مثلث النهضة في لواء الشونة ... طريق الموت
"الله لا يذوقها لإنسان". بهذه الكلمات وصفت أم محمد شعورها لفقدان ابنها مصطفى البالغ من العمر خمس سنوات بسبب حادث سيارة على مثلث النهضة – الرامة في لواء الشونة الجنوبية . وتتابع أم محمد حديثها " وأتمنى على المسئولين بان يعملوا شيئا لمنع تلك الحوادث، الكثير من الناس فقدوا أبنائهم على هذا المثلث، كما طالت الكبار".
تكثر الحوادث على تقاطع النهضة الرامة بحسب الكثير من سكان المنطقة ،الذين يعانون باستمرار جراء هذه الحوادث ، يقع هذا التقاطع الثلاثي على طريق العدسية البحر الميت وهو منفذ لمنطقة الرامة والشونة الجنوبية باتجاه الشمال، ويؤدي إلى مثلث المغطس والبحر الميت ومنطقة الفنادق جنوبا ، ويخدم ما يقارب خمسة آلاف مواطن من سكان منطقتي النهضة والرامة .
يشير أبو محمد إلى أن مشكلة الحوادث على هذا الطريق منذ سنوات ، دون أن نلمس أي حلول لها " تقاطع مهمل والحوادث معظمها قاتلة، بخاصة عندما أصبح هذا الطريق له مسربين ، مما سهل على السائقين والطائشين من الشباب أن يقودوا مركباتهم بسرعة جنونية، فضلا عن انه لا يوجد ثقافة عند سائقي المركبات على مدى ضرورة تخفيف السرعة خاصة عند مثلث مزدحم بالمارة ".
خسائر مادية وبشرية يتكبدها أهالي منطقتي النهضة والرامة بسبب هذه الحوادث، ونظرا لازدياد عدد السكان فقد أصبحت الحاجة كبيرة لهذا المثلث ، فعلى هذا الطريق تقع جميع المحال التجارية التي تخدم منطقتي النهضة والرامة ، مما يضطر المواطنين قطع الشارع للعبور للجهة الأخرى لتوفير حاجياتهم ، ويعتبر الممر الرئيسي للذهاب إلى أماكن عملهم ، فلا مفر إلا بقطع الشارع ، مما يشكل قلقا دائما عند الأهالي ، وهذا ما أشارت إليه أم أيوب إحدى سكان منطقة النهضة " لما بودي ابني يشتري أي شي ويتأخر بحكي أكيد صار معه حادث ، بكون كثير خايفة ".
ويقترح عبدا لله شاهين وهو احد سكان منطقة النهضة بعضا من الحلول للقضاء على تلك المشكلة التي باتت تشكل قلقا مستمرا عند الأهالي " كعمل جسر مشاة ، أو عمل دوار ، أو مطبات أرضية " مؤكدا عبدلله انه "خلال 15 يوم حدثت ثلاثة حوادث ومعظمها حالات وفاة لأطفال ".
و تحدث أبو محمد عن ضرورة تفعيل دوريات إدارة السير للتخفيف من سرعة السائقين " دورية المرور تتواجد ساعة أو ساعتين خلال الشهر ، على إدارة السير توفير رادار ثابت للحد من السرعة على هذا الطريق ، فلا يوجد أي مراقبة لهذا الشارع " .
وتؤكد هدى على أن هناك معاكسة سير يقوم بها السائقون ، خاصة أن فتحة الدوران على الشارع الرئيسي بعيدة " فتحة الدوران على الطريق الرئيسي من عمان نزولا إلى الشونة بعيدة على السائقين ، أيضا مع ارتفاع البنزين يقوم البعض بمعاكسة السير لتوفير البنزين والوقت " .
وفي عام 2007 كان من المفترض أن يتم عمل دراسة لجسر مشاه على هذا التقاطع الثلاثي ،فيما نفى احمد العمرات مدير السلامة المرورية في الأشغال العامة أن يكون هناك دراسة أصلا لعمل جسر مشاه في هذه المنطقة ، مشيرا إلى إجراءاتهم التي سيتخذونها " أشجع على وضع إشارة ضوئية على الطريق باتجاه الشونة ، وإشارة ضوئية لمن يسيرون باتجاه البحر الميت ، بحيث تعمل إراديا عندما تحدث حركة مشاه ، وإقامة حاجز معدني يمنع مرور المشاه ، الموضوع في طريق الدراسة لنحدد تماما احتياجات المنطقة " .
من جهته أكد حسن مهيدات مدير الدوريات الخارجية على أن أكثر أسباب الحوادث على التقاطع الثلاثي هي " تجاوز السائقين السرعات المقررة ،و عدم اخذ الاحتياطات اللازمة ،ومخالفة أولويات المرور ، و معاكسة السير على هذا الطريق " .
وعن ضرورة توفير دوريات بشكل دائم على هذا الطريق يقول مهيدات " الرقابة موجودة على هذا الطريق،الدوريات الخارجية تغطي جزء ،وقسم سير البلقاء لهم أيضا جزء آخر في الرقابة ، تواجد الدوريات الآن باستمرار وليس بشكل ثابت ، وسنقوم بالتأكيد على قسم سير البلقاء بان يكون لهم تواجد بشكل دوري ، وسوف نكلف مدير مركز دوريات الوسط حتى يتم التنسيق مع السلامة المرورية في الأشغال العامة لإيجاد طريقة لحل هذه المشكلة ، وخاصة إنها تحتاج المشكلة لحل هندسي " .
ويؤكد سكان منطقتي النهضة والرامة على أن هذه المشكلة نقلت إلى الجهات المسئولة من بلدية ومتصرفية ونواب المنطقة إلا أن لا حياة لمن تنادي ، فالتقصير كبير وتجاهل زهق الأرواح البريئة متواصل .
ووفقا لإحصائيات الدوريات الخارجية كان عدد الحوادث عام 2007 على هذا التقاطع 27 حادث مروري نتج عنها 3 قتلى ، و17 جريح ، و خلال عام 2008 لغاية الآن وقع 18 حادث مروري نتج عنها وفاة واحدة ، و8 جرحى .