من الغباء بمكان أن تعتبر انتشار فيروس كورونا عقاباً سماوياً ردا على سياسة الصين ضد المسلمين هناك.

سياسية لاضطهاد الصين للمسلمين هناك تم تخليقها وتصميمها، وتضخيمها تماماً كما تم تضخيم سياسية الحكومة الأفغانية في ثمانينيات القرن الماضي وسيطرة الشيوعية عليها، لجر الإتحاد السوفيتي إلى حرب تنهكه وتسقطه.

لا تكن ساذجاً وجعل عقلك يعمل دون أن يكون تابعاً، فلو افترضنا أن الفيروس عقاب إلهي لشعب تعداده مليار و 300 مليون نسمة، منهم 100 مليون يدينون بالإسلام.

هل تعتقد أن الفيروس يميز بين البوذي والمسلم، هل يستثني اليهودي ويصيب المسيحي، هل يسقط الملحد ويترك المؤمن هل يميز بين الشريف والفاسد وبين الأصيل والدخيل، حتماً هو لن يستأذن احد ولن يقول لأحد احذر مني ... هذا من جانب

من جانب آخر، يتبنى البعض وجهة النظر التي تقول إن انتشار الفيروس يرتبط بأكل الصينيين الأفاعي والخفافيش، والحيوانات .... بناء على مشاهد وفيديوهات لا أحد يعلم مصدرها، لكنها ليست صينية.

مضحك أمرنا في مصر وصلت الحمير الأهلية إلى حد الانقراض لأن الجزارين هناك يبيعونها للعامة، في السعودية تؤكل حيوانات الصحراء من الضب والجراد - ابتعد عن الدين هنا - لكن لا أحد يدعى أن أمراضا أصابت الناس جراء فعلهم. لماذا يصاب الصيني مثلاً بالفيروس، إذ أكل لحم الخنزير فيما لا يصاب الأمريكي أو الألماني أن فعل.

اردنيا هل تذكرون شحنة السمك الأرجنتيني الفاسد الذي بيع للناس، لماذا لم يمرض احد، هل تذكرون شحنات القمح والجرذان والفئران، كيف صنع رغيف خبز دون مرض ؟

تضحكوك، اذهبوا إلى أميركا شاهدوا أحياء بعض المكسيكان ماذا يأكلون، بل أحياء الأمريكان البيض، ستكرهون الحياة والأكل لماذا لم تنتشر الأمراض والفيروسات إذن؟

في الكثير من المدن الأمريكية مطاعم واسواق صينية وتايلاندية وكورية تقدم نفس الأطعمة التي تقدم في مطاعم الصين وغيرها من دول شرق آسيا، لماذا لم تظهر الأمراض هناك، سيما وأن غالبية مكوناتها يتم استيرادها من تلك الدول؟

أن أردت النظر إلى قضية سياسية مثل قضية مسلمي شمال الصين، عليك ان تأخذها على حقيقتها دون أن تخضع لتوجيه الالة الإعلانية، ودون أن تخضعها لاحكامك المسبقة، الأخذ هنا يكون في سياق المنطقة وما يدور فيها وحولها لا من سياقك الديني أو الإعلامي المحصور في نظرة أحادية لا تقبل النقاش.

اخيرا اتمنى السلامة لجميع شعوب الأرض، بكافة اديانها، فالله الخالق أعلم بخلقه وهو ارحم بهم. اطلبوا من الله الرحمة بالشعوب لا الهلاك

مرة ثانية، الفيروس لا يفرق بين مسلم او بوذي او مسيحي ويهودي.