغا كبيرا ، فالمشاهدات الحية تقول بأن هذا الشعب معطاء وخيّر وفيه حالة لوفتح له المجال لأعطى أكثر بكثير جداً ، لكن لضيق الفترة الزمنية الإعلامية لإيصال الخبر للناس كان غير كافْ ، فعلينا أن نواصل مهمتنا بعد أن نعود كيف يمكن أن نواصل هذا الشريان المستمر إنشاء الله إلى غزة.

العرموطي: في الختام أقول أن فلسطين عربية وستبقى عربية ، وأن المستقبل مرهون بموقع وموقف شبابنا ، وأعتقد أن الجيل الصاعد وجيل الشباب مؤمن بقضيته وقادر على التضحية من أجل فلسطين ، وقضية حل الصراع العربي الإسرائيلي هي من خلال المقاومة ولا خيار لنا إلا خيار المقاومة ، وأن التفاوض وهم لا يوصلنا إلا إلى السراب والضياع ، فالمقاومة أولاً والمقاومة ثانياً والمقاومة.

الدستور: نشكر لكم حضوركم وجهودكم وندعوالله أن يوفقكم ، وندعوه أن يرجعكم بالسلامة من رحلتكم.