فتيات الزعتري: حلم بالعودة وشوق للوطن
قبل 20 يوماً كانت تعيش عائلة الطفلة روان المصري ذات العشرة أعوام أيامها في مخيم الزعتري كحال بقية اللاجئين، إلا أن الحال تغير بالنسبة لتلك الطفلة بسبب استشهاد شقيقها الكبير محمد رياض ذو الـ20 عاماً برصاص الجيش النظامي السوري في منطقة القنيطرة خلال مواجهات مع الجيش الحر.
روان التي بكت على شقيقها فور البوح بما أرادت أن يكون سراً خاصاً بها لترثيه بعبارات قالت فيها "الله يرحمه أتمنى أن تكون معنا بكل لحظة وبكل شي، مشتاقة لك يا أخي الله يتقبلك من الشهداء" لتشيح بنظرها الى السماء وتكفكف دموعها وتمسحها بيديها.
"استشهد بالرصاص نفذت الذخيره معه، ذهب أصدقائه لإحضار الذخيرة إلا انهم عادوا ليجدوه متوفياً" تقول روان.
شاركت روان بقية رفيقات دربها بالمعاناة في المخيم التي وصلته قبل عدة أشهر الترحيب باستقبال مساعد الأمين العام المتحدة والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة فوموزولا ملامبو أنجوكا منشدين أغنيات تتناسب وجعهن على وطنهن سوريا "يا هلا بالحبايب مجتمعين..إن شالله العيد الجاي بسوريا ..يا الله تنصر كل المسلمين يالله بكل انحاء المعمورة ...مجروح يا يما مشتاق يا يابا ودوني على سوريا موال العتابا".
تقول روان عندما أبلغتها عائلتها بمغادرة بلدتها "انصدمت ..بدي اطلع مو مصدقة ..أنا بدي اطلع من بلدنا الحنونة نطلع ونتركها كيف ولو هلا قالوا لي نرجع راح اركض ركاض ,وبظل اركض طول عمري اركض بسرعة بس ارجع سوريا".
تضيف روان التي يلمس من إجاباتها نضجها قبل الأوان فالحديث معها لا يشبه الحديث مع أقرانها لمن هن في مثل عمرها ,فهي ترفض التقاط الصور لها ...دون إبداء سبب.
تتشاطر أخريات من فتيات المخيم ذات الحال مع روان، الطفلة أميمة اتي تبلغ من العمر 12 عاما عبّرت عن عدم محبتها للعيش بمخيم الزعتري، فهي الطفلة القادمة من درعا وبيتها والعابها ومدرستها وصديقاتها وذكرياتها تقول "تربينا بسوريا ..بطير لحالي لو هلا حكولي ارجع على سوريا ".
الضيفة فوموزلا التي احتضنتها لأميمة وشدت على يدها بالقول "أراك قيادية وأنا متاكدة من ذلك، وعندما تعودين الى بلدك سوريا ستكونين شيئا مهما فربما ستكوني مديرة للامم المتحدة".
أميمة التي طلبت دقيقة من وقت فوموزولا لتنقل معها رسالة وهي ممسكة بوردة ارجوانية قطفتها من باقات الزرع واسوارة حمراء بخرز ملون كتذكار من اطفال المخيم "نريد العودة الى سوريا ..الى بيتنا ..نريد ان تتحقق امنياتنا بالسلام".
تتحدث تلك الطفلة عن الم الفراق مع ابنة عمتها "كان شعوري مو حلو ..قعدت مع ابنة عمي وبكينا وبكينا كيف سنفارق بعضنا البعض..اختبات خلف المنزل حتى أبي اصبح يصرخ ويناديني ليكتشف مكان مخبأي...والدي شاطرني البكاء أيضا عندما أبلغته سبب اختبائي عن الأنظار..كان يبكي لحالي كنت اقول له راح نطلع متاكد اموت بسوريا واموت موته شريفه ولا اموت غريبة".
أما آية ذات الـ13 عاما ومن منطقة شيخ مسكين في سوريا تقول "تفاجأت عندما شاهدت عمي وعائلته وخالي عندها علمت بأنني سأغادر المنزل للأردن، بقينا في الطريق 3 ايام حتى وصلنا الحدود ولم أتوقع ان يحدث مثل هكذا امر لنا يوما، احلم بالعودة لسوريا اشتقت لمنزلنا".
هؤلاء الفتيات يحضرن الى الروضة التي أقامتها واحة المرأة التابعة للأمم المتحدة من بين مشاريع للخياطة وصالون تدريب سيدات إضافة لحرف يدوية أخرى وهو احد مشاريع تمكين المرأة في مخيم الزعتري وعنه يقول اسامة الفسفوس مشرف المشروع إن المشروع يقوم على 3 محاور تهدف الى تمكين المرأة السورية من العمل والوعي بحقوقها والاعتماد على الذات وتحفيز وتاييد المجتمع من خلال ما يتدربن عليه.
يضيف فسفوس لدينا مدربات يقمن على تدريب اللاجئات التي يصل عددهن الى 40 حيث يقدم لهم في نهاية الدورة هدية عينية لتتمكن من الاستفادة منها بعد الامتهاء من التدريب.