مع استمرار احتجاجات الفلسطينيين في حي الشيخ جراح في مدينة القدس ضد محاولات الاحتلال إجلاء عائلات مقدسية من منازلها لصالح المستوطنين, تستمر التغطية من قبل الشباب والشابات الناشطين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها تطبيق انستجرام للتعريف بقضية هذا الحي وإيصال صوت سكانه لشرائح مختلفة في دول متعددة.

منى الكرد: عين ترصد وتنقل.

تنقل الصحفية والناشطة المقدسية على مواقع التواصل الاجتماعي منى الكرد في بث حي ومباشر يومي عبر حسابها على انستجرام ما يحدث ساعة بساعة من اعتداءات وضرب واعتقالات للمحتجين, ومحاولات الكر والفر مع الجيش الاسرائيلي المتضمنة رش المياه العادمة عليهم ورمي قنابل الغاز المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص المطاطي.

مع تقادم الزمن, يزداد التفاعل مع منى ويشير إليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات من حي الشيخ جراح, مما دفع مشهوري مواقع التواصل والمؤثرين وصانعي المحتوى للتفاعل معها من خلال فتح بث مباشر عبر تطبيق انستجرام بالشراكة مع منى ليشاهد أكبر عدد من المتابعين ما يحدث مباشرة بالصوت والصورة.

المؤثرون وإيصال الرسالة ببساطة وذكاء.

"لاحظت أن بعض المؤثرين قاموا بعمل حركة ذكية من خلال قيامهم بعمل بث مباشر على تطبيق انستجرام واستضافة مؤثرين ذوي عدد كبير من المتابعين على هذا البث, مما يعني وصول هذا البث لجمهور مضاعف أربعة أضعاف ومشاهدته للأحداث موثقة" يقول خالد الأحمد المختص والمستشار في مواقع التواصل الاجتماعي.

ويوضح الأحمد أهمية خاصية البث المباشر الممنوحة لتطبيق فيسبوك وانستجرام في نشر المحتوى وانتشاره بشكل أفضل من نشر المحتوى النصي, خصوصًا بعد سماح تطبيق انستجرام للشخص الواحد باستضافة ثلاثة ضيوف عبر البث المباشر.

وأيضًا يوضح أهمية استخدام الهاشتاج أو الوسم الذي يقدم فرصة نشر المحتوى بشكل أكبر لشرائح أوسع من الجمهور العالمي خارج نطاق المتابعين, ويضمن إيصال الرسالة بصورة حقيقة غير مشوهة أو مصطنعة من بعض المنصات الإعلامية التي تقيدها سياسات بعض البلدان.

ماراثون النشر.

في ظل تسابق مختلف النشطاء من مختلف الدول للنشر حول القضية يقدم المختص خالد الأحمد نصائح لزيادة التفاعل ووصول المقاطع والصور لأكبر عدد من الناس تتضمن "استخدام البث المباشر واستضافة مؤثرين مختلفين بين ساعة وأخرى وعمل ماراثون بث مباشر على تطبيق الانستغرام, وإعادة نشر هذه البث من قبل الجميع مع استخدام الهاشتاق الموحد على انستغرام وفيسبوك وتويتر". 

هذه الطريقة أثبتت جدواها أمس حين قامت الصحفية منى حوا بفتح بث مشترك وصل فيه عدد المشاهدين لأكثر من عشرة آلاف شخص تزيد أعدادهم وتنقص ولمدة ست ساعات متواصلة عبر حسابها على انستجرام.

فتقول منى بعد انتهاء مدة البث أنه "على اختلاف اهتمامات المشاركين فيه بين إعلاميين وفنيي مكياج وكوميديين ولاعبين, إلا أن الجميع كان يحمل هم القدس, وهذه المرة ليس حي الشيخ جراح وحده وإنما كل الأحياء التي ستواجه المصير الذي واجهه أجدادنا في عام النكبة وما قبل ذلك".

وتعلق حوا على تأجيل إصدار قرار إخلاء منازل حي الشيخ جراح في القدس إلى الاثنين 10 أيار قائلة "المسألة لم تنتهي, نريد في العاشر من أيار إيصال صوتنا لمحكمة الجنايات الدولية, لأن ما يحدث في هذه الأحياءء جريمة حرب ويجب أن يتم إيقافه". 

تطبيق انستجرام يتصدى.

مع قيام الآف رواد مواقع التواصل بالنشر حول القضية, اشتكى عدد كبير منهم من قيام تطبيق انستجرام لحذف محتوى القصة الخاص بهم أو صور وفيديوهات قاموا بمشاركتها, وإبلاغهم بأنهم معرضون لإغلاق حسابهم على هذا التطبيق لما تصفه الرسائل التحذيرية التي يتلقونها من التطبيق بأن محتواهم "يثير الفتنة وأنه غير آمن" والتي اعتبرها رواد هذا المواقع رسائل غير واضحة ومبررة للحذف.

المقاومة الرقمية وصناعة القرار.

واصفة النشر والتوثيق على مواقع اتواصل حول ما يحدث في الشيخ جراح تقول الحصفية منى حوا" تدوينك صوتك ووعيك هو المهم, على الجميع أن يكتب ويوصل الرسالة, وكل شخص يتقن لغة غير لغته هو مسؤول عنها وعليه استغلال لخدمة القضية أفضل استغلال". 

يختلف مستشار مواقع التواصل الاجتماعي خالد الأحمد مع الفئة التي تعتقد أن المشاركة في الوسوم وعمل تواجد داخل حي الشيخ جراح -وهو ما يعرف بال check in- لا يسمن ولا يغني من جوع, "هذا أبسط وأسهل أنوا المقاومة الرقمية التي كلما ازداد عدد المشاركين فيها كلما كان حجمها أثقل وازداد أثرها على الشارع والرأي العام, وهذا بدوره سينقل قضية حي الشيخ جراح للعالمية ويدفع الجمعيات الدولية للتفاعل مع الحدث, وسيكشف وجه المحتل الذي يحظى بميزانية بملايين الدولارات لتجميل سمعته". 

الأيام الثلاث المتبقية حتى العاشر من أيار الذي سيصدر فيه قرار حول إخلاء أهالي حي الشيخ جراح من بيوتهم هي أيام الفاصلة, ستثبت فيها مواقع التواصل الاجتماعي مقدار الضغط الذي من الممكن تقديمه.