لماذا الاعتقال والترهيب والملاحقة لأطفال القدس؟
جنود مدججين بالسلاح، مداهمة ليلية، تقييد لليدين والرجلين، تعصيب العينين، حال يعيشه الأطفال بشكل يومي قبل نقلهم إلى مركز تحقيق المسكوبية داخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وسط ضرب أمام ذويهم وعدم السماح لهم بمرافقتهم خلال تنفيذ عمليات الاعتقال، ضمن خطة ممنهجة تستهدف أطفال القدس.
جريمة حرب
مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين قال لـ"هُنا القدس"،"إن الاعتقال في القدس ظاهرة واسعة، والشهور الأخيرة أكثر تصاعدًا في الاعتقالات للاطفال، وذلك لسببين: الاول للنشاط الشعبي والجماهيري ضد سياسة الاحتلال وخاصة في سلوان ومشاركة الأطفال في هذه النشاطات وبكثرة رفضا لكل معايير الاحتلال، أما الاخر فالاحتلال لديه سياسة ثابتة إلى حد ما في استهداف الأطفال لمحاولة تجنيدهم وهذا يعتبر جريمة حرب حسب اتفاقية جنيف الرابعة".
وأكد جبارين، هناك أشكال مختلفة يمارسها الاحتلال على الطفل كالإقامة الجبرية والإبعاد عن مكان سكنه لشهور عديدة، فكيف أن تتصور نفسية طفل معزول عن أسرته ومنزوع منها إلى مكان أخر.
وتساءل جبارين "أين دور المجتمع الدولي من ذلك، مع العلم أن دوره مغيب الأن تمامًا لاسباب سياسية بسبب اسرائيل وحمايتها من قبل أمريكا وبالتالي الجميع يحاول أن يساوم على مبادئ القانون الدولي.
وأضاف، "اسرائيل" تعاقب الأطفال وذويهم دونما تهم في عقوبة مزدوجة، لكن هذا لا يتم تطبيقه ضد اطفال المستوطنين الذين يقومون بالاعتداء وبشراسة ضد الفلسطينيين ويلحقون اضرارا وخطورة كبيرة بحق المواطنين وبالتالي فهي تميّز عنصريا على أساس قاعدة الجنسية.
ترهيب وتعذيب
الباحث والمتخصص في شؤون القدس عبد السلام عواد قال لـ"هُنا القدس"،"إن إسرائيل تعمل لاضعاف الجيل من الشباب والأطفال في القدس، وكسر صمودهم بالاعتقال وتبعياته، وترهيب وتشتيت العائلات وإنهاء وجودها في القدس، وبالتالي يريد جيلا خاضعا له وليس ضده".
وأضاف، "لا يخفى على أحد نوايا الاحتلال الواضحة خلال عمليات الاعتقال لهؤلاء الأطفال، والتي تتلخص في دهم منازلهم، وتكبيلهم وتعصيب أعينهم، فيما يتم الاعتداء عليهم بالضرب والشتائم أمام ذويهم وكذلك في التحقيق معهم، والأكثر خطورة عندما يتم عرضهم على محاكم صورية تدينهم على الفور".
"يسعى الاحتلال في القدس إلى خلق حالة من الرعب يعيشها الأطفال باستمرار، في سياسة خطيرة تجاه الأطفال المقدسيين تكمن في محاولة إسرائيل الضغط على عائلاتهم للرحيل من المدينة المقدسة. ونحذر من تجنيد الاطفال لصالح الاحتلال نتيجة هذه الضغوط ، ومن ناحية اخرى يترك اثرا كبيرا وسلبيا على حياتهم ". يقول عواد
والاعتقال –كما يقول عواد- لا يقتصر على فئة معينة من اطفال القدس ، فهو لا يميز بين طفل وأخر في مختلف الأعمار دون رأفة او اعتبار لتحريم اعتقالهم عبر القانون الدولي، ويأتي ذلك استكمالًا لمسلسل إسرائيلي تهويدي هدفه طرد المقدسيين وسحب هوياتهم ، وتفريغ القدس من سكانها .
وحول دور المؤسسات الحقوقية المقدسية يرى عواد أن وجودها يقتصر على الدور الاعلامي، وهي لا تقدم او تأخر اي شيء، والدليل على ذلك بأن الاحتلال ماض في اعتداءاته وانتهاكة لحقوق المقدسيين
ويوافق جبارين عواد في تقصير المؤسسات الحقوقية في القدس في حمايتها للاطفال ، فحجم الانتهاك واسع هُناك.
المصدر: شبكة هنا القدس للاعلام المجتمعي