سياسي : اكتساح " العمل الإسلامي" متوقع نظرا للبعد التاريخي للحزب

الرابط المختصر

ساعات قليلة، سيتم الإعلان عن النتائج النهائية لانتخابات المجلس النيابي العشرين، وسط آمال بأن يكون هذا المجلس مختلفا عن الدورات السابقة، نظرا لتنوع الأيديولوجيات التي يحملها المرشحون، مما قد ينعكس على القرارات والقوانين التي ستتم مناقشتها وتعديلها.

اللافت في النتائج الأولية هو فوز قائمة حزب جبهة العمل الإسلامي بالقائمة الوطنية العامة، بحصولها على 18 مقعدا من أصل 41 مخصصة للقوائم العامة، بعد أن حصدت 462 ألف صوت.

ويشير الحزب في بيان له إلى تقدمه في القوائم المحلية في عدة محافظات، وعلى رأسها العاصمة عمان، حيث ذكر أنه فاز بكافة مقاعد الكوتا.

نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 32.25%، حيث شارك فيها مليون و 638 ألفا و351 ناخبا من بين أكثر من 5 ملايين يحق لهم التصويت، بحسب الهيئة المستقلة للانتخاب.

ووفقا لما أعلن رئيس الهيئة موسى المعايطة، فإن ارتفاع نسبة المشاركة مقارنة بالدورة السابقة بزيادة قدرها 250 ألفا و640 صوتا.

 

تاريخ " العمل الإسلامي" 

يعد حزب جبهة العمل الإسلامي واحدا من أكبر الأحزاب الأردنية المعارضة وأكثرها تأثيرا من حيث عدد الأعضاء، وينظر إليه على أنه الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وفقا لمركز العربية للدراسات. 

وحصل الحزب على 6 مقاعد في الانتخابات النيابية لعام 2007، فيما كان قد حقق 17 مقعدا في الدورة البرلمانية 2003 ـ2007.

يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور بدر ماضي أن هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها بوجود نظام التصويت الذي يشمل القائمة المحلية والقائمة الحزبية على مستوى الوطن، ورغم ذلك يعتبر ماضي أن الانتخابات ما زالت تحمل طابعا تقليديا، حيث كان للجغرافيا، العائلات، النسيج الاجتماعي، والعشائرية دور بارز، مع وجود بعض الدوائر التي شهدت تنافسا سياسيا متوقعا.

ويشير ماضي إلى أن اكتساح حزب جبهة العمل الإسلامي، وفقا للنتائج الأولية غير الرسمية، كان متوقعا، ولكنه كان يعتقد أن بعض الأحزاب الوسطية أو التاريخية قد تنافس الحزب بقوة، إلا أن الناخبين كان لهم رأي مختلف لأسباب داخلية وإقليمية، حيث شهدنا تصويتا قويا لصالح حزب جبهة العمل في مختلف المناطق، من الشمال إلى الجنوب.

ويوضح أن العوامل الداخلية لعبت دورا كبيرا في نجاح الحزب، نظرا لتاريخه الطويل ووجوده المؤثر في مجالات متعددة مثل التربية وغيرها، بالإضافة إلى الاحترام الكبير الذي ما زال يتمتع به بعض أعضائه في الشارع الأردني.

ورغم أن العوامل الإقليمية كان لها دور محدود، إلا أن التأثير الداخلي كان أكثر حسما في نتائج الانتخابات، فوجود حزب جبهة العمل الإسلامي على الساحة السياسية لسنوات طويلة أسهم في بناء ثقة مستمرة بين الحزب والناس، خاصة في ظل غياب الأحزاب التاريخية الأخرى مثل الأحزاب اليسارية أو الوطنية الوسطية، التي لم تستطع منافسة الحزب في العديد من الدوائر، بحسب ماضي.

 

فرصة أقوى للنساء

من الشخصيات التي دعمها الإسلاميون للوصول إلى مجلس النواب، موسى الوحش، صالح العرموطي، وناصر نواصره، إضافة إلى السيدات مثل الدكتورة ديمة طهبوب، الدكتورة حياة المسيمي، والدكتورة هدى العتوم، بالإضافة إلى وجوه نسائية جديدة تترشحن لأول مرة، حيث حققن نجاحا ملحوظا، بفضل الكوتا النسائية التي مكنت على الأقل ثلاث سيدات من الفوز، إلى جانب مقعدين على الأقل للشركس، وفوز المرشح المسيحي الوحيد ضمن قوائم الإسلاميين، جهاد مدانات.

توضح الأمينة العامة لتجمع لجان المرأة الوطني، الدكتورة ربى مطارنة، أنه  منذ أكثر من عام، عملنا في تجمع لجان المرأة بشكل مكثف على برامج التوعية، وتمكنا من تحقيق هذا الاستحقاق الدستوري عبر إجراء الانتخابات والوصول إلى النسبة التي تم تحقيقها.

وتشير مطارنة إلى أن التعديلات على القانون كانت من أبرز العوامل المؤثرة في زيادة فرص النساء في هذه الانتخابات، حيث زاد عدد المقاعد من 15 إلى 18 مقعدا، وقد كان لنا دور كبير في برامج التوعية والتدريب للمرشحات.

وتضيف الى أن القراءات الأولية تبين أن 53% من المقترعين كانوا من النساء، وفقا لإحصائيات الهيئة المستقلة للانتخاب، مع نسبة 20% من المرشحات على الدوائر المحلية و27% على الدوائر العامة ، وقد شاركت 870 امرأة في الكوتا، بينما تنافست 25 امرأة على مقاعد خارج الكوتا.

هذه الزيادة في نسبة تصويت النساء جاءت نتيجة التعديلات على قوانين الأحزاب والانتخابات، مما سمح لهن بالتواجد في الكتل دون التنافس المباشر مع الرجال، باستثناء نظام الكوتا، هذا التغيير أتاح للنساء القويات فرصة أفضل للتنافس ضمن تلك الكتل، وهو ما انعكس إيجابا على الأرقام، بحسب مطارنة.

هذا وأغلقت صناديق الاقتراع عند السابعة من مساء الثلاثاء، دون أي تمديد، وفقا لقانون الانتخاب لمجلس النواب رقم 4 لسنة 2022، على أن تعلن النتائج خلال 48 ساعة، حيث  شارك في الانتخابات 1634 مرشحا ومرشحة للدوائر المحلية والعامة.

أضف تعليقك