مدخل في الإتصال

مدخل في الإتصال
الرابط المختصر

"عمره مديرك لعبكم لعبة؟ إذا زهقتوا كموظفين شو بتعملوا لكسر الملل"؟ سؤال وجهته لي طالبة تربية طفل بهدف الحصول على إجابة قد تنفعها في عرضها التقديمي أمام زملائها وأستاذها الجامعي، يتزامن مع كثير من الملاحظات التي تردني بإتصال من قبل المواطنين حول عدم تلقيهم للرعاية الصحيّة بالشكل المناسب.

 

للتوضيح أكثر فإن كثيرا من المرضى يراجعون الأطباء ولا يحصلون بعد طول انتظار إلاّ على وصفة طبية للدواء، وقد يمتد السيناريو لعدة أشهر، وعند وصولهم للصيدلية ربما يواجهون بعدم توفر الدواء أو وجود دواء بديل لشركة أخرى أو أجنبي المنشأ يصرفه الصيدلاني دون اكتراث بحق المريض بالشرح عن الدواء أو تخيره إن كان يرغب بالحصول على البديل أو لا.

 

بعض المؤسسات لا تكتفي فقط بعدم وجود أنشطة للموظفين "أثناء أوقات العمل"، وإنما يصل الأمر برؤسائها لمنع تجمع الموظفين أثناء ساعات العمل أو إغلاق الأبواب للحديث فيما بينهم، فعل يقود للتمرد وللحديث عن سياسة الأبواب المفتوحة، التي يفهمها الكثيرون خطأ.

 

فليس المهم أن يكون الباب مفتوحا أو "مواربا"، فالأهم أن يتم تنفيذ ولو جزء بسيط من الملاحظات التي تنقل عبر "الإتصال المباشر"، وتمكين الثقة المتبادلة عبر هذه القناة.

 

 

تقول المراقبة والمختصة بالقطاع الصحي عنود الزعبي، أن أبرز اشكاليات إدارة القطاع الصحي ومسببات توجه المريض لحصوله على دواءه دون إرشاد الطبيب وانعدام ثقة المريض بالصيدلاني تكمن بتلاشي "التواصل"، دقائق قليلة يمضيها الإخصائي مع مريضه في رواق المستشفى لا تمكنه من السؤال عن حالته أو تعطيه القدر الكافي من الطمأنينه والمعلومات التي يطلبها بخجل، هذا إن التقى بطبيبه وحظي بجزء بسط من التواصل الإنساني.

 

لوم كبير يوجه للحكومة في الفترة الأخيرة من أوساط نيابية وإعلامية لعدم تواصلها مع قاطني المناطق الحدودية في لواء الرمثا بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة، وتبرير غير معلن للغياب بحجة الحرص على عدم إثارة الهلع وزيادة منسوب الخوف لدى قاطني هذه المناطق، يرافق ذلك العديد من الدعوات للنزول للميدان، وعلى رأسها الدعوة الملكية للوزراء للقيام بذلك.

 

مثلا .. يقوم رئيس الوزراء بزيارة للأغوار الجنوبية، زيارة تقدّر، جاءت بوقت متأخر، فأجندة اللقاءات كلها للإطلاع على واقع مشاريع انجزت وقائمة بمنح خارجية وداخلية، وطالما أننا نفتح ملف التواصل، فإن تشكيل مجلس شبابي يرتبط بالسفيرة الأمريكية في عمّان "بنظرة موضوعية" خطوة لتجنب الجلوس مع صانعي قرار في بيوتهم وسماع آراء لا تمت للواقع بصلة.

 

مجلس شكاوى الإعلام، أيضا يمكن تجاوز الملاحظات عليه والتجاذب بين المؤيدين والمعارضين، من خلال تبني كل مؤسسة إعلامية سياسة اتصال واضحة وفعّالة، فما المانع من تخصيص المؤسسات يوم للمتلقين لإبداء آرائهم في كل ما ينشر صوتا ونصا وصورة، نقدا وتقييما واقتراحات !!

 

 

أو يوما لتقييم الإتصال الإداري المؤسسي، تفتح المؤسسات فيه صدرها لمراجعة قنوات الإتصال "داخليا وخارجيا"، ويقوم المريض والأب والأم والمعلم، كل في مكانه .. بفتح الباب للطلاب وأفراد الأسرة، الموظفين والشعب .. جميعنا بتقييم "اتصالاتنا".

 

تقييم يجعل من الإتصال الجيد دماء تجري في عروق المؤسسات والأفراد، بشرط أن يكون على شكل العاب حتى نضمن أن "لا يعتب حدا ولا يزعل حدا".

 

أضف تعليقك