عام استثنائي في ظل كورونا.. الحق في الحياة يسبق حقوقاً أخرى

"لأن الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم". هذا ما نصت عليه ديباجة وثيقة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وتجيئ هذه الديباجة في اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من ديسمبر من كل عام.



 

صيغت هذه الديباجة من قبل مختلِف ممثلي الخلفيات القانونية والثقافية من جميع أنحاء العالم، واعتمدت الجمعية العامة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في باريس في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر عام 1948، بوصفه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم، وهو يحدد حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا.

 

وفي هذه المناسبة خصص راديو البلد تغطية مفتوحة للحديث عن هذا اليوم من خلال برامج مختلفة وضيوف متخصصين في مجال حقوق الإنسان.

فاستضاف الراديو وبداية اليوم سفيرة الاتحاد الأوروبي، في الأردن ماريا هادجي ثيو التي تحدثت بدورها عن وظيفتها في التعاون مع الحكومة الأردنية للتأكد من التزامها في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك دعم الحرية السياسية والاجتماعية والمؤسسات، وكذلك نبذ العنف ضد النساء. وأشارت أن الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان هو جزء من نشاطهم في الاتحاد الأوروبي، وهم مع إلغاء أي عنف مبني على النوع الإجتماعي ومع إقامة مراكز للإيواء وكذلك تشجيع النساء والمجتمع المدني على الاستفادة من السياسة والوصول لمستقبل مشرق دون أي عنف.

هادجي أكدت إيمانها في الإعلام كوسيلة ومنصة لنقل الصعوبات إلى الخارج، متيقنة أيضا من دور شبكة عمان نت المجتمعية في رفع الوعي لدى المواطن وتغيير وجهة نظره، وأنها تعي الصعوبة البالغة لدى النساء في إعلان العقبات التي تصارعها.

في سياق متصل، تحدثت مديرة منظمة بلان إنترناشونال منى عباس خلال استضافتها براديو البلد عن دراسة تم إقامتها لرصد واقع التشريعات التي تعيشه المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في خمسة بلدان هي الأردن، لبنان، مصر، السودان وسوريا.

عباس لاحظت مصادقة تلك الدول الخمس على الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان والطفل والحقوق ضد أي تمييز، لكن القاسم المشترك الأكبر هو وجود ثغرات حقيقية في سن تشريعات تحمي المرأة وإجراءات صارمة تمنع الإعتداء عليها.

كذلك أكدت على جملة من المطالبات كان من أبرزها دعم المرأة ومساندة كل المؤسسات والجهات الوطنية والناشطات في مجال حقوق المرأة، وأن كلمة نسوية بحاجة للدفاع عنها وإزالة كل الصور التي تم شيطنتها بشكل غير عادل، كذلك أشارت إلى أهمية وضع حقوق المرأة في إطارها الأشمل وهو حقوق الإنسان.

وفي مواد أخرى يبثها الراديو خصت محورا للتحدث عن مدى التآكل البطيئ في مجال الصحة في الأردن، إذ قام راديو البلد باستضافة رئيس لجنة الصحة في المركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور إبراهيم البدور، وذلك لتقييم الوضع الصحي وعن دور وزارة الصحة في تقديم دور توعوي للمواطن فيما يتعلق بحقوقه الصحية، وكذلك البرامج المقترحة لتحسين الوضع الصحي.

أما في برنامج سيارة إف إم، فقد انفرد في محوره بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان باستضافة المنسق السابق لحقوق الإنسان برئاسة الوزراة باسل الطراونة، والذي تحدث بدوره عن معالجة الاختلالات الحاصلة في حقوق الإنسان بما يخص حقوق النقل، فعلى حد تعبيره، واجب الدولة وليس منتة منها أن تحرص على تحقيق كافة القضايا التي تنعكس إيجابا على واقع الحقوق سواء العاملين في قطاع النقل وكافة قطاعات الدولة.

نائب رئيس جمعية الحقوقين الأردنين نور الإمام تحدثت أيضا لراديو البلد عن هذا العام بوصفه استثنائي اختبَر الإنسان فيه ظروف مختلفة انتهكت حقوقه الأساسية، صيغت كمبررات من أجل حمايته ومنع انتشار الوباء، كذلك أشارت إلى أن الحق في الحياة أصبح مُبدّى على كافة الحقوق الأخرى، وأن الإجراءات في الأردن منذ بدء الجائحة أدت لانتهاكات في حقوق الإنسان، كان منها قانون وأوامر الدفاع التي قيَدت الحريات الأساسية للإنسان كالحق في التنقل، وكذلك القيود التي فرضت على الصحف وحرية التعبير وكذلك منع بعض القطاعات من العمل، مشيرة أن الحق في الصحة العامة لم يُنص عليه أصلا في الدستور الأردني.

 

 

ومن جانبها، أكدت مديرة راديو البلد عطاف الروضان أن تخصيص موجة مفتوحة مخصصة لليوم العالمي لحقوق الإنسان هو مشاركة في تعزيز الاحتفاء بهذا اليوم ومضامينه، وإيمانا منا بدورنا كمؤسسة إعلامية مجتمعية تضع معايير حقوق الإنسان على سلم أولوياتها، ليس على مستوى المضمون فحسب وإنما على مستوى التزامنا بدور الإعلام الأساسي بالتعريف ورفع الوعي بالمفاهيم الحقوقية الضرورية لتحسين حياة الناس وبث التغيير الإيجابي في المجتمع.

أضف تعليقك