قطاع الإعلام خلال أزمة "كورونا"..مسارات جديدة وتحدّيات غير مسبوقة

الرابط المختصر

جائحة "كورونا" تغزو العالم وتتصدّر النّقاشات اليوميّة على المستوى الوطنيّ في العديد من الدول، لا سيّما مع الاعتقاد الذي بدأ يطفو على السطح بأنّ الفيروس لن يزول قريباً، وأنّ على العالَم التّأقلم مع وجوده إلى أجل غير معلوم.

ولا تقتصر إجراءات التّأقلم على وجود الفيروس على الكوادر الطبيّة والعاملين في القطاعات وثيقة الصّلة مثل القطاعات الصحيّة وصنع السّياسات والأعمال، فالكثير من المؤسّسات اعتمدت خلال الجائحة أسلوب العمل عن بُعد لإتمام المهام والأعمال في ظل فرض تقييدات على حركة الأشخاص.

لكنّ الأمر مختلف مع الإعلام، بمعنى من المعاني، حيث العمل من المنزل لم يكن بالأمر السّهل بالنّسبة للعاملين في مجالات الإعلام المرئيّ، والمسموع، والمطبوع، وحتى الإلكترونيّ؛ كما شهد القطاع، على المستوى العالميّ، تغيّرات ملحوظة خلال أزمة "كورونا" تمثّلت بتسريح مجموعة من المؤسّسات لأعداد من موظَفيها، وانخفاض الإعلانات بشكل كبير، ومن ناحية أخرى طالت التّغييرات طريقة إنتاج الفقرات في البرامج التّلفزيونيّة.

ومن أبرز التّغيرات التي شهدها أو سيشهدها قطاع الإعلام خلال الجائحة:

تسريح الموظّفين وتأثيره على سير العمل

العديد من المؤسّسات العاملة في مختلف القطاعات، بما فيها الإعلام، اضطرّت إمّا إلى منح موظفيها إجازات غير مدفوعة الراتب، أو تسريحهم بشكلٍ نهائيّ، برغم حاجة الجماهير المتزايدة للاطلاع على الأخبار، ومعرفة التّطوّرات التي تخصّ فيروس "كورونا". وهذا ما يحصل مع المؤسّسات الإعلاميّة، والتي بدأ عدد منها، وفي ضوء ظروفها الاقتصاديّة بإنهاء خدمات أعداد متزايدة من الموظّفين، وهو الأمر الذي يؤثّر سلباً على العمل، ويُشكّل ضغطاً أكبر على الإعلاميّين الذين يواصلون عملهم ويُحمّلهم مسؤوليّات أكبر في ظلّ انخفاض عدد العاملين.

 

نظرة جديدة لإجراء المقابلات عبر الإنترنت

لم يُفضّل الصحفيّون في السّابق إجراء المقابلات افتراضيّاً عبر مواقع إلكترونيّة مثل "سكايب" أو "غوغل"، لكنّ هذه المنصّات أصبحت أدوات ضروريّة، وربّما وحيدة، للصّحفيين في ظل انتشار فيروس "كورونا".

وعلى الرغم من أنّ المقابلات التي تُجرى عن طريق الإنترنت ليست بجوْدة المقابلات التي يتمّ تصويرها في استوديوهات مُجهّزة بتقنيات الصّوت والصورة، إلا أنّها السبيل الوحيد لاستمرار العمل الإعلاميّ في ظل تعذّر تصوير المقابلات في مثل هذه الظروف الاستثنائيّة.

عامل السّرعة في التغطية الإخباريّة

تمتاز تغطية الأخبار المتعلّقة بفيروس "كورونا" بتدفّق كمٍ كبير من المعلومات بسرعة، وهو ما يُشكّل تحدّياً أمام العاملين في المؤسّسات الإعلاميّة، التي غالباً ما تعطي الأولويّة في التّغطيات لأخبار الجائحة؛ لأّنّ الجمهور في حالة تعطّش دائم لكل ما هو جديد في هذا الموضوع. وبالتّالي، تتجدّد الأخبار بشكل أسرع من المعتاد.

مستقبل المساحات الإعلانيّة في خطر

في الوقت الذي تُواجه فيه الشّركات التّجاريّة حول العالم تحدّيات اقتصاديّة جسيمة، لجألت العديد من الشّركات إلى تأجيل أو إلغاء حملاتها الإعلانيّة والتسويقيّة، وهو ما يؤثّر سلباً على المؤسّسات الإعلاميّة التي تشكّل الإعلانات مصدر دخل رئيس لها.

وعند انحسار جائحة "كورونا" قد لا تعود أنماط الإعلان إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الجائحة؛ لأنّ وجهة المُعلنين انتقلت إلى الشّركات العملاقة مثل "غوغل" و"فيسبوك" وغيرها من الشركات التي غيّرت واقع الإعلانات ورسمت لها مسارات جديدة وبأشكال لم نعهدها من قبل.

 

المصدر: