لاجئون ينفضون عن ذاكرتهم غبار الزمن

الرابط المختصر

يقوم برنامج مذكرات لاجئ الذي يوثق التاريخ الفلسطيني الشفوي لقضية اللجوء والنزوح سنة 1948 وسنة 1967 بإجراء سلسلة منا لقاءات الميدانية في مخيمات الشتات الفلسطينية مع أشخاص عايشوا النكبة بهدف توثيق قصص وأحداث ربما لم تذكر في المراجع والكتب كما يهدف لإحياء الهم الفلسطيني والقضية الفلسطينية لدى جيل الشباب الذين لم يعيشوا النكبة.أم رزق خرجت من فلسطين وبيدها طنجرة تحمل بها ذكريات النكبة

لم نكن نعرف احد عندما تجولت أنا وزميل لي في مخيم الوحدات، سرنا في طرقات المخيم ونظراتنا ترمق الازقه الضيقة والمنازل المتواضعة بحثا عن ذكريات اللجوء ومأساة الحدث عند أشخاص عايشوا النكبة في المخيم.





تجولنا كثيرا، وأصبحت الشوارع المتشابكة والمتشابه تنقلنا من زقاق إلى أخر حتى قررنا الاستعانة بمجموعة من شباب المخيم، كانوا متواجدين أمام احد المحلات التجارية، وبعد التعريف عن أنفسنا أخبرناهم أننا نبحث عن المعمرين في المخيم لتسجيل حلقات من برنامج مذكرات لاجىء الذي يوثق التاريخ الفلسطيني الشفوي.





فكرتنا هذه لاقت إعجاب احد الشباب ويدعى محمود رزق، الذي قادنا لبيت جده وجدته"ابو رزق وأم رزق"، اللذان يعتبران من اكبر المعمرين في المخيم، بالفعل سلكنا الطريق التي تؤدي إلى بيتهما حتى وصلنا بيت متواضع يتوسطه رجل وامرأة عجوزين استقبلونا بابتسامة عريضة.



وبدأنا الحديث مع أبو رزق من مدينة اللد، الذي بدا سرد ذكريات الماضي وقال " بينما كنت ازرع ارضي أتى إلي احد جنود الإنجليز وصرخ في وجهي ماذا تفعل هنا؟ أخبرته أن هذه الأرض ملكي وأنا افلحها، فانفجر الجندي ضحكا وقال انك ستخرج من هذه الأرض وسنبني عليها مطار، لم اكترث بكلامه لأني لم أصدقه،لكن مع الأيام تكشفت خيوط المؤامرة وأخرجنا من أرضنا والآن مقام عليها مطار اللد الحالي".



ويضيف ابو رزق 84 عاما " عندما كنت ادخل حقل الذرة كنت اختفي من غزارة المحصول، كنا نزرع القمح والسمسم والبرتقال، كان التاجر يدفع ثمن المحصول حتى قبل أن تنضج حبات البرتقال وهذا دليل على جودة المحصول، ناهيك عن بيتنا في قرية كفر عانا الذي كان بيض الدجاج يغطي ساحته".



ويقول " زارني احد الأشخاص مما يشترون الأراضي لإسرائيل وعرض علي أن يدفع لي مبلغا كبيرا من المال يوفر لي الحياة في قصر كبير عوضا عن البيت المتواضع، واخبرني انه على استعداد أن يجلب اليهودي إلى عمان من اجل التوقيع على سك بيع الأرض، أخبرته لو تروح عين وتبقى عين ما ابيع ارضي".



أم رزق 86 عاما لم تجلس صامته في هذا الحوار، مقاطعة أبو رزق في أكثر من رواية ومكان، قائلة بصوت يتهدج حزنا وفرحا، في الحديث عن بعض الذكريات، وقالت " لقد قصف اليهود القرية بالمتفجرات، واخذ أطفالي بالصراخ والبكاء، حملتهم في حضني، خرجنا تحت القصف ولم يبق احد في القرية، وفي الطريق اخذ الأطفال بالبكاء يردون الماء الطعام، فخاطرت ونزلت إلى واد قريب وجدت القليل من الماء يخرج من الأرض، فشرعت بالحفر حتى خرج الماء من الأرض وملئت الإبريق".



" انتقلنا لقرية عابود حيث نزلنا في مخزن الزيت، لكننا لم نحتمل الإقامة فقد انتشر بيننا القمل فاضطررنا الانتقال إلى الجبل ومن ثم البادية، وبعدها بني لنا مخيمات في منطقة الكرامة وفي آخر المطاف انتقلنا لهذا المخيم".



وتضيف أم رزق " لم احمل شيئا معي، حتى ملابسي المطرزة يدويا لم احملها وهي تساوي الان مئات الدنانير، حتى النقود لم نحملها لقد كان القصف شديد، كما ان اليهود هددوا باغتصاب النساء في القرية".



وخبرتنا أم رزق عن زيارة ابنها البكر إلى قرية كفر عانا بعد احتلالها وقالت " لقد ذهب ابني رزق لزيارة قريتنا كفر عانا وعندما وصل لبيتنا في القرية وجد حاخام يهودي جالس في البيت، اخبره ابني هذا بيتي وهذه قريتي كفر عانا، مما دفع اليهودي للصارخ في وجهه بالعبرية هذه ليست قريتك وليست كفر عانا هذه كفر عين إشارة الى اسم القرية الجديد في العبرية".



أم رزق تحمل فلسطين في روحها في فكرها، ووجدانها، لكن فوق ذلك، تجدها تتعلق بأشياء حملتها من أرضها، "أرى في طنجرة صغيرة لدي بيارات فلسطين، والبرتقال، وبيض الدجاج، أنها الطنجرة التي أخذتها من بلدتي كفر عانا، كيف لي أن أنساها، كل ما يخطر ببالي الأرض، أنظر إلى هذه الطنجرة الصغيرة، وأتلمسها".

أبو صايل شاهد عصر على بدايات الثورة الفلسطينية

ابوصايل 74 عاما لاجىء يروي لبرنامج مذكرات لاجىء أحداث الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال الإنجليزي واليهودي لفلسطين سنة 1936 وما رافق الثورة من أحداث وعمليات قام بها الثوار، كما استعرض أبو صايل سقوط المدن الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم عام 1948.





وعن بدايات الثورة الأولى يستذكر ابوصايل " في عام 1936 كان يوجد شخص اسمه حسين ذياب كان مطلوب للإنجليز، أول ما بدأت الثورة رأى الثوار تنصيبه قائدا للثوار كونه مطلوب وبالفعل بدأ ذياب ومجموعته الثورة وكانت عبارة عن غارات صغيرة على المستعمرات الإسرائيلية في المساء حيث يقاتلون تحت جناح الليل ويخفون السلاح في الصباح".



"وفي إحدى الأيام هجم الثوار على مستعمرة بيت ألفا قتلوا فيها ثلاث مجاهدين، وفي ثاني معركة على نفس المستعمرة قتل فيها مجاهد، ومن ثم انطلقت الثورة في كل فلسطين قاطبة بقيادة ابوخالد القائد العام للثوار في فلسطين كلها".



" وكان الثوار يدمرون خطوط النفط ثم يلجأون للجبال وفي احد الأيام حدثت معركة في منطقة اسمها كوكب الهوا نسف فيها الثوار خط البترول، ودارت معركة حامية في الجبال قتل فيها القائد حسين ذياب".



ومن المعارك التي خاضها الثوار ضد الإنجليز يسرد أبو صايل"في احد الأيام أرسل قائد من قادة الثورة يدعى أبو درة رسول للثوار في بلدة جلبون لنجدة زملائهم المحاصرين في مدينة جنين، وبالفعل قام الثوار بالالتفاف على القوات الإنجليزية وشق طريق الخروج للثوار في جنين على الرغم من أن سلاح الثوار كان البنادق مقابل الدبابات والأسلحة الرشاشة للإنجليزية".



ومن العمليات الخاصة التي قام بها الثوار ضد الإنجليز واليهود يذكر أبو صايل" اعتاد جنود اليهود والإنجليز على الاستحمام في نهر العاصي كل يوم سبت وقرر الثوار مهاجمتهم وربطوا لهم على النهر وبعد ما نزل الجنود للنهر وقد استحكم احدهم برشاش على التلة المقابلة للنهر هجم الثوار على الجندي الذي على الرشاش وقتلوه ثم قتلوا باقي الجنود في النهر".



ويتابع أبو صايل من العمليات النوعية الأخرى التي قام بها الثوار عملية قتل رئيس المستعمرات الإسرائيلية "حاييم" الذي نسف المجاهدون سيارته بلغم على جسر بيسان.



وعن عملية تل الشوك يقول " كان هناك تل يزرعه اليهود اسمه تل الشوك وكان يحرسه خمسة جنود اسرائيلين نصب الثوار لهم كمين محكم، وقسّموا أنفسهم لمجموعتين مجموعة متقدمة تهاجم الجنود عند التل والأخرى تتربص بمواقع متأخرة لقتل من يتمكن من الفرار، وتمكن الثوار في التل من قتل ثلاث جنود وهرب اثنان قتلوا على يد الكمين المتأخر".



" وبعد هذه العملية قصفت الطائرات الإنجليزية الثوار في الجبال وبدأت معركة حامية الوطيس في الجبال تمكن الثوار فيها من قتل قائد الإنجليز الأمر الذي أدى لكسر شوكتهم وتقهقرهم".



ويختم أبو صايل لقد كانت الثورة منظمة وبقيادة أبو خالد من منطقة السيلة على الرغم من تواضع السلاح لكنها وقفت ببطولة ضد الاحتلال، وكان المتطوعين يأتون من كل الأقطار للمشاركة بالثورة.



ابو محمد شاهد على الحرب العربية الاسرائيلية

ينفض أبو محمد 71 عاما عن ذاكرته غبار الزمن ويروي لبرنامج "مذكرات لاجىء"، أهم أحداث الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 التي كان حاضرا فيها من خلال التحاقه بصفوف الجيش العربي وصفوف المقاومة فيما بعد.





ابو محمد بدأ حديثه قائلا" البداية عندما قرر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر سنة 1967 سحب قوات الطوارىء الدولية من سيناء، بعد ذلك أعلنت الحرب على إسرائيل وكانت الضفة الغربية تحت سيطرة القوات الأردنية واذكر من المعارك التي خضتها مع الجيش الأردني في ذلك الوقت معركة اللد والرملة التي لم نصمد فيها إلا 48 ساعة تحت النيران الإسرائيلية و انسحبنا باتجاة رام الله ولم نحمل معنا إلا البنادق حفاظا على السلامة العامة وفي الطريق طاردتنا القوات الإسرائيلية المزودة بأسلحة تضاهي سلاحنا المتواضع، فقام قائد السرية ويدعى محمد سعود بإطلاق نيران مدفع عيار 106 على الدبابات الاسرائيلة فدمر واحده وثم قتل ودارت معركة استشهد فيها 11 شخص حتى وصلنا رام الله التي توجد بها قيادة الجبهة الغربية للجيش العربي هناك صدمنا عندما وجدنا القوات الإسرائيلية قد احتلت المدينة بعدها اتجهنا صوب الشرق نحو الأردن ورابطنا بمنطقة غور نمرين التي قصفنا بها الطيران الإسرائيلي مما دمر كل مركباتنا الأمر الذي اضطرنا للسير على الأقدام نحو منطقة" خو" حيث تم إعادة تنظيم الجيش هناك".

ويتابع أبو محمد " بعد ذلك توطنت الثورة في الأردن وأصبح معظم الشعب إلى جانب الثورة ويعلق عليها آمال كبيرة بسبب عجز الجيوش العربية في الحرب، وبدأت العمليات النوعية للثورة عبر الحدود وانخرط العديد من الشباب في صفوف الثورة، وأصبحت الأراضي الأردنية مسرح للعديد من الأحداث حيث سيطر المسلحون على أهم المرافق في الأردن بقوة السلاح وأصبحت هناك مناوشات بين الجيش الأردني والمقاومين تدخلت على إثرها الدول العربية للتفوض مع قائد الثورة " ابو عمار" وتم سحب المسلحين من العاصمة إلى أحراش جرش بناء على اتفاق اطلق عليه اتفاق " البهائي الادغم"، لكن سرعان ما دارت حرب بين المقاومين والجيش الأردني أو ما عرف ب " أيلول الأسود" خرج على إثرها المقاومة إلى لبنان وسوريا".



ويتابع ضيف مذكرات لاجئ" أصبحت لبنان ساحة المقاومة الجديدة، وهناك حدث معنا سيناريو مشابه لما حدث في الأردن، دارت اشتباكات عنيفة مع الجيش اللبناني وخصوصا مع الكتائب حيث سيطرت فتح على جنوب لبنان وعلى بيروت الغربية بالكامل الأمر الذي دفع سوريا لإرسال قوات ردع تقف لجانب الجيش اللبناني، ثم حدث الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 82 لصد هجمات المقاومين الفلسطينيين عبر الحدود وهناك دارت معارك طاحنة مع الجيش الإسرائيلي من جهة ومع الكتائب اللبنانية من جهة أخرى، اشتبكت بها جميع الفصائل من فتح وحركة أمل وحزب الله والشعبية الأمر الذي دفع فرنسا للتحرك وتقديم عرض بان يخرج المقاومين الفلسطينيين من لبنان بسلام الى تونس مقابل تسليم أسلحتهم، وبالفعل رأى القائد العام ابو عمار وحفاظا على سلامة لبنان الخروج الأمر الذي سبب انشقاق في حركة فتح بين مؤيد ومعارض وتمخض عنها خروج فتح الانتفاضة بقيادة ابو موسى".



ويبقى ابو محمد جزء من الذاكرة الفلسطينية و شاهد عصر على تشريد شعب من أرضه بالقوة، وإحلال شعب أخر مكانه دون حق، ابو محمد شخص من ملاين الفلسطينيين ذاق مرارة الاحتلال.



ثلاثة لاجئين والمصيبة واحدة..... النكبة

أم سعيد 75 عاما، مشرف عارف91 عاما، محمد الخليل 85 عاما، ثلاثة لاجئين يقصون لبرنامج مذكرات لاجىء قصص اللجوء وذكريات الماضي، ثلاثة لاجئين من قرىً مختلفة في فلسطين اتفقوا على أمر واحد هو حجم المأساة التي سببها الاحتلال الإسرائيلي ....





البداية مع أم سعيد من قرية فرونة قضاء بيسان، التي ألقت الضوء على جانب من الخيرات التي كانت تنعم بها قريتها وقالت " كنا نعيش في اكتفاء ذاتي، ونأكل مما نزرع من محاصيل التين والعنب والخضراوات بالإضافة إلى الحبوب من قمح وذرة، ولم نكن نواجه صعوبة في توفير الماء الذي كان يتواجد بكثرة من خلال الينابيع والبرك المنتشرة في القرية".





وعن مأساة التهجير تقول أم سعيد " لقد أخرجنا اليهود بقوة السلاح، طلبوا منا الاتجاه إلى الجانب الشرقي من النهر لمدة أسبوع حتى تنتهي الحرب، لكن المأساة طالت والأسبوع أصبحت سنين، عندما خرجنا حملني أبي في خرج الحمار وأخي الأكبر في الجانب الأخر من الخرج، لقد خرجنا في وضع إنساني سيء".



محمد الخليل 85 عاما من قرية يطلق عليها "سيدنا علي"، من قضاء يافا قدم لنا بطاقة تعريفية لقريته وقال " سيدنا على قرية تقع على شاطىء يافا ولا تبعد عن البحر كثيرا، معظم أهل القرية يعملون في قطاع الزراعة، وخصوصا في كروم العنب الممتدة على معظم أراضي القرية".



ولكن ماذا حل بالقرية وكروم العنب؟ يقول محمد الخليل" لقد قمت مؤخرا بزيارة للقرية أو ما كانت تدعى قرية، لم أجد كروم العنب أو حتى الأراضي لقد تم قلع كل شيء، وتشيد المستوطنات عوضا عنها".



ويستذكر " لقد نشر اليهود الرعب في القرية، كانوا ينتقون الشباب في القرية ويقومون بقتلهم ، مما أدى لنشر الخوف في القرى المحيطه، لدرجة أن بعض الأشخاص حمل الوسادة بدلا من ابنه من الخوف والقصف الشديد".



أما مشرف عارف 91 عاما من السامرية، سلط الضوء على الثروة الحيوانية التي كانت تنعم بها القبائل الفلسطينية في ذلك الوقت، حيث قال "لقد كانت الناس تملك أعداد كبيرة من رؤوس الماشية يبلغ عددها في بعض الأحيان المئات".



ويقول مشرف" بعد دخول جيش الإنقاذ للدفاع عن القرى الفلسطينية، قمنا بنقل الأطفال والنساء إلى الجانب الشرقي من النهر خوفا من الحرب، بعدها تم توحيد الضفتين ومن بقي في الجانب الشرقي لحق بهم ذويهم من الجانب الغربي حتى وصلنا إلى الوضع الحالي في المخيمات".



هؤلاء اللاجئين كانوا أمثلة صغيرة على تشريد شعب كامل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اغتصبت خيارات بلادهم، وتركتهم بالشتات دون وطن أو ارض.



الشيخ مفلح يروي لمذكرات لاجئ تفاصيل سقوط حيفا عام 1948



كنت بحيفا عندما سقطت سنة 1948، وأصبت بطلقت رشاش ، وعندما خرجنا من الميناء قام اليهود بقصف قاربنا من الكرمل لكننا تمكنا من النجاة وكان على ظهر المركب 500 شخص كانت وجهتنا لبنان لكن القوات اليهودية طوقتنا وأسروني"،هذا ما قالة الشيخ مفلح وهو يستذكر لبرنامج مذكرات لاجىء الأحداث التي مر بها سنة 1948.



ويستذكر الشيخ مفلح 75 عاما كيف دخل اليهود حيفا ويقول " كانت تأتي باخرة من ثلاث طوابق تحمل معها العديد من اليهود كانوا يقبّلون الأرض عندما ينزلون ,وعندما سألتهم لماذا تقبّلون الأرض كانوا يقولون إن فلسطين هي ارض الميعاد وستكون مقبرة لنا وسنموت بها".



" وعندما دخل اليهود حيفا كانوا متنكرين باللباس العربي وكانوا يهجمون على البلدات ويخلعون الأبواب بالبلطات ويقتلون الأطفال والنساء والرجال بدون رحمة حيث ارتكبوا العديد من المجازر، لقد كانوا جبناء يربطون أقدامهم بالحبال خشية الهروب من الحرب".



وعن ذكرياته بالمعتقل يقول الشيخ مفلح " في السجن كنا نعاني اشد أنواع العذاب النفسي والجسدي كان الجنود اليهود يطعمونا أحشاء البقر بعد تركه بالشمس لمدة ثلاث أيام مما سبب لنا العديد من الأمراض، ناهيك عن الضرب الذي كنا نتعرض له فقد كانوا بضعونا في زنزانة على مقاس الشخص تبقى واقفا فيها لمدة أيام".



وعن خيرات فلسطين والثروات التي كانت تتمتع بها يستذكر مفلح " فلسطين تتمتع بخيرات غزيرة فما تكاد تمشي من بلد إلى آخر إلا تجد نبع مياة إضافة إلى المحاصيل الزراعية المنتشرة بوفرة كذلك خصوبة الأرض وكان العديد من الناس يملكون قطعان كبيرة من الماشية".



وعن أمل العودة إلى فلسطين يقول الشيخ مفلح في صوت حزين " لابد أن يأتي هذا اليوم ولو بعد حين أتمنى أن أعود لفلسطين وأموت هناك مجرد ما أضع قدمي على أرضها"..



خرجت من فلسطين وإبريق الشاي على النار

يتحدث مثقال عوض 74 عاما من مدينة الجليل لبرنامج مذكرات لاجىء عن الظروف التي أجبرته على الخروج من فلسطين ويقول:" كنا نعيش في ظروف اقتصادية واجتماعية جيدة، كنا نزرع الأراضي ونملك قطعان الماشية، وفي احد الأيام بينما كنا نحرث صرخ بنا احد سكان القرية طالبا منا الخروج إلى الجهة الشرقية لأنه ستحدث معركة بين جيش الإنقاذ والعصابات اليهودية، وبالفعل خرجنا خوفا من الحرب وكنا نعتقد بأننا سنخرج لفترة مؤقتة لا تتجاوز مدة الأسبوع".



"لقد خرجنا وتركنا إبريق الشاي على النار لم يتسنى حمل ملابسنا لقد تركنا كل شيء خلفنا من ماشيه وأراضي تبلغ مساحتها 300 دنم، كنا نزرعها بالقمح استولى عليها اليهود الذين نشروا الرعب بين الناس، وخصوصا فيما يتعلق بالشرف فقد انتشرت إشاعة بين سكان القرى أن اليهود يقومون بإغتصاب النساء، وبالفعل عمد اليهود آن ذاك للفتك بسكان القرى وابقاء بعض الأشخاص على قيد الحياة من اجل أن ينقلوا ما شاهدوه لباقي القرى بهدف نشر الرعب"



خرجنا مشيا على الأقدام وعلى الدواب نزلنا في منطقة اسمها الريحانية كنا في وضع صحي سيء جدا، قدمت لنا وقتها وكالة الغوث العون من غذاء وبطانيات ثم أقامت لنا مخيم مؤقت لأننا كنا مقتنعين بالعودة خلال أيام قليلة لكن تكشفت لنا حقيقة المأساة يوم بعد يوم وما زلنا ننتظر حلم العودة لليوم حتى بعد 56 عاما على النكبة.



لم تكن فلسطين خاليه من السكان كما ادعى اليهود فهذه فرضية باطلة لقد كانت لنا أرضينا ومنازلنا وكنا نعيش بسلام، وكان اليهود يقومون بشراء الأراضي من ضعفاء النفوس فإذا لم يستطيعوا استولوا عليها بقوة السلاح.





كانت العصابات اليهودية مدججة بالسلاح بينما كان السلاح محرم على سكان القرى فمن كان يوجد عنده رصاصه في بيته كان يعدم واذكر أن الإنجليز اعدموا شخصين وجدوا أما بيتهم حزام رصاص فارغ.



ويختم مثقال عوض حديثه للبرنامج عن حنينه للوطن ويقول أني اشعر بالحنين لتلك الأيام وللعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة فقد كان الناس متالفين مع بعضهم البعض على عكس هذه الأيام ، ان فلسطين أمي وأنا احن لها جدا". يتحدث مثقال عوض 74 عاما من مدينة الجليل لبرنامج مذكرات لاجىء عن الظروف التي أجبرته على الخروج من فلسطين ويقول:" كنا نعيش في ظروف اقتصادية واجتماعية جيدة، كنا نزرع الأراضي ونملك قطعان الماشية، وفي احد الأيام بينما كنا نحرث صرخ بنا احد سكان القرية طالبا منا الخروج إلى الجهة الشرقية لأنه ستحدث معركة بين جيش الإنقاذ والعصابات اليهودية، وبالفعل خرجنا خوفا من الحرب وكنا نعتقد بأننا سنخرج لفترة مؤقتة لا تتجاوز مدة الأسبوع".



"لقد خرجنا وتركنا إبريق الشاي على النار لم يتسنى حمل ملابسنا لقد تركنا كل شيء خلفنا من ماشيه وأراضي تبلغ مساحتها 300 دنم، كنا نزرعها بالقمح استولى عليها اليهود الذين نشروا الرعب بين الناس، وخصوصا فيما يتعلق بالشرف فقد انتشرت إشاعة بين سكان القرى أن اليهود يقومون بإغتصاب النساء، وبالفعل عمد اليهود آن ذاك للفتك بسكان القرى وابقاء بعض الأشخاص على قيد الحياة من اجل أن ينقلوا ما شاهدوه لباقي القرى بهدف نشر الرعب"



خرجنا مشيا على الأقدام وعلى الدواب نزلنا في منطقة اسمها الريحانية كنا في وضع صحي سيء جدا، قدمت لنا وقتها وكالة الغوث العون من غذاء وبطانيات ثم أقامت لنا مخيم مؤقت لأننا كنا مقتنعين بالعودة خلال أيام قليلة لكن تكشفت لنا حقيقة المأساة يوم بعد يوم وما زلنا ننتظر حلم العودة لليوم حتى بعد 56 عاما على النكبة.



لم تكن فلسطين خاليه من السكان كما ادعى اليهود فهذه فرضية باطلة لقد كانت لنا أرضينا ومنازلنا وكنا نعيش بسلام، وكان اليهود يقومون بشراء الأراضي من ضعفاء النفوس فإذا لم يستطيعوا استولوا عليها بقوة السلاح.





كانت العصابات اليهودية مدججة بالسلاح بينما كان السلاح محرم على سكان القرى فمن كان يوجد عنده رصاصه في بيته كان يعدم واذكر أن الإنجليز اعدموا شخصين وجدوا أما بيتهم حزام رصاص فارغ.



ويختم مثقال عوض حديثه للبرنامج عن حنينه للوطن ويقول أني اشعر بالحنين لتلك الأيام وللعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة فقد كان الناس متالفين مع بعضهم البعض على عكس هذه الأيام ، ان فلسطين أمي وأنا احن لها جدا".


أضف تعليقك