للسيدة 2021



لم تنم في حضني تماما كما يفعل الورد بين يدي صبية حالمة، ولم تقل لي إني احبك على علاتك كلها، فقط داهمتني واقتلعتني ودوَّختني وتركت كل تفاصيل ساعاتها تروح بي وتجيء كموجة بحر حائرة بين مد وجزر..

قلت للسيدة سنة 2021 اقلي العتاب قليلا، وتأخري قليلا واتركي فسحة أمل بيننا لنلتقي، كان يوم مولدي في الثلاثين من حزيران نقطة اللقيا، بالصدفة كان موعدا لهبوب رياح الصبا، في المنتصف تماما بين مسافتين تختزلان عتاب الزمن وضعفي، رجوتها ، رجوتها ان تترفق بي قليلا لتتركني أمر من بوابة ساعاتها وكأنني أركض على عجل لعلي أرى نهاية المسافة بين الزمان وبيني..

السيدة سنة 2021 أخذت ثأرها مني تماما، لم تقل شيئا عن تجلي الجميل، وعن عيدان الثقاب بين الأصابع، وعن الفرق بين حبات المسبحة في اليد وبينها في فنجان القهوة وتمطي السيجارة البليدة والسعال الطويل..

أخذتني على عجل إلى مشارف الستين، تركتني هنا أعلق قنديل الكاز وأتهيأ لإحتفال قميء بيني وبين شجرة التوت التي أغلقت شباك غرفتي، ألهذا الحد تحشرني المقاربة بيني وبين أسطرة خصف أوراق التوت في جنة آدم وحواء حين غرقا تماما في الرغبات القاضمة واشتهاء تفاحة لم تسقط أبدا على رأس اسحق نيوتن.

تكذب الأسطورة هنا، كما كذبت علينا سنة 2021 حين قالت لنا متباهية إنها ستكون أفضل سيدات الزمن على الإطلاق، ولن تنحاز بالمطلق لطبقات الرعاع ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد..

كذبت تماما..

سألتُ السيدة 2021 عن سر التكهن بالغد، ما الذي خبأته لي في قميصك الشفيف غير الضياع في زحام الوقت وانتظار الصباح في كل يوم، قلت لها الكثير عن مخبوء الزوايا، وأسرار الإنتظار المقيت بين عقارب الساعات، والمواقيت الغبية للنوم وللصحو، ومواعيد أخرى لتناول الدواء، والمشي الصباحي والتدرج المسائي، والقراءة العصبية لنتائج خطايا السياسي على عتبات أنَّات حجم الفقر الباذخ في بلد ينزف بالفقراء وبالصامتين.

ما جدوى سؤال سنة تموت بلا مراثي، ما جدوى التفاوض بين سنة أكلتنا واخرى تتهيأ لقضمنا نيؤون كنا أم مطبوخين كحبات الزيتون النائمة بلا حراك في الماء والملح والقليل من أعشاب البر المجانية..

لا جدوى من محاورة الموتى.

فقط يا سنة 2021 .. أتركي لنا القليل من الوقت لنتقبل العزاء بك ونحن مقبلون على سنة قد تكون أكثر وفاءا للحياة منك.

كانت ثمة كف تلوح لي في الهواء باسمة هامسة..

لا جدوى من محاورة الموتى، فقد أخذت حقي منكم وكفى..

أضف تعليقك