عندما يزور جودة الاقصى !

عندما يزور جودة الاقصى !
الرابط المختصر

للحقيقة نقول اننى تفاجئت بزيارة وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الى المسجد الاقصى مساء الاثنين ، وبعد سؤال بعض الزملاء الصحفيين في القدس ، اتضح ان عدد منهم لم يكن على علم بهذا الزيارة باستئناء صحفية القدس، فيبدو ان دائرة الاوقاف الاسلامية تفضل وسيلة اعلام على غيرها من الوسائل في القدس ، او كما قال بعض الصحفيين بان لديها قائمة تضم الاصدقاء من الصحفيين الطيبين غير ألمشاغبين ونتيجة لهذا فان التغطية الافضل لهذا الجولة الخاظفة التي لم تستمر سوى ساعات قليلة ، كانت في صحيفة القدس ، بل ان الزميلة النشيطة منى القواسمي قامت بعمل جيد، بعد ان تمكنت من اخذ تصريح من الوزير ناصر جودة ، وبهذا انفردت بذلك عن بقية الصحف التي تجاهلت احدها هذه الزيارة كليا، بينما نقلت الاخر الخبر عن وكالة الانباء الاردنية الرسمية ، رغم ان لكليهما يوجد مراسلين في القدس ...!

ما علينا !

المهم ان تلك الزيارة التي لفها شئ من السرية التي لا يمكن ان نفهم معناه كصحفيين، وكان على الجهة التي قامت بالاعداد لهذه الزيارة ان تحشد لها زخما اعلاميا مناسبا لها من اجل خلق الراي العام المناسب ، خاصة وان النتائج التي حققتها كان كبيرة، بما في ذلك اغضاب الجانب الاسرائيلي على المستوى السياسي والحزبي ، ولكن مرة اخرى يبدو ان هناك حساسية زائدة لدى الاوقاف والجهة التي نظمت هذه الزيارة تجاه الاعلام المحلية وحتى الاجنبي ، مما فقدها الكثير من النقاط في الصراع اليومي على المسجد الاقصى ،

فانظروا كيف يعمل الجانب الاسرائيلي في خلق الراي العام فهذا العضو المتطرف موشيه فيغلن من قادة حزب الليكود والذي يؤمن ايمانا مطلقا بضرورة هدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل مكانه ، فقبل ان يقوم بزياراته الاستفزازية الى المسجد الاقصى يعلن للجميع عن اليوم والساعة التي سيصل بها ، ولهذا نجد مؤسسة الاقصى الذراع الاعلامي النشيط للحركة الاسلامية في الوسط العربي تسرع الى اصدار البيانات والتحذير وتحشد الشارع المقدسي والعربي من الداخل لهذا اليوم ولمواجهة هذا الاعتداء ، وبهذا يحقق ذلك العضو اليميني الضجة الاعلامية المطلوبة ويسجل الكثير من النقاط محليا اسرائيليا ،وفي القدس وفي الساحة الدولية والحزبية..! ولهذا نجد ان زيارة فغلين الى الاقصى يحتل هذا العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية، بل ينبري لهذا انتقادا وتهديدا ووعيدا كل من يعتبر نفسه خبير في القدس ومسوؤل فصائلي وقادة محلي .

ولكن عندما ياتى وزير الخارجية الاردني ، ذلك الاردن المسوؤل وفق الاتفاقيات الدولية عن المقدسات في المدينة المقدسة، الاردن الذي لا يبخل على الاقصى باي ثمين، لا نجد لهذه الزيارة أي اهتمام في الوسائل المحلية الا في الصفحة الثالثة في القدس وعنوان صغير في اسفل الصفحة الاولى في صحيفة اخرـ ويختفى من صحيفة ثالثة ، اما في وكالات الانباء المحلية فالخبر غير قائم ، لماذا ؟! فالفرق بين الاول والثاني هي كالفرق بين الثرى والثرية . فزيارة الوزير بالغة الاهمية في هذا الوقت بالذات وهي دعما معنوي على الاقل للمقدسين ورسالة تحذير الى اسرائيل ، وكما وصفتها بعض المصادر الاسرائيلية بانها بمثاية كرت اصفر اردني في وجه الحكومة الاسرائيلية بانه تكف عن تصعيد الاوضاع في الاقصى..

اننا هنا نتحدث اعلاميا مهنيا ومقدسيا ، فاعلاميا لا زال هناك نوع من الشك والتخو فمن الاعلام، وهذا يخلق الاخفاق الواضح في تغطية ما يجرى في تلك البقعة المقدسة اخفاق مشترك من قبل الاعلام والمؤسسة الرسمية ، وهناك اخفاق في حشد وسائل الاعلام لصالح الاقصى ومن يعمل من اجله والاردن ، لان البديل هو الاكتفاء باحاديث الهمس والغمز،وهي كثير في القدس ، اما مقدسيا فاعتقد ان من حق المقدسين جميعا ان يعرفوا ماذا يحدث في الاقصى وماذا تقدم الاردن لهذا المكان المقدسي ، من اجل الانصاف فقط وللتاريخ ... وعلينا ان نفتح عقولنا وقلوبنا وان نكف عن التفكير بصورة ضيقة .. لان القدس تستحق منا اكثر من ذلك ، فهي اكبر منا جميع ، اما نحن فراحلون وهي باقية

كل التحية لكل من يعمل من اجل القدس، وكل التحية لمن يرفع ورقة من شارع في القدس، وكل التحية لمن يمسح دمعة عن خد طفل مقدسي ، وكل التحية لكل من يحمى حجرا من حجارة القدس

وللحديث بقية