"مبادرة زمزم" انطلاقة تستقطب النقد (صوت)

"مبادرة زمزم" انطلاقة تستقطب النقد (صوت)

تبع إشهار المبادرة الأردنية للبناء "زمزم" سيلاً من التحليلات والتصريحات التي وصفت أفكار المبادرة بالمكررة من جهة، وأنها محاولة إنشقاق أولية عن جماعة الإخوان المسلمين من جهة اخرى، رغم جهد المنتمين لجماعة الإخوان بنفي فكرة الإنشقاق جملة وتفصيلاً.

حفل الإشهار الذي كان صباح أمس السبت لم يحضره أي من قيادات الجماعة غير المشاركين في المبادرة الأمر الذي عزز فكرة الإنشقاق لدى البعض.

وطالب الوزير السابق سمير الحباشنة التيارات السياسية بالإنفتاح على الآخر والبحث عن نقاط الإلتقاء لبلورة خطاب فكري وطني أردني محط إجماع لإشتقاق مبادرات قابلة للتنفيذ بدلاً من حالة العجز السياسي السائدة.

ودعا الحباشنة إلى الخروج من حالة الإصطفافات الحادة بين التنظيمات واستمرار البحث عن نقاط الإختلاف، مطالباً بإعطاء المبادرة الفرصة الكافية والوقت الكافي بدلاً من الحكم عليها منذ اللحظة الأولى خصوصاً وأن بشائر مبادرة زمزم طيبة وإيجابية.

ورحب الحباشنة بالتوافق الفكري بين التيار العروبي والإسلامي والإنفتاح على الآخر بدل أن تضع التيارات السياسية نفسها داخل "صدفة" متمنياً على القوى الفكرية أن تحذوا حذو القائمين على مبادرة زمزم وتنفتح على الإصلاح وتلبية إحتياجات الناس بدلاً من الصراع الدائم.

فيما نفى المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات فكرة الإنشقاق، مضيفاً أن ما جرى إستثمار سلبي للحديث عن إنشقاق داخل الجماعة من قبل أعداء الإصلاح وليس مبادرة وطنية فعلية.

وقال الفلاحات إن حيرة الشعب الأردني وكثرة المصائب السياسية والمعيشية والإستبداد والفساد السياسي والمالي الموجود يعد بيئة خصبة لتنامي المبادرات السياسية.

إلا أن الفلاحات عاد ليؤكد أن زمزم "لم تأت بجديد" إلا انها نظرياً جميلة وليس ممنوعاً على أحد التفكير بطريقة منضبطة في إطار يجمع الأردنيين بمختلف أطيافهم الفكرية والسياسية والمناطقية والعقائدية إلا أن هذا مطروح من قبل في التجمع الشعبي للإصلاح والجبهة الوطنية للإصلاح وغيرها.

وأكد الفلاحات أن العديد من جلسوا على منصة إشهار المبادرة لايؤمنون بالتداول السلمي للسلطة ولا بالتعددية السياسية ومنهم من ليس في تاريخه أو ممارسته تقبل لرأي الأردنيين وهو من العقلية القديمة على حد وصفه.

وأشار الفلاحات إلى أن الشعب الأردني بحاجة إلى مزيد من الإجتماع والتوحد وليس لكثرة المبادرات وتعددها والتي من شأنها تفتيت الجهود وليس التقدم خطوة جديدة.

أفكار المبادرة وصفت من قبل محللين بأنها نسخة مكررة عن أفكار حزب الوسط الإسلامي ما جعل البعض يقترح دمج المبادرة والحزب في تنظيم واحد.

ورحب رئيس كتلة الوسط الاسلامي في البرلمان الاردني النائب "مصطفى العماوي" بفكرة دمج مبادرة زمزم مع الحزب من حيث العمل في خندق واحد وليس من حيث التسمية أو الدمج للخروج بمسمى جديد.

وأضاف العماوي أن حزب الوسط الإسلامي لا يرحب بفكرة إنشقاق المبادرة عن جماعة الإخوان "ولا نقبل أن نكون بديلاً عن أحد كما لا نقبل أن يكونوا هم بديلاً عن أحد".

واعتبر العماوي أن المبادرة والحزب يلتقيان بالأفكار المنهجية الوسطية والمعتدلة نافياً أن تكون المبادرة إخوانية.

وحتى ولو كانت إخوانية يقول العماوي إنه منهج جديد مرحب به كون مبادرة زمزم - من حيث الفكرة - تلبي المطالب باللحمة وتنبذ الإنشقاقات والصراعات داخل الأحزاب الأردنية "لكننا بإنتظار التطبيق".

يذكر أن حفل إشهار المبادرة عقد صباح امس السبت في المركز الثقافي الملكي، وبحضور العديد من الشخصيّات الوطنيّة والسياسيّة.

وقال المنسّق العام لمبادرة “زمزم” ارحيل غرايبة إن “المبادرة تسعى لتجسيد مفهوم الهويّة الاردنيّة خارج نطاق الجدل”، مؤكداً أن كافّة الأردنيّين سواء فيما يتعلّق بالمواطنة، “التي هي حبّ وانتماء وليست مجرّد غنائم ومكتسبات”.

وأضاف الغرايبة “إن المبادرة ترتكز على الفهم الحضاري للإسلام والدولة والمواطنة، لتشكيل حالة وطنيّة أصيلة تسهم في بناء الدولة الأردنية”.

أضف تعليقك