لوس انجليس تايمز: على إسرائيل أن تتحدث مع كل الفلسطينيين بما فيهم حماس

على إسرائيل  الحديث مع كل الفلسطينيين بما فيهم حركة حماس بدل من الاستمرار في محاولة سحقهم. أن محاولات فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني فشلت فلماذا لا تحاولون الحديث مع الطرف الآخر بصورة منطقية؟

إن  إمكانية ردع الصراع أصبحت بعيد المنال في الوقت الحالي بسبب غياب عملية مفاوضات جادة.

باستثناء قيام طرف بالاستسلام فإن الصراعات حول العالم لا يتم حلها بالطرق العسكرية. أي حل يحتاج للتفاوض ومن الطبيعي أن يعني ذلك أن تتحدث مع أعدائكم وليس اصدقائكم.

الولايات المتحدة مفاوضات الفيتكونج وفي الوقت الحالي تفاوض الطالبان رغم العداء الكبير مع هذه المجموعات. لقد تعايشت واشنطن لوجود وزراء حزب الله في حكومات لبنانية تعاملت معها. رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين قام بمصافحة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وحاول صنع سلام الشجعان لولا قيام متطرف يهودي بإطفاء أمل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين برصاص الاغتيال عام 1995.

إن سياسة إسرائيل المعتمدة على محاولة سحق الفلسطينيين فشلت في امتحانها هذا الأسبوع. سياسة التبادل السكاني  في حي الشيخ جراح محرمة دولياً حيث تقوم إسرائيل بدعم مؤسسة استيطانية تحاول طرد لاجئين فلسطينيين من بيوت كانت الحكومة الأردنية قد بنتها بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في خمسينات القرن الماضي. هناك ثمانون عائلة سيخسرون منزلهم والتي سيسكن فيها مستوطنون بناء على ادعاء ان تلك المنازل بنيت على أرض كانت في وقت ما يهودية. هذه النظرية لا تنطبق على الفلسطينيون الذين منعوا من حق العودة لبيوتهم والتي أصبحت الآن في إسرائيل.

قامت الشرطة الإسرائيلية باستخدام عنف مبالغ فيه للسيطرة على الآلاف الفلسطينيون الذين كانوا في المسجد الأقصى يحتجون على محاولات الطرد في الشيخ جراح ومعترضين على مظاهرات لمتطرفين يهود في شوارع القدس القديمة. في السنوات الماضية كانت تلك المظاهرات تتسبب بتخريب وتهجم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في البلدة القديمة.

 

لقد أظهرت لقطات الفيديو للاعتداءات  القوات الإسرائيلية بما في ذلك قيام الشرطة الإسرائيلية بقذف قنابل صوتية ورصاص مطاطي في داخل المسجد الأقصى غضب الفلسطينيين ومؤيديهم حول العالم. الاعتداءات الإسرائيلي تسببت بإصابات لمئات الفلسطينيين الذين نقلوا الى المستشفيات المحلية. تجاوب نشطاء حماس في غزة بنداء العون من إخوانهم في القدس وقاموا باطلاق صواريخ على إسرائيل الأمر الذي تسبب بقيام إسرائيل بالرد العنيف.

نتج عن الرد الإسرائيلي لغاية الجمعة قتل 119 شخصا منهم 31 طفل منذ بداية الهجوم حسب مصادر صحية الفلسطينية في غزة . صواريخ حماس تسببت بقتل ثمانية إسرائيليين أحدهم جندي. بعض الصواريخ وصلت الى ضواحي تل ابيب.

من المؤكد أن الفلسطينيون في غزة غير مستعدين للاستسلام ويوم الجمعة قامت إسرائيل بزيادة اعتدائها على غزة مستخدمة الدبابات والقاذفات في حين تأزم الوضع داخل إسرائيل من خلال صراع بين متطرفين يهود ومواطنين عرب وبذلك استمرت دائرة العنف.

من ناحيتها فعلى إدارة الرئيس بايدن والتي اعتبرت مركزية حقوق الإنسان في سياستها الخارجية أن تحول أقوالها إلى أفعال. إن قيام الرئيس بايدن بتكرار المواقف الإسرائيلية – أن لإسرائيل حق الدفاع عن النفس- لا يساعد. وعندما سؤل ناطق باسم الخارجية الامريكية إذا للفلسطينيين الحق بالدفاع عن نفسهم لم يستطيع الإجابة على السؤال.

 

المطلوب من الرئيس بايدن أن يكرر الإعلان عن عدم قانونية الاستيطان اليهودي بما في ذلك في القدس الشرقية وهو ما جاء في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الذي أقر في الأيام الأخيرة لإدارة أوباما-بايدن.  على الولايات المتحدة الاعلان بصورة علنية ضرورة وقف فوري لإطلاق النار وضرورة رفض الاستخدام المفرط للعنف من قبل الجيش الإسرائيلي.

إن المطالبة الامريكية بوقف النار ستكون الولايات المتحدة قد انضمت مصر والاتحاد الأوروبي وروسيا وآخرين في هذا الطلب. ولكن وقف إطلاق النار لن ينفع إن لم يتم الشروع بالتزامن معه بخطة سياسية لمعالجة أسس النزاع.

فقط من خلال تجميد النشاط الاستيطاني والحديث مع كافة الممثلين الشرعيين للشعب الفلسطيني بما فيهم حماس بجدية وصدق ممكن العمل على إيجاد طريق بعيداً عن السلاح والصواريخ يهدف الى بناء سلام عادل يوفر للإسرائيليين أمن دائم والفلسطينيين استقلال وحرية وخلاص من الاحتلال.

اقرأ المقال الأصلي بالإنجليزي هنا

 

أضف تعليقك