شئ لا يحتمل!

شئ لا يحتمل!
الرابط المختصر

اثناء التجول في منطقة الشيخ جراح في طريقي الى منطقة واد الجواز تلك الطريق التي كانت شاهدة على جولات طفولية عفوية، وفي لحظة عابرة لفت انتباهي لوحة عالية ضخمة وضعت على راس بناية وكانت فندق قديم كتبت عليها " القدس القابضة " تذكرت تلك الشركة التي اختفت على الانظار بصورة لم يرتاح له المقدسين، بعد ان بثت الامل في نفوس العشرات او لم نقل المئات منهم، بان هناك علق الكثير من الامال بان تتحسن حياتهم مع شركةالقدس القابضة،

والتي مثلت لهؤلاء طوق نجاه من الاوضاع المتردية للمدينة واهلها، ولكن كما ظهرت بصورة سريعة واختفت على الاقل هذا الشعور في الشارع المقدسي ( وكلي امل ان يكون هذا الشعور غير دقيق)، وهنا تذكرت ذلك اليوم في شهر تشرين اول عام 2010 حيث تم اعلان بحفل بهيج شارك به كل اصحاب البدلات الغالية من رجال الاعمال ومن يلف لفهم، في فندق الموفنيك برام الله، حينها اعلن وزير الاقتصاد حسن ابو لبده عن تخصيص الحكومة لرزمة من حوافز للاستثمار في القدس( طبعا لم يحدث أي شئ حتى الان، كما لم يعرف احد ما هي هذه الحوافز..!) حيث تم الاعلان عن اطلاق شركة القدس القابضة براسمال 20 مليون دولار،وبمشاركة صندوق الاستثمار الفلسطيني !! وتحدث المهندس مازن سنقرط رئيس هيئة مؤسسي الشركة، عن أهداف الشركة والقطاعات الاستثمارية التي ستستهدفها الشركة، موضحا أن الهدف الرئيس من وراء تأسيسها، يكمن في الاستثمار في مدينة القدس وضواحيها، وذلك في قطاعات العقارات، والخدمات والمنشآت السياحية، والتعليم، والصحة، والمشاريع الصناعية الصغيرة وتكنولوجيا المعلومات

وقال "إن رسالة الشركة تتمثّل في تعزيز الانتماء لمدينة القدس، وتسخير الجهود ورؤوس الأموال نحو تطوير وتنمية مدينة القدس، بالاستثمار الواعد لخدمة المدينة وتطويرها.."

في السابع والعشرين من شهر حزيران عام 2011 اعلن سنقرط في لقاء مع نادي الصحافة في القدس (طبعا ) عن حزمة من المشاريع انطلاقا من مشروع البازار في البلدة القديمة وصولا الى السوق الالكتروني مرورا بشركة تامين ومشاريع اسكان والكثير من الكلام الجميل الذي يسيل لها لعاب كل مقدسي لدرجة انه بدأ يحلم بغدا افضل مع القدس القابضة ليستيقظ على واقع مرير، ليبدو الحلم بعيدا لدرجة الاستحالة!!

اما رجل الاعمال النابلسي المعروف منيب المصري فانه اطلق مصطلح اثار الكثير من القال والقيل وهو " فلسطين بدون القدس كالراس بدون جسد" وتصريحات شاعرية اخرى حول حبه العميق للقدس، اضافة الى اطلاق وعود نارية حول المدينة واهمية الاستثمار فيها، ولكنه شخصيا لم يستثمر دولار واحد من ماله الخاص، وهو رجل الاعمال الناجح الذي يعرف كيف؟ ومتى؟ اين يستثمر ؟ بل انه في لقاء ما في القدس دعا المقدسين الى الاستثمار اولا ومن ثم ياتى دوره، وكانه لا يعلم الاوضاع في المدينة،وان اهل القدس الحقيقين المحبيين كما يقول المثل "على الحديده "، اما من يستخدمون القدس مطيه فان استثماراتهم ليست في المدينة بل في الخارج، فهناك اكثر امانا واكثر ربحا ..لا زلت اذكر كيف اعلن المصري بطريقته المعروفة، انه ينوى اقامة صندوق بعشرات الملايين من الدولار للاستثمار في القدس وكيف تشجع له الكثير من رجال الاعمال، وحتى هذه اللحظة بقيت النوايا نوايا في صدر اصحابها فقط، وخابت امال من خابت امالهم بيوم افضل مع المصري الذي انضم الى قائمة طويلة جدا من اشخاص تحدثوا عن القدس

ما علينا

المهم، قد يكون جميع من ذكروا سابقا صادقين في نواياهم وصادقين في اقوالهم، ونحن لا نشكك بذلك لا سمح الله، لكن ما تحتاجه القدس هو عمل سريع وفوري لايقاف التدهور المتسارع الذي يصيب جميع نواحي الحياة في المدينة، فلا يكفى ان نقول اننا نحب القدس، بل يجب ان نعمل لاثبات ذلك، فالجانب الاسرائيلي لا يقول انه يحب القدس، ولكن اعماله تثبت انه يحبها وبشدة ويحبها له فقط، ووفق رؤيته، اما نحن فلقد الفنا كتب وقصائد وعقدنا المؤتمرات، واطلاقنا التصريحات النارية، واعلانا عن مبادراتنا، وحلفنا بالقران والانجيل، اننا نحب القدس، واقسم بالانبياء والصالحين ! ولكننا لم نحافظ على عائلة واحدة في منزلها بالقدس، لم نتمكن من البقاء على مؤسسة واحد من خطر الاغلاق.. ولم .. ولم ..! ورغم ذكرنا نبقى نقول نحب القدس، السؤال أي قدس ؟!

وحديثنا مستمر

أضف تعليقك