"وسط التعب وروح الفريق والدعم الثابت، شهدنا أحلاما تحلق " تصف لاعبة كرة القدم في المنتخب الوطني السابقة زين الطوال، بعد افتتاح أول ملعب رياضي مخصص لتدريب الفتيات على لعبة كرة القدم في مدرسة مليح الثانوية للبنات في لواء ذيبان، وذلك بمشاركة تسع مدارس من اللواء.
زين الطوال، الشريكة المؤسسة والمديرة التنفيذية لجمعية "فناء"، تقول "بفتح هذا الملعب، نجحنا في إشعال شرارة الإلهام التي ستمتد للأجيال القادمة، نهدف إلى مستقبل أفضل وأكثر تمكينا للفتيات في مجال كرة القدم أكثر من أي وقت مضى."
إن تأسيس منتخب الكرة الوطني للسيدات كان تحديا كبيرا قبل نحو عشرين عاما، في الساحة الرياضية ، حيث بدأت هذه الرحلة الطويلة مليئة بالإصرار والتحديات في محاولة لتجاوز تلك الحواجز الاجتماعية، فهي اللعبة التي كانت تعتبر لفترة طويلة حكرا على الرجال فقط، رغم أهميتها في تمكين النساء ومنحهن الفرصة للمشاركة في هذه اللعبة.
لكن، بالإصرار والإيمان بأهمية تمثيل النساء في مختلف المجالات الرياضية، قامت لاعبات في المنتخب الوطني لكرة القدم السابقات بنقل رسالتهن إلى الأجيال القادمة وتوعيتهن بأهمية كسر تلك القيود والانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني للسيدات، وذلك من خلال تطوير ملاعب مخصصة في مدارسهن، وتوفير فرص تدريب للفتيات لممارسة هذه الرياضة.
وبالفعل كان أول إنجاز يحققه لاعبات المنتخب من خلال جمعية " فناء " هو افتتاح أول ملعب رياضي لتدريب الفتيات في مدرسة مليح، والمرحلة المقبلة ستشهد توسيع الجهود الى مدارس اخرى في العقبة، كما تخطط الجمعية لتأسيس ملاعب في دور الرعاية للإناث، وتدريب معلمات الرياضة، بهدف تعزيز رياضة كرة القدم للفتيات في جميع مدارس المملكة.
Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · زين الطوال توضح الجهود التي تبذلها جمعية فناء لتحويل ساحات المدارس إلى ملاعب رياضية مجهزة للإناث
فكرة إنشاء ملاعب
بدأت فكرة تأسيس ملاعب في مدارس رياضية في مدارس الفتيات الاقل حظا بحسب الطوال بمسؤوليتنا كلاعبات، واجهتنا العديد من التحديات واستطعنا تجاوزها، والآن نسعى لتذليل تلك الصعوبات أمام الفتيات ممن يمتلكن الموهبة والرغبة في ممارسة هذه الرياضة، لتسهيل عليهن الوصول إليها.
وتوضح الطوال ان رياضة كرة القدم تساهم في تنمية شخصية الفتاة وتقويتها نفسيا وجسديا، كما تساعد في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي وبناء علاقات قوية مع أقرانهن اللاعبات على مستوى العالم .
بجانب الجمعية، لدى اللاعبات مشروع ، "الرياضة حياة.. من حقك تلعبي"، يهدف إلى تحسين البنية التحتية لساحات المدارس، وتجهيز الملاعب، كما تولي اهتماما خاصة لزينة هذه الملاعب من خلال رسومات على الجدران من قبل احدى الفنانات، بالاضافة الى ذلك تقوم ايضا بتطوير وتدريب معلمات الرياضة في تلك المدارس وتمكينهن لتدريب الطالبات، وتنظيم مهرجانات رياضية تجمع فرق الفتيات للمشاركة في البطولات.
وعلى الرغم من ذلك، ما زال هناك اعتقاد بأن كرة القدم محصورة للذكور فقط، ولكن بالتعاون مع الجمعيات ومديريات التربية والتعليم والوزارات الداعمة مثل وزارة التنمية الاجتماعية ، سيساهم حتما بتغيير هذه النظرة. وتقول الطوال إن هذا الانجاز لم يكن ممكنا إلا بدعم أهالي المنطقة، حيث لم نواجه أي تردد أو رفض من قبل الأهالي في دعم بناتهن للانخراط في لعبة القدم، وهذا كان حافزا للانخراط بشكل اوسع في تلك اللعبة وتحقيق طموحاتهن.
كرة قدم للسيدات عام 2005
بدأت رياضة كرة القدم للسيدات في الأردن في عام 2005، وواجه الاتحاد الأردني في ذاك الوقت تحديات كبيرة في البداية لتشجيع المجتمع على قبول فكرة مشاركة الفتيات في هذه الرياضة.
شهدت الساحة الرياضية أول ظهور للمنتخب الوطني النسائي في عام 2005 عندما شارك في بطولة اتحاد غرب آسيا للسيدات.
و حقق المنتخب نجاحا في هذه البطولة حيث فاز في جميع مبارياته بنتيجة 26 هدف مسجلا فقط هدف واحد ضده، وفي المباراة النهائية، تمكن المنتخب الأردني من الفوز بكأس البطولة بعد تغلبه على المنتخب الإيراني بنتيجة 2-1.
وفي عام 2013، تم استضافة تصفيات كأس آسيا للسيدات في الأردن، حيث شاركت منتخبات الأردن والكويت ولبنان وأوزبكستان، سيدات الأردن استحقوا صدارة المجموعة بعد تحقيقهن لتسع نقاط.
في المباراة الأولى، فاز المنتخب الأردني على لبنان بنتيجة 5-0، وفي المباراة الثانية، حقق المنتخب نتيجة تاريخية بفوزه الكبير على الكويت بنتيجة 21-0، وكانت ميساء جبارة بارزة في هذه المباراة بتسجيلها ثمانية أهداف، وهذا الفوز يعتبر أكبر انتصار في تاريخ المنتخب الوطني.
في نهاية التصفيات المؤهلة لبطولة كأس آسيا 2014 في فيتنام، نجح منتخب سيدات الأردن في التغلب على المنتخب الأوزبكي بنتيجة 4-0، وبذلك حجزن بطاقة التأهل الوحيدة إلى نهائيات كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخهن.