مشاركة إسرائيلية بمؤتمر دولي عن "النزاعات والحوار" في عمان
وسط تكتم اعلامي شديد، وأنباء عن انسحابات من قبل بعض المشاركين الاردنيين بسبب مشاركة اسرائيليين، اختتمت امس في أحد فنادق عمان، فعاليات المؤتمر الدولي "لتحويل النزاعات: تقاسم أدوات الحوار عبر الثقافات".
وناقش المشاركون، ومنهم اردنيون وعرب وأميركيون واسرائيليون، كيفية "تعزيز ثقافة التعايش السلمي بين الجنسيات، في ظل النزاعات والصراعات السياسية في المنطقة".
وتركزت النقاشات التي لم يسمح للصحافة بتغطيتها، وامتدت على مدار اربعة ايام، حول كيفية خلق تعايش سلمي بين ابناء المنطقة، بمن فيهم الاسرائيليون، على الرغم من احتلالهم للاراضي العربية الفلسطينية، وعدم إقرارهم بحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه.
ودارت حلقات النقاش في الدائرة المستديرة في قاعة الفندق، التي استطاعت جمع أفراد من جنسيات يغلب عليها طابع الاختلاف سواء في العرق أو الدين، أو حتى الجانب السياسي، حول أن فكرة تعزيز مفهوم السلام الاجتماعي يتطلب تكثيف مثل هذا النوع من المؤتمرات، خصوصا وأنها تركز على الجانب الاجتماعي، سواء للعرب أو للإسرائيليين، الأمر الذي تستطيع من خلاله، هذه المؤتمرات أن تخلق حالة من التسامح الفكري والمجتمعي بين تلك الجنسيات، بعيدا عن الصراعات السياسية.
وفي هذا السياق، اعتبر مشاركون أن الصراع العربي الإسرائيلي هو "أمر يخص الحكومات في تلك المناطق، ولا يتعلق بالشعوب، التي كثيرا ما تتعارض أفكارها مع سياسات حكوماتها"، على حد تعبيرهم.
ودعا مشارك في المؤتمر الى عدم مهاجمة السلام مع الاسرائيليين، مشيرا الى ان بعض لجان مقاومة التطبيع تهاجم مؤتمرات يشارك فيها إسرائيليون بدعوى التطبيع.
وفي محاولة لإقناع الشباب العرب بأهمية إقامة علاقات تطبيعية مع اسرائيليين، قالت مشاركة اسرائيلية، بشكل يدل على فرحتها لوجودها في الاردن، "طالما سمعت اتهامات كثيرة عن بلدي، وكنت محظوظة بالاستقبال الكبير الذي حظيت به في المؤتمر، لذا أطمح بلقاءات تحاورية جديدة حتى نتعرف على بعضنا أكثر، وندرك أننا نعيش في نفس المنطقة، ونطمح بان يكون هناك سلام فيها".
واعرب مشارك عن سعادته لاستقبال اسرائيليين في المؤتمر، على الرغم من وجود تيار شعبي عارم يرفض التطبيع مع اسرائيل، رافضا اعتبار مثل هذه المؤتمرات " تطبيعا".
بدورها، قالت إحدى المشاركات، وهي يهودية من أصل عراقي "ما عانيته من تشرد في وطني العراق، اضطرني إلى اللجوء إلى إسرائيل"، على حد زعمها.