عبيدات: الصوت الواحد أغرقنا في وحل التخلف السياسي والاقتصادي

الرابط المختصر

قال رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات انه منذ صدور قانون انتخاب الصوت الواحد ونحن نمشي في الاتجاه المعاكس ونغرق في وحل التخلف السياسي والاقتصادي والفساد, مشيرا إلى أن أول من بشر بالقانون السفير الامريكي في عمان آنذاك.

 واضاف خلال محاضرة له بمجمع النقابات المهنية امس بعنوان "الاردن في مواجهة التحديات" ان قانون الانتخاب شوه المجتمع ولايزال, وقدم الاردن للاعداء على طبق من ذهب.

 وعلق عبيدات على القرار المتوقع لمجلس الوزراء لاقرار قانون الانتخاب بانه اذا اقر ذلك بالشكل ذاته المعلن عنه فهي مصيبة, لان قانون الانتخاب يشكل حجر الزاوية للاصلاح وهو استحقاق دستوري لقيام مجلس نواب يتحمل مسؤوليته, ولان نظام الحكم نيابي ملكي وراثي, فالنيابة ركن من اركان الشرعية والنظام فكيف نقدم نظاما يخل بهذا الركن يوصلنا الى مجلس نواب "مشوه وتافه".

 وأضاف أن استحضار الميثاق الوطني جاء لوضع حلول للعديد من القضايا الوطنية ومنها العلاقة الاردنية الفلسطينية والوطن البديل وقانون الانتخاب وهي قضايا وحدة واحدة مترابطة لاينظر لها بمعزل عن بعضها البعض.

 وأضاف ان الميثاق الوطني حالة توافقية مرجعيته الدستور ودولة المؤسسات, وانه يشكل ارضية قابلة للتعديل واضافة يجب عدم أهمالها.

 واشار إلى أن الميثاق يشكل حالة توافقية بين ممثلين عن الشرائح الاجتماعية,وعندما عرض للتصويت وافقنا عليه بالاجماع كما اتفقنا على هوية الاقتصاد الوطني وتجاوزنا الايدلوجيات لاننا كنا ننظر للمستقبل وليس للوراء, ولكن ما يؤلمنا ان هذا الجهد ذهب على المستوى الرسمي ادراج الرياح.

 واشار الى ان تقارير المركز الوطني لحقوق الانسان كانت شاهدة على تزوير الانتخابات النيابية الاخيرة.

 وقال شوهوا قانون الانتخاب وشوهوا مفهوم العشائر وصادروا الابعاد الاجتماعية للعشيرة, ودور المرأة, مشيرا ان من وضعوا القانون كانوا يجدون الحلول بالابتعاد عن مفهوم المواطنة, ومن هنا نناقش الوحدة على اساس المواطنة بشكل غير قابل للمساومة.

 وقال ان الوحدة بين الاردن وفلسطين قامت على ارض الواقع واستوعبت المؤيدين والمعارضين لها واستوعبت ابناء الشعب وتغلغلت بينهم, واقامت مؤسساتها بعقول الشباب الذين انجزوا الكثير,الا انها مرت بالعديد من المحطات التي هزتها ابتداء بهزيمة عام ,1967 وقرار فك الارتباط وقمة الرباط التي اعتبرت منظمة التحرير الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني والذي كان له مؤيدون ومعارضون.

 واضاف كنت من بين المعارضين لقرار فك الارتباط في مجلس الاعيان الا ان المجلس تبنى القرار لانه عبر عن رغبة الحكومة الاردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية. فيما كانت قمة مدريد للسلام التي مهدت لاتفاق اوسلو التطور الاخطر على صعيد القضية الفلسطينية ,وثم اتفاق وادي عربة وبعد ذلك التاريخ لم تتقدم القضية الفلسطينية شبرا واحدا واصبح السلام الذي تذرعت به اتفاقيات السلام غير شاملا ولا عادلا ودون اي معنى في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية رغم التنازلات المخيفة التي قدمها الاردن والفلسطينيون , وكنت ممن قالوا لا لمعاهدة وادي عربة..ولم تقدم اسرائيل أي تنازل لتحقيق السلام بل اصبح موقفها اسوأ فاسوأ.

 وقال اننا نعيش مرحلة التهديد المباشر من قبل كافة المسؤولين المدنيين والعسكريين الاسرائيليين الذين لا يعترفون الا بالوطن البديل للفلسطينيين في الاردن ويسخرون من معاهدة السلام مع الاردن, ويعملون على الارض لتنفيذ المشروع الصهيوني على الارض الاردنية .

 واكد ان ابناء الشعب الاردني الواحد من شتى الاصول والمنابت مطالبون بتحمل مسؤوليتهم دون الانشغال باي قضايا فرعية للدفاع عن وحدة وكرامة الوطن بغض النظر عن سوء الظروف الدولية وفقدان التوازن في العلاقات الدولية والانشقاق العربي والفلسطيني بين مؤيد للمقاومة ومؤيد للسلطة الفلسطينية.

 واكد اننا اصبحنا بلدا مرشحا للمزيد من الضغوط في ظل عدم وجود موقف عربي او سند اقليمي, واعرب عن خشيته بان قضية فلسطين لم تعد القضية المركزية للعرب.

 وشبه الجدل حول الهوية بانه "كمناقشات اعيان روما والعدو يدق اسوارها", وقال رغم هذا الجدل القرارات ليست بايدينا نحن والدائرة تدور علينا.

 وقال لا يجوز ان يجر الجاهل العقلاء الى دوامة الانقسام والدخول في نفق مظلم لايعلم احد نهايته , فالقضية هي قضية التزام وطني وانساني وديني ولابد من اعادة النظر وتجاوز الحسابات الضيقة والشخصية.

 واضاف ان الامل يبقى في شبابنا ومثقفينا وجيوشنا العربية وقواتنا المسلحة التي بين ظهرانينا التي اردت ان اتحدث عنها ليس لبيان صدر هنا او هناك بل لان افرادها عرب واردنيون وينتمون لعقيدة عربية واسلامية بنيت عليها قواتنا المسلحة التي لاننظر لها الا في اطار هذه العقيدة وجزء من هذه الامة والشعب , ويتملكنا الرعب عندما نلمس ان هناك محاولات لتغيير دورها من منطقة الى اخرى اومن حالة الى حالة.

 وقال ان افراد الجيش العربي هم الرجال الذين دمروا كنيس الخراب في العام 1948 واكبر مستوطنة في الشيخ جراح "كفارعصيون" التي كان مخططا لها ان تفصل شمال فلسطين عن جنوبها وهو مانشهده اليوم.

 واشار الى ان اجتهادات المتقاعدين وضعت اصابعها على اكثر من خلل في مسيرة البلاد بكل جسارة ولا يجوز في ظل تلك المتناقضات ان تدفعنا تلك الاجتهادات الى صراع هويات على ارض هذا الوطن لان ذلك حرام ومستحيل.

 واكد على ان حق المواطنة حق دستوري لايفهم الا من خلال الميثاق الذي اتفقنا فيه على الثوابت الوطنية وكان استباقا لتجنب ما يحصل اليوم.

 وشدد ان قضايا النسيج الوطني لم تعد ترفا لانها السلاح في مواجهة المخطط الصهيوني الذي يستهدف الاردن وفلسطين , وعلى ان حق المواطنة غير قابل للاجتهاد او المساومة وان الوحدة لاتقوم الا على هذه الاسس. وقال بناء على ذلك فالاردن وطن لكل ابنائه وهو بهذا مؤهل ليقوم بدوره القومي لدعم نضال الشعب الفلسطيني الى ان تقام الدولة الفلسطينية,واذا تنازلنا عن أي مفصل من تلك المفاصل نكون قد انتهينا.

 واشار الى ان حق العودة لكل من اغتصبت ارضه معترف به على كل المستويات وواجبنا ان نساند هذا الحق مساندة قولية وفعلية وبكل الاساليب,وبعد ان تقوم الدولة الفلسطينية يحدد الشعبين شكل العلاقة "تقوم او لاتقوم" وقال نفترض انها علاقة حتمية ومصيرية لاننا نكبر بالوحدة ولانصغر بها ,ونتحدث عن دولة كبيرة بالوحدة واصغر من صغيرة اذا ماقسمت.

 واعرب عبيدات عن استغرابه للموقف الرسمي العربي والفلسطيني من موضوع الوطن البديل,وقال ان هذا النظام كانه غير معني بالتهديدات الاسرائيلية, وقال "وصدمني هذا الموقف واذا كان هناك وطن بديل سيكون الحكم من صنيعة الاحتلال الاسرائيلي الذي يحاول ان يوجد رمح لاختراق الجسم العربي والعمل على تحويل الصراع الى صراع عربي عربي كما في السودان واليمن ولبنان والعراق وفلسطين, مؤكدا على ان مايعتقده يشكل قراءة واقعية واستشرافية للمستقبل.

 وقال الصراع العربي العربي اصبح القاعدة وليس الاستثناء في السودان وفلسطين والعراق وسابقا في لبنان فيما مصر اليوم مرشحة للصراع الداخلي, فمن الذي سيمنع من وقوع الفتنة هنا او هناك, خاصة وقد اصبح ينظر الينا من الاخر اننا الارض الرخوة التي من الممكن ان تبذر فيها بذور الصراع.

 واكد على ضرورة تحقيق الاصلاح الديمقراطي الشامل لمواجهة جميع المخاطر التي تتهدد الاردن والقضية الفلسطينية.

 موقف الحكومة من صراع حماس وفتح

 وحول موقف الحكومة الاردنية من الصراع الفلسطيني الداخلي بين حركة فتح وحركة حماس: قال: "لا اريد ان اصنف فيما اذا كانت حماس من المقاومة وفيما اذا كان المناصرون لحماس هم مع المقاومة ام لا ولكن الجميع يدرك من هو مع المقاومة ومن هو ضدها" .

 واضاف ان موقف الحكومة من الصراع الفلسطيني الداخلي محير ومختل فليس من مهمتنا ان نكون مع طرف ضد اخر او ان نرجح كفة السلطة الفلسطينية ضد حماس بل المطلوب التدخل لاصلاح ذات البين لان الشرخ خطير وله ابعاد لا يمكن الصمت عليها.