في يومها العالمي.. الإذاعة تعيد ثقتها وسط إعلام جديد يخلو من المصادر
رغم التخوفات من تراجع دور الإذاعات نظرا للانتشار الواسع لمختلف وسائل الاتصال الحديثة كشبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة، إلا أن ذلك ساهم بمنحها منصات اضافية أدت الى زيادة تميزها عن غيرها من المنابر الاعلامية، بحسب العاملين في هذا المجال.
ومع الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة الذي يصادف الـ13 من شهر شباط من كل عام، وصل عدد الإذاعات المحلية المرخصة في الأردن الى 42 إذاعة، تقدم العديد من البرامج ونشرات الأخبار لتلبية حاجات ورغبات جمهورها .
ونظرا لانتشار الواسع بعالم التكنولوجيا، توجهت العديد من الاذاعات، لبث برامجها ونشراتها الاخبارية عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، تتيح المجال امام جمهورها، بمتابعتها في مختلف الأوقات والظروف، وتسهيل الحصول على المعلومات.
الإذاعة تحافظ على مكانتها بين وسائل الإعلام الجديد
رئيس جمعية المذيعين الأردنيين حاتم الكسواني يقول لراديو البلد إن" أهمية الاحتفال بيوم الاذاعة، يأتي لمدى تفاعلها مع القضايا المجتمعية الهامة في حياة الجمهور، وما تشكله من رأي عام في مختلف القضايا".
من جانبها تؤكد وزيرة الثقافة الدكتورة هيفاء النجار أن الاذاعة لها دور كبير، خاصة في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد، حيث تعد مصدرا هاما لحصول المواطنين على المعلومات، نظرا لسهولة التعامل معها في مختلف الظروف.
التقارير الدولية المختلفة تشير الى ان الاذاعة تواصل مسيرتها كونها واحدة من أكثر الوسائط الموثوقة والأكثر استخداما في العالم، لذلك أطلق على احتفالية هذا العام من اليوم العالمي للإذاعة هو "الإذاعة والثقة".
وضمن تقرير صادر عن الأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال بالاذاعة توضح من خلاله بأنه على مر السنين الماضية، تظل الإذاعة واحدة من أكثر الوسائط الموثوقة والاكثر استخداما، حيث وفرت وصولا سريعا وبأسعار معقولة إلى المعلومات في الوقت الفعلي والتغطية المهنية حول المسائل ذات الاهتمام العام، فضلا عن ضمان التعلم عن بعد والترفيه، من خلال الربط بين التقنيات "التقليدية " والحديثة.
ويعتبر الكسواني أن الإذاعات حافظت على دورها كمصدر موثوق، في ظل تراجع ثقة المواطنين بالمعلومات التي يتم نشرها عبر الفضاء الإلكتروني دون مصادر، ما يساهم بتعزيز الثقة بما تبثه من أخبار وبرامج مختلفة.
وتشير النجار إلى أن الإذاعات ذات السياسة الجادة، يحق لها مساءلة المسؤولين عن خططهم وبرامجهم، ومدى تنفيذها على ارض الواقع، بالاضافة الى تعزيز مفاهيم المواطنين لحقوقهم، وتحملهم المسؤولية تجاه واجباتهم.
الإذاعة ما بين الماضي والحاضر
رغم التخوفات من تلاشي دور الإذاعات نظرا للانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي، الا ان ذلك ساهم بإعطاء الإذاعات منصات إضافية ما يميزها عن غيرها من الوسائل الاعلامية الاخرى بحسب الكسواني.
ويؤكد الكسواني ان ما يميز الاذاعة الاردنية التي بدأت بثها عام 1948، هو أهدافها الواضحة التي كانت وما زالت محافظة عليها، والتي تتمثل بنقل خطاب الدولة، وتعزيز الهوية الوطنية، من خلال مخاطبة الجمهور عبر برامجها المتنوعة الموجه لكافة فئات المجتمع.
كما يرى الكسواني ان الاذاعات المجتمعية ايضا لها أهداف واضحة من حيث ما تقدمه من خدمات لأبناء المجتمع من خلال ايصال اصواتهم الى المسؤولين، في وقت نجد فيه اذاعات تفقد هويتها.
تشير هيئة الإعلام المرئي والمسموع الى وجود ما يقارب 11 إذاعة مجتمعية، من بين 42 اذاعة محلية تم ترخيصها وفق الأنظمة والقوانين.
وفي ظل هذا الانتشار للإذاعات تعتبر النجار بان "هناك امكانية لكافة المؤسسات الحكومية التشبيك مع الإذاعات ضمن خطط مستدامة ، لدعم كافة المجالات بما فيها صوت المبدعين والرياديين وتعزيز مشاريع الشباب ودعمها".
هذا وأقرت منظمة اليونسكو هذه الاحتفالية بهدف التركيز على مكانة هذه الوسيلة في المشهد الإعلامي المحلي والعالمي.
ويذكر أن المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" أعلن في دورته 36 يوم الثالث عشر من شباط عام 2011، هو اليوم العالمي للإذاعة، وذلك تزامنا مع ذكرى إِطلاق إِذاعة الأُمم المتحدة عام 1946