عودة الصيف تجلب المشكلات للاجئين في الزعتري

عودة الصيف تجلب المشكلات للاجئين في الزعتري
الرابط المختصر

يربط اللاجئ السوري أبو مراد منشفته المبلولة بالماء البارد على رأسه وفمه لتقيه حرارة الصيف وغباره قبل أن يهم بالخروج لتحصيل قوت عياله وما أن يصل دكانه حتى تكون المياه فيها قد تبخرت.

معاناة اللاجئين في الزعتري مستمرة صيفا شتاء، يهربون من برد الشتاء الى لهيب الصيف وقلة الماء.

يشكو اللاجئ أبو مراد الذي مضى عليه أكثر من 10 أشهر بالزعتري قلة الماء وارتفاع درجات الحرارة في دكانه المكون من صفيح حديدي من جهاته الأربع إضافة الى السقف ما يجعل منه "فرناً حرارياً".

ويحاول أبو مراد دفع حرارة فصل الصيف بحرارة شمسه وغباره الأصفر بالماء، لذا يحاول ملئ جالونه من البئر صباحاً لكنه يتفاجأ بالدور المزدحم، وبعد ساعة من الوقوف في الصف يتمكن من تعبئته.

أبو مراد استقبل مولودة جديدة يتناوب مع زوجته لرشها برذاذ الماء وتهويتها بقطعة كرتون كي لا تختنق من شدة الحر والهواء الجاف خصوصاً.

شكاوى اللاجئين الذين التقاهم "عمان نت" تشابهت تقريباً فهم مشتركون بحرارة شمس المخيم الذي أقيم حوالي ٢٠ كم شرقي مدينة المفرق.

اللاجئة أم محمد ترتعد خوفاً من الحشرات والأفاعي والزواحف التي جلبتها الحرارة لداخل خيمتها المقامة في المنطقة 19 التي لم تصلها الكرفانات " والخيم تغلي والقوارض والزواحف تسبب الأمراض".

الأتربة المتناثرة والغبار تساهم في تأزيم مرض ابنتها المصابة بضعف عضلة القلب، وتسعى أم محمد لتعديل درجة حرارتها بالماء والمروحة الدائرة 24 ساعة موجهة نحو ابنتها المريضة التي لا تحتمل حر الخيمة وفقاً لأم محمد.

طالبت أم محمد إدارة المخيم بإعطائهم كرفاناً لكنهم رفضوا بحجة أن خيمتهم تقع ضمن المنطقة 19 غير الخاضعة للتنظيم على حد قولها.

أكثر من 3000 متر مكعب من الماء يدخل مخيم الزعتري يومياً بحسب الناطق بإسم مخيمات اللاجئين السوريين أنمار الحمود.

ويضيف الحمود أن نقص المياه لن يحصل هذا العام لأن الإدارة ستستكمل قريباً الضخ من الآبار الموجودة في الزعتري لسد حاجة المخيم كاملة هذا العام كما ستعمل الإدارة على ايقاف حركة الصهاريج الناقلة للمياه الداخلة والخارجة من المخيم.

وللحد من الغبار الناتج عن الصيف تم فرش أرضية المخيم كاملاً بالحصى كما أن حركة الشاحنات ونقل التموين والمساعدات وصهاريج المياه والمياه العادمة تتم الآن على أراضي معبدة "أما الحرارة تصيبنا وتصيبهم" بحسب الحمود.

ويضيف الحمود " لا يوجد لاجئ يسعد بالحياة في مخيم فهو لا يطمح للعيش مشرداً ومهجراً وإنما يتوق للعودة لوطنه".

يذكر أن عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري وحده بلغ قرابة 142 الف لاجئ سوري.

أضف تعليقك