عائلة في جرش تعيش ب40دينارا

الرابط المختصر

هذه قصة محزنة جديدة ، لشاب يعاني من الصرع الاكبر ، ويعيش في جرش في ظل ظروف صعبة للغاية ، وفي ظل معاناة ، من السمع ، وهو شاب في الثانية والعشرين من عمره ، انهكته الايام ، حتى بات اسيرا للمرض ، وحين يجول ببصره في الافق القريب او ذاك البعيد ، لايرى سوى ظلمانية تحيط بآماله ،

فلايتسلل الفجر الى حياته ، حتى لو واعده ذات موعد.قصة تلو اخرى ، وتتزايد الحالات ، التي تفقد الرعاية الطبية المناسبة ، او تحصل عليها في الحد الادنى ، وقد قيل مرارا ان هناك الاف الحالات التي بحاجة احيانا ، الى مايتجاوز الدواء ، عبر حاجتهم لاجهزة محددة ، تعينهم في حياتهم ، فيقال لك ان بعضها غير مهم ، وبعضها مرتفع الثمن ، وبعضها غير متوفر ، واذا تسللنا الى ملف الاحتياجات الاطفال من جهة اخرى ، تجد ماهو محزن ومثير حقا ، ولاانسى ذاك الطفل في حياتي قبل سبع سنوات ، الذي بقي يبحث عمن يؤمن له ثمن قرنية ، فلم يجد ، وتناقص بصره تدريجيا ، حتى فقده كليا ، وانضم الى اولئك الذين لايرون الا عبر بصيرتهم ، وهي مأساة حقا ، ان نسمح بتزايد سوء بعض الحالات يوما بعد يوم ، فتبتلع البيوت العتيقة خلف بواباتها ، قصص لاتروى ، وتفقد الوجوه كل ملامحها ، اذ كيف ستبقى ملامحها ، والرأس ثقيل بهمومه ، والقلب ، غائب في سيناء التيه البعيد.قصة رعد الذي يعيش في جرش تقول انه يعاني من الصرع الاكبر ويعاني دوما من التشنج والغثيان والدوخة ، فيسقط ارضا ، في اي مكان ، جراء شدة المرض ، وزيادة الشحنات العصبية ، وهو يتناول خمسة ادوية ، وفي حالات اكثر ، وحين تأتيه نوبة التشنج او الدوخة يسقط ارضا ، وقد يكون في بيته ، او يعبر الشارع في مرات ، او بعيدا عن اهله ، ولو كانت القصة قصة دوخة عابرة ، لكانت اكثر قبولا ، غير انها تأتي بلا موعد ، وفي اي مكان ، وهذا قد يؤدي لاسمح الله الى موته ، والصرع الاكبر ، سيئ المزاج ، حاد في قدومه ومغادرته ، ولايرحم ، وقد قيل فيه ماقيل ، غير ان الطب الحديث اكتشف ان هناك حلا لتنظيم الموجات الكهربائية ، وجهاز تنبيه العصب موجود ومتوفر ، الا ان التأمين الصحي لايوفره ، فكيف بحالة الشاب التي لم يتم فيها تجديد تأمينه الصحي اساسا.لايعمل الشاب ، وهو بلا حرفة او مهنة ، ويعيش في جرش التي غابت خلف الشمس ، وماغابت ، حين تأتي بأهلها لتسأل عن حق المريض في الحصول على علاجه ، في حالات كثيرة ، وحين يحتاج الشاب كما في استدعاء قدمته امه الى اعفاء من العلاج ، وحاجته ايضا الى بطارية اذان للسمع ، وهي حالة مؤسفة ، واذا كنا اليوم ، نسمع تعليقات البعض ان هناك حالات كثيرة ، فهذا يوجب الرد ، ليس عبر اليأس والاستسلام ، بل عبر الحرب على الفقر وتداعياته ، في غير مستوى ومكان.لايحصل الشاب على اية مساعدة مالية شهرية رغم استحقاقه ، ويعيش مع والدته التي تحصل على اربعين دينارا فقط ، كضمان اجتماعي من والده المتوفى ، ولعل السؤال..كيف تعيش الام وابنها المريض بأربعين دينار؟وهل مقاييس المساعدة ، تعد عادلة اليوم ، اذا كنا سنقول ان هناك ابنا او اكثر يعملون ، وعليهم واجب المساعدة ، والقائل ذاته يعرف ان لااحد قادرا اليوم على الوفاء بنصف التزاماته ، فكيف سيكون بعضهم قادرا على مساعدة اخيه ، في مثل هذه الحالة ، لتبدو الاسئلة تحمل ذات اجاباتها ، فمقاييس ومعايير المساعدات يجب ان تخضع لمراجعة جديدة ، من حيث قيمة المبلغ ، ومن حيث المعيار ، ومن حيث نوعيات الحالات التي تستحق المساعدة ، ومراجعة مثل هذا الملف ، امر حيوي ، حتى لانصحو ، وقد تضخم الفقر ، واصبح عملاقا كبيرا ، يقودنا ولانقوده.عنوان رعد وعائلته سيكون متاحا في حال الاتصال بالدستور ، هاتفيا ، او عبر الايميل ، ودورنا ينحصر فقط في تأمين العنوان لاي مهتم ، ولانتدخل من جانبنا في مجال المساعدات ، او ايصالها ، اكانت مالية او عينية ، ومثل رعد يستحق المساعدة ، والله عز وجل امرنا ان نفرج كروب الناس ، وان يبقى التراحم سيد الموقف ، بين الناس ، وقد قال رسول الله ان صدقة السر تطفئ غضب الله ، وهي دعوة مفتوحة للجميع لان نتذكر معا ، ان في اموالنا حقا للمحتاج والمريض والفقير واليتيم ، وان المال لاينقص ، حين نمد يد الدعم لمن كان محتاجا.تنام عيوننا ، وعين الله لاتنام ، عن كل مظلوم وفقير ومحتاج ويتيم ومريض ، تنام عيوننا ، وتغفو قلوبنا احيانا عمن حولنا ، غير ان عين الله لاتنام.