لاجئون خارج المخيمات : ظروف معيشية قاهرة

يعتبر اللاجئ الذي لا يعيش في مخيم منتظم ورسمي نفسه، أقل حظاً بالنسبة لمنظمات الإغاثة الإنسانية، فالوصول للاجئ وتقييم حاجاته الإنسانية والاستجابة لها أسهل حينما يكون برقعة جغرافية واحدة وواضحة، ويصبح الأمر معقداً حينما يتوزع اللاجئون في القرى والمدن . 

 

"من بداية الجائحة ما وصلتنا أي مساعدة، راتب المفوضية 150 دينار مع الكوبون شو بده يكفي لعائلة عددها 12 فرد " بهذه العبارة يروي محمد رب الأسرة ، لاجئ سوري في أحد قرى المفرق، معاناته خلال جائحة كورونا 

 

محمد وضعه الصحي لا يسمح له بالعمل الأمر الذي أجبره على تشغيل ابنه الذي يبلغ من العمر 14عاماً في أحد المزارع "عامل مياومة "، يعتبر محمد أن الوضع الأقتصادي هو من أكبر التحديات التي تواجه اللاجئين خارج المخيمات في الأردن . 

 

أما إنصاف لاجئة سورية تعيش في خيمة في أحد قرى المفرق وتعمل في الزراعة بشكل يومي لمساعدات والداها ، لا تخفي قلقها على والداها الكبيران في السن من أن يصابوا بفيروس كورونا في ظل الارتفاع الكبير الذي تشهده الأردن  في تسجيل الاصابات بفيروس كورونا  . 

 

إنصاف لم تكن تتخيل أنه بيوم من الأيام سيكون لديها مخاوف أكبر من الشعور الذي ينتابها مع أول منخفض جوي حين تغرق خيمهم بالوحل، واليوم تروي مخاوفها من أن ينتشر فيروس كورونا بين اللاجئين في تلك المنطقة  بسبب التصاق الخيم مع بعضها البعض وافتقارها أدنى مقومات النظافة والعيش . 

 

أما إبراهيم "لاجئ سوري خارج مخيمات اللجوء " فقد عمله بسبب كورونا حيث كان يعمل مرافق طلاب مدارس وعند إغلاق المدارس انقطع راتبه، الأمر الذي تسبب في تراكم ايجار البيت والكهرباء وضيق سبل العيش . 

 

المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن ، ليلي كارلايل تقول المفوضية ليس لديها أي  أرقام لعدد اللاجئين خارج المخيم الذين ثبتت إصابتهم بفيروس COVID-19 أو تلقوا اللقاح . 

 

مشيرة إلى أن وزارة الصحة هي من تقود الحملة الوطنية للاستجابة الصحية والتحصين لـ COVID-19.  ولا يتم تحديد دعم الأشخاص المصابين بـ COVID-19 في الأردن حسب الجنسية أو وضع اللاجئ ويمكن لأي شخص الاتصال بالنظام الصحي الوطني إذا احتاج إلى المساعدة.

 

"المفوضية تتدخل فقط إذا اتصل اللاجئون بها أو إذا طلبت لجان دعم المجتمع المساعدة.  المفوضية على اتصال وثيق بوزارة الصحة في حالة الحاجة إلى دعم إضافي" تقول كارلايل .

 

مطالبة بتضمين اللاجئين في الأردن خارج وداخل المخيمات في حملة التطعيم الوطنية وبالتالي يخضعون لنفس الإجراءات تمامًا مثل أي أردنيين ويمكنهم تلقي العلاج من COVID-19 مجانًا في المرافق الطبية العامة.

 

بالتالي ووفقًا للقواعد التي وضعتها الحكومة ووزارة الصحة، إذا كان اختبار اللاجئ إيجابيًا لـ COVID-19 ، فيجب عليه عزل نفسه في المنزل.  إذا ظهرت أعراض أكثر حدة ، فيمكنهم الاتصال بالمستشفيات العامة لتلقي العلاج.

 

تضيف ليلي أن المفوضية كل شهر تقدم المساعدات لأكثر  من 33،000 لاجئ من الفئات الضعيفة الذين يعيشون في المناطق الحضرية خارج مخيمات اللاجئين بالمساعدات النقدية. 

 

أما عندما يتعلق الأمر بالاستجابة لـ COVID-19 ، فقد زودت المفوضية 54000 أسرة لاجئة ضعيفة إضافية بالمساعدات النقدية لدعمها في تحمل الأثر الاقتصادي للأزمة، بحسب كارلايل 

 

 كما تبرعت المفوضية بمبلغ 1.2 مليون دولار لوزارة الصحة لدعم استجابة COVID-19 إدراكًا لحقيقة أن اللاجئين يمكنهم الحصول على المساعدة من خلال النظام الوطني .

 

جمعية قدرات للتنمية المجتمعية وهي إحدى مؤسسات المجتمع المدني والتي تتعامل مع اللاجئين خارج مخيمات اللجوء الرسمية في المفرق وعلى لسان مدير الجمعية عبد الكريم الخزاعلة يؤكد أن اللاجئون خارج المخيمات يعتمدون على أنفسهم وهم  يفتقدون لمزايا كثيرة موجودة داخل المخيم سواء كانت عينية أو مالية او صحية .

 

ويرى الخزاعلة أن الاعتماد على الذات يخلق تحديات كبيرة اضافية تتمثل في تأمين لقمة العيش ومنازل الأيجار وأحياناً استغلال أصحاب العمل لهؤلاء وإعطائهم أجور أدنى من الحد الأدني للأجور . 

 

"إن أبرز التحديات التي تواجه اللاجئين هي الأعباء الاقتصادية وفقدان الكثيرين لعملهم وإضطرار الكثيرين للعمل بنظام المياومة في المزارع بالتالي لا يوجد دخل ثابت بالاضافه لعدم الاستقرار" يقول الخزاعلة. 

 

مؤكداً أن لمؤسسات المجتمع المدني دور كبير ومحوري في إسناد هؤلاء اللاجئين في مثل هذه الظروف الصعبة تتمثل في تبسيط الإجراءات وتقديم الخدمات المتنوعة أهمها الرعاية الصحية وتقديم الأدوية مجاناً . 

 

من جانب آخر قال رئيس الهلال الأحمر في المفرق علي شديفات بأن الكثير من اللاجئين يعاني من صعوبات جمة تتمثل في العمل وغيره مما أضافته كورونا .

 

وأضاف شديفات ان الهلال الاحمر وخلال هذه الظروف الصعبة يسعى لتقديم مساعدات سواء كانت مواد غذائية ومواد وقائية للاجئين خارج المخيمات ، وتنظيم زيارات توعوية وتثقيفية مستمره لهؤلاء . 

 

ومن الجدير بالذكر أن 80٪ من اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون خارج المخيمات في البلدات والمدن ، وفي حين يعيش زهاء 20 في المائة من اللاجئين السوريين في الأردن في مخيمات مخصصة لهم، و تستضيف العاصمة عمان ومحافظة إربد والمفرق الواقعتان شمالي المملكة أكثر من ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين في الأردن.

 

ووفق وزارة الداخلية الأردنية يستضيف الأردن نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، منهم نحو 654 ألف لاجئ مسجلين في المفوضية السامية للاجئين . 

 

أضف تعليقك