مسيرة حاشدة لمكافحة المخدرات
انطلق شباب وفتيات أمس في شوارع العاصمة عمان في مسيرة لمكافحة المخدرات، بدأت من أمام مديرية الأمن العام في العبدلي ووصلت الى المدينة الرياضية.
وعبر الشباب، الذين يمثلون مؤسسات من القطاعين العام والخاص، عن رفضهم لهذه الآفة التي وصفوها بـ "السم القاتل الذي يقتات على عقول الشباب ويعصف بهم".
ودعوا خلال المسيرة التي جاءت تحت شعار "نعم للحياة، لا للمخدرات" ونظمتها مديرية الأمن العام، المؤسسات الرسمية إلى الوقوف صفا واحدا في وجه هذه الآفة ومن يروجون لها.
وحمل الشباب، خلال المسيرة التي شارك فيها مدير الأمن العام اللواء الركن حسين هزاع المجالي، لافتات تحث على الحياة والابتعاد عن المخدرات، تضمنت عبارات "تعاطي المخدرات انتحار بطيء" و"المخدرات طريق الهاوية" و"لا فضول ولا تجربة في المخدرات" و"المخدرات ضياع للأسرة والمجتمع"، و"المخدرات تصدع وانهيار".
إلى ذلك، يتيح القانون للمدمن، الحق في طلب العلاج في مراكز علاج المدمنين التابعة لإدارة مكافحة المخدرات، من خلال نص قانوني لا يرتب أي عقوبة جزائية على المتقدم للعلاج. وتقوم المملكة حاليا بحملة وقاية وتوعية مكثفة لمكافحة المخدرات والتحذير من مخاطرها الشديدة على الفرد والمجتمع.
ويرى المشارك إبراهيم بدر أن "المخدرات أصبحت مشكلة تتهدد جميع المجتمعات بسبب الانفتاح الحدودي الكبير، ما يستدعي الوقوف عليها ومعالجتها، فضلا عن كون هذه المشاركة تمثل حالة توعية للشباب والمجتمع".
ويقول شاب عشريني لـ "الغد" إن "المشاركات في مسيرات من هذا النوع، تسلط الضوء على هذه الآفة، وتسهم بمساعدة المتورطين فيها على نبذها، وتدعو الجميع الى الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه الآفة".
أما المشارك يوسف البدور فاكتفى بالقول "نعم للحياة لا للمخدرات"، لافتا إلى أن تزايد هذه المشكلة، أصبح يلقي بعاتقه على المسؤولين لتكثيف الجهود لمواجهتها.
وبحسب المشارك عمر البصال، فإن المشاركة في المسيرة، حالة من العطاء لبلد وقف دوما في مواجهة هذه الآفة، بينما يصف المشارك محمد عودة متعاطي المخدرات بـ "الضحية" الذي لا بد من الوقوف إلى جانبه لمعالجته وليس معاقبته.
وكانت دراسات بحثية كشفت أن معظم متعاطي المخدرات، متعلمون، أو هم من فئة الطلبة الذين على مقاعد الدراسة، وأن هناك علاقة طردية قوية بين البطالة وتعاطي المخدرات، في مجتمع تتضارب دراساته الرسمية والمستقلة حول نسبة آفة البطالة.
ففي الوقت الذي تشير فيه دراسات رسمية إلى أن نسبة هذه الآفة لا تتجاوز 14 %، تقول الدراسات المستقلة إن "البطالة تكبل ربع الأردنيين المقدر عددهم بـ 6 ملايين نسمة".
كما تشير الدراسات البحثية إلى أن مستوى دخل المتعاطين، يدلل على أن أسرهم ليست فقيرة، وأن معظم مدمني المخدرات تورطوا بها عن طريق "رفاق السوء" لا عن طريق المروجين، فضلا عن الحاجة الى إطار وطني لحماية الشباب من المخدرات