ما مصير الآثار الرومانية في وسط البلد عمان؟
قادت الصدفة السلطات الأردنية للعثور على آثار تعود للعصر الروماني في الشارع العام بالوسط التجاري للعاصمة عمان عندما كانت أمانة عمان الكبرى تحفر لانشاء عبارة صندوقية لتصريف مياه الأمطار يوم السبت 12\ديسمبر الماضي.
كشفت عمليات التنقيب التي قادتها أمانة عمان بالتعاون مع دائرة الآثار الأردنية عن حمام الروماني يضم الفرن الخاص بتسخين المياه، إلى جانب قطع فخارية وتمثالين مقطوعة الرأس.
وحسب مدير دائرة الآثار العامة يزيد عليان، "يعود الاكتشاف للعصر الروماني إلى القرن الثاني بعد الميلاد قرابة 1800 عام، وهو عبارة عن جزء من حمام روماني".
يقول لـ"المونيتور"اليوم نفكر كدائرة اثار عامة بخيارات عديدة والموازنة بين حاجات المدينة، وحماية الآثار وندرس بدائل مثل نقل الآثار أو تغيير مسار العبارة الصندوقية أو جعل هذه المنطقة جزء من مشهد عمان القديم وتطويرها، لذا قررنا في دائرة الآثار تشكيل لجنة بالتعاون مع مهندسي امانة عمان للخروج بحل سريع يساعدنا على اخذ القرار، القانون الأردني واضح أوكل لدائرة الآثار حماية آثار المملكة".
"البنية التحتية التي تقوم بها أمانة عمان بسبب الفيضانات المتكررة في وسط البلد دفعتها لانشاء عبارة صندوقية لتصريف مياه الأمطار، وهذا سيؤثر على سلامة الأثار المكتشفة والموجودة في الأرض، المنطقة المكتشفة كانت تقع على نهر قديم وهو امتداد للطريق الروماني، الا أن السلطات قامت مع الامتداد العمراني بسقف هذا النهر في ستينات القرن الماضي، المدينة الرومانية تتكون من عناصر هي المعبد والمسرح وهو المدرج الروماني، وسبيل الحوريات المكتشف قديما في وسط البلد عمان الى جانب الحمام الذي اكتشف حديثا".
وحسب عليان "جزء من هذه المدينة الرومانية القديمة التي كانت قبل تأسيس مدينة عمان الحديثة، وتقع تحت منطقة سقف السيل الآن،وحاليا أي حفريات في هذه المنطقة التجارية سنكتشف عن آثار جديدة، ما تم اكتشافه غرف التسخين للحمام الروماني،لكن غرف الاستحمام المرصعة بالفسيفساء غير مكتشفة حتى الآن".
"وسط البلد التي كان يطلق عليها في العصر الروماني فيلادلفيا، وقبلها كان اسمها ربة عمون قديما، عمان عبارة عن تسعة مدن قديمة فوق بعضها البعض كالادوميين، و العمونيين، والمؤابيين، والرومان، والبيزنطيين، والحضارة الاسلامية، وقبل آثار من العصر البرونزي والعصر الحجري للاسف في فترات معينة دفنت بعض الآثار بسبب الزلازل، أين ما تحفر في عمان تجد آثار، اتمنى لو كان لدينا كدائرة آثار إمكانيات مادية لاستملاك الاراضي واعادة التنقيب، اذ ان 20% فقط مما كشفناه من آثار في عمان ".
الأردن تحتوي على 100 الف موقع اثري المسجل منها في سجلات دائرة الاثار 15 موقعا، نعمل في دائرة الآثار للاستكشاف خصوصا مع الزحف العمراني الذي يؤثر سلبا على هذه الآثار خصوصا في العاصمة عمان المعروفة من العصر الحجري التي اكتشف بها تماثيل عين غزال التي تعد الأقدم في التاريخ
وحسب تاريخ المدينة الذي ترويه امانة عمان على موقعها كانت عمان تحمل اسم فيلادلفيا في تلك الفترة الرومانيّة، وجاءت هذه التسمية اشتقاقاً من اسم بطليموس فيلادلفوس الروماني الذي احتل المدينة، وكانت المدينة قد وقعت تحت سيطرته في نهايات القرن الثالث قبل الميلاد.
وأعاد الرومانيون بناء المدينة، فشيدّوا المدرج الروماني وشوارعه المرصوفة والأعمدة ذات الطابع العمراني الروماني، ومن أبرز آثار الدولة الرومانية في عمان: ساحة الفورم القائمة بين جبلي القلعة والجوفة، وتتخذ موقعاً لها أمام المدرج الروماني في وسط العاصمة عمان، وتصل مساحتها إلى أكثر من 7600 متر مربع، ويشار إلى أن هذه الساحة قد شيّدت في الفترة الممتدة ما بين 161-138 ميلادي من القرن الثاني الميلادي.
امانة عمان قالت في تصريح صحفي لموقع عمون ان "ايقاف المشروع وعدم استكمال العمل فيه ستكون نسبة تصريف مياه الامطار 50% فقط عما كان مخطط له، موضحاً أنه في حال استمرارية العمل بالمشروع وفق ما خطط له مسبقاً ستكون نسبة تصريف مياه الأمطار 100% مقارنة في المنخفضات الجوية السابقة".
وقال المدير التنفيذي للطرق في امانة عمان المهندس رائد حدادين "مشروع العبارة متوقف حالياً لحين صدور القرار النهائي من اللجنة المختصة، وأن نسبة الانجاز فيه وصلت إلى 65%".
ويتخوف خبراء في التخطيط العمراني على مصير هذه الآثار ويحذرون من طمرها لاستكمال مشروع العبارة الصندوقية، أستاذ العمارة والتخطيط الحضري في جامعة البلقاء التطبيقية د. مراد الكلالدة، يقول لـ"المونيتور"، "هذا الاكتشاف فرصة لاستكمال الحفريات والكشف عن بقايا الآثار التي ستعود بالفائدة على الوسط التجاري ويصبح وسط البلد مزارا للسياح، ما تفعله الأمانة تدمير واقتلاع في حال ما قررت الأمانة طمر او قلع هذا الحمام الروماني".
اما على بعد 70 كم جنوب العاصمة عمّان، ثار غضب الأردنيين على شبكات التواصل الاجتماعي بعد أن حطم مجهولون جزءا من صخرة تعود للعصر الحجري، عرفت بـ"الصخرة الطائرة" والتي أصبحت مزارا لالتقاط الصور بسبب شكلها الغريب.
مما دفع الأمن الأردني لفتح تحقيق في الحادثة، يقول رئيس بلدية ذيبان عادل الجنادبه لـ"المونتيور"، "البلدية ستقوم بإعادة تأهيل الصخرة، تلقينا اتصالات من مهندسين ومتطوعين لإعادة ترميمها، الصخرة التي أصبحت معلما سياحيا".