فقط الامريكان يستطيعون

فقط الامريكان يستطيعون
الرابط المختصر

خرجت اسرائيل الرسمية وغير الرسمية  عن طورها في استقبال الرئيس الامريكي باراك اوباما ، بل إن وسائل الاعلام الإسرائيلية والصحفيين الأكثر تشككا وجدتهم مأسورين في شخصية الرئيس الأمريكي ، واخذوا يكيلون المديح لدرجة النفاق، من كثرة تأثيرهم بهذه الشخصية التي اسرت الإسرائيليين كبار وصغار من اليمين واليسار، وكان هذا واضحا  للعيان اثناء خطاب الرئيس اوباما امام المئات من طلاب الجامعات الإسرائيلية بإستثناء طلاب جامعة ارئيل لأنها في الضفة الغربية المحتلة وفي مستوطنة ، فالطابور الطويل الذي امتد لاكثر من كيلومتر امام مدخل مباني الامة لم يعكر الاجواء الإحتفالية التي سادت اسرائيل  وصلت الى حالة ذهول عاشها الطلاب والطالبات من مجرد التفكير بلقاء الرئيس اوباما ، تلك الشخصية التي اجبرت الملايين على حبها،  وعندما حانت الفرصة ودخل الرئيس الاسمر إلى القاعة قبل ربع ساعة من الموعد المحدد حتى دخل الطلاب بحالة من الهيام ، فكل كلمة تخرج من فم اوباما كانت تقابل بكثير من التصفيق الحار ، حتى الكلام الحاد الذي قاله اوباما لهم عن الإحتلال وعن حقوق الفلسطينيين وعن معاناتهم من اجتلالهم لهم ، لم يؤثر على حالة الحب التي عاشها الطلاب المأخوذ بشخصية اوباما والذي تمكن بذكاء ودهاء من التقرب اليهم والتحدث اليهم وفق معاييرهم وكانت المفاجأة التي افقدت الطلاب والمشاهدين توازنهم عندما ذكر لهم برنامجا هزيلا تلفزيونيا يعرف باسم ( ارتس نهديرت) اي البلاد الرائعة، هذا البرنامج الذي  يسخر من السياسيين ومن الشخصيات العامة  بمن فيهم شخصية الرئيس الامريكي ، فما ان قال الرئئيس اوباما هذه الكلمات حتى شعرت ان القاعة الكبيرة  اصيبت بذهول  وتصفيق منقطع النظير واستمر اوباما باستراتيجيته الرائعة التي تسلب العقول وتجبر من يقف امامه أن يصمت وأن يستمع وان يوافق ..!

ما علينا

 المهم ، أن  هذه الزيارة اظهرت تعطش الإسرائيليين الى شخصية قيادية حيويه ونشطة وذات سحر خاص مثل الرئيس اوباما، ان هذه النتيجة جاءت بعد تخطيط طويل لهذا الزيارة بأدق تفاصيلها جرى بعناية فائقة تستحق التقدير وتدفع  المسؤولين في العالم العربي وفي فلسطين الى التعلم من الامريكان طريقه تجنيدهم لكل شئ لصالح إنجاح اية زيارة ، فامريكان لا يتركون للحظ مساحة ولا لأي خطأ ان  يقع مهما كان صغير، فهم لا يقبلون نجاح بنسبة 90 % بل مئة بالمئة، والنتائج تكون وفق ذلك ، كما أنهم قاموا بدراسة واجباتهم  على احسن وجه، فلقد كان الرئيس اوباما يعرف عن وزير اسرائيلي  معلومة خاصة ناقشه فيها لدرجة ان بعض الوزراء تفاجئوا، خاصة وانهم جدد ، كل شئ عند الامريكان محسوب حسابه ، فلا مجال للخطأ حتى الابتسامة وتوقيتهم والنكتة لها توقيتها، كل شئ مخطط له ، حتى لو بدا  الشئ كانه مجرد صدفة وخروج عن النص ، كل شئ له  محسوب حسابه،  وهذا سبب نجاح الامريكان  وسيادتهم للعالم

 وهنا تذكرت زميلة صحفية فرنسية  اكدت هذه النتيجة وقالت انه في احدى السنوات قامت بتغطية الاحتفالات بالانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية في ساحل نورماندي، واضافت أن الرئيس الامريكي عندما وصل كان كل شئ مرتب  ومنظم ومحسوب حسابه حتى جلوسه وحديثه ومن يجب أن يتحدث معه ،  وعندما جاء الرئيس الفرنسي ساركوزي لم يكن اي شئ مخطط فلم يعرف اين يجلس  وبالقرب من، وخرج الامريكان اكثر تنظيم ونجاحا

زيارة الرئيس اوباما حققت كل الاهداف المرجوة واهمها على الاقل من وجهة النظر الامريكية الحديث مع الاسرائيلي من فوق رأس القيادة، لدرجة انه سمح ان يقول لهم اجبروا حكومتكم على التحرك نحو السلام، اخرجوا الى الشوارع فانتم المستقبل ، هذا النجاح الباهر لم يأتى من فراغ ومن باب الحظ ، بل نتيجة العمل الدوؤب والكد والتخطيط ، فوراء الرئيس مجموعة كبيرة من الاشخاص الذين ياخذون المهمة الى اقصى محمل الجد ، ويعملون باخلاص كبير، ولا يعملون نصف وظيفة، ولا يقبلون بنصف النجاح، بل بالنجاح الكامل والنتائج واضحة للعيان ، وهذا الانجرار كالمسحورين وراء الرئيس الامريكي ما هو الا نتيجة هذا العمل

اما عندنا في العالم العربي وفي فلسطين فإن لدينا موظفي علاقات عامة  واعلام اقل ما يقل عنهم بانهم لا يعرفون من العلاقات العامة الا اسمها ،موظفون يشعرون انهم اهم من الرئيس والملك والزعيم ، اشخاص وجوههم كالحة ويقبلون بانصاف الحلول وارباع النتائج، فنجد ان المراسم الرسمية مهلهلة، مليئة بالاخطاء والهفوات المضحكة التي تدل على ان المسوؤلين لم ينفذوا واجبهم ..

 تكلموا من الامريكان