فرنسا تتحاور مع جماعة الاخوان المسلمين
كشفت السفيرة الفرنسية في عمان كورين بروزيه عن قيام سفارة بلادها في الأردن بالحوار مع جماعة الإخوان المسلمين بالاردن قبل الحراك السياسي الأخير.
وقالت بروزيه - في حوار مع صحيفة (العرب اليوم) الأربعاء - "نحن على اتصال مع الإخوان المسلمين لكننا لا نتصل مع السلفيين الجهاديين، لأن الحركة الإسلامية في الأردن مرخصة رسميا ولذلك لا حرج من الاتصال بهم وهم لا يؤمنون بالعنف ولا يلجأون إليه"، مشيرة إلى أن من تقوم بالاتصالات معهم المستشارة الصحفية بالسفارة للاستماع إليهم.
ووصفت بروزيه الحراك السياسي في الأردن بأنه سلمي، مؤكدة أن حكومة بلادها ضد استخدام العنف وكشفت أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحدث مع الملك عبدالله الثاني في قمتهما الأخيرة في باريس عن الإصلاحات.
وأضافت أن فرنسا صديقة الأردن الدائمة بغض النظر عمن يشغل قصر الإليزيه يمينيا كان أم يساريا، واصفة العلاقات الثنائية بين البلدين بأنها ممتازة وتتطور باستمرار لمصلحة الشعبين وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية.
وأشارت إلى أن الاستثمارات الفرنسية في الأردن خلقت الكثير من فرص العمل للأردنيين وأثبتت أن الأردن بلد آمن ومستقر.
وأوضحت أن التبادل التجاري بين فرنسا والأردن ضعيف من الجانبين وقيمته 323 مليون يورو منها 315 مليونا صادرات فرنسية للأردن حيث تعد فرنسا البلد ال(13) في مجال التصدير للأردن، وقالت "إن وجودنا الاستثماري في الأردن أقوى من تواجدنا التجاري".
وتعد فرنسا أول دولة غير عربية من حيث حجم الاستثمارات في الأردن بحجم استثمارات يبلغ 3ر1 مليار دولار.
وكشفت السفيرة الفرنسية في عمان كورين بروزيه أن الأردن يقدم الدعم اللوجستي في العمليات العسكرية الفرنسية الجارية في ليبيا ولا يشارك في هذه العلميات على أرض الواقع.
وردا على سؤال حول خسارة فرنسا مما جرى في تونس وليبيا ، قالت بروزيه " ليس هناك خسائر بالمعنى المفهوم لكن الأحداث هناك فرضت علينا مراجعة سياساتنا في الإقليم وقد فوجئنا بما حدث لأن اتصالنا في السابق كان مع الجانب الرسمي الذي كان يخبرنا بأن الوضع مضبوط لذلك اتجهنا للاتصال مع منظمات المجتمع المدني التي تمتلك المعلومات كاملة وهى جاهزة للتعاون معنا".
وأضافت "مازلنا أول الممولين في تونس وشركاتنا ماتزال تعمل هناك، كما أننا كنا أول دولة تعترف بالمجلس الانتقالي في ليبيا وقد تبادلنا السفراء مع بنغازي".
وحول رؤية فرنسا للأوضاع في سوريا، قالت بروزيه "الوضع في سوريا مختلف عكس ما هو عليه في ليبيا التي تشهد إجماعا عربيا ودوليا على ضرورة رحيل العقيد معمر القذافي، بينما لا يوجد قرار دولي أو عربي موحد ضد سوريا مع أن الجيش السوري اقتحم حماة"، مشيرة إلى ضرورة إيجاد حل يوقف حمام الدم في سوريا، وقالت "إن فرنسا طالبت الرئيس السوري بشار الأسد بالإصلاح والحوار".
وتابعت "إن فرنسا كانت قد فتحت قناة الحوار مع دمشق عام 2007 بمجيء ساركوزي إلى الحكم ومددنا أيدينا للأسد منذ ذلك التاريخ لكنه الآن يرفض التجاوب والحوار معنا".
وأعربت عن اعتقادها بأن حكم الأسد في سوريا لا يزال قويا ومدعوما من جزء من شعبه حيث أنه لا حراك عاما وشاملا ضده حتى اليوم كما أن الجيش معه.
وبالنسبة لعدم التحرك الفرنسي ضد منع إسرائيل لسفينة الكرامة الفرنسية من الإبحار إلى غزة، قالت بروزيه "هناك اتصالات دبلوماسية بيننا وبين الجانب الإسرائيلي", مشيرة إلى أن موقف فرنسا واضح وثابت بضرورة رفع الحصار عن غزة.