"سليم" فيلم رسوم متحركة يتناول الصحة النفسية للأطفال للمرة الأولى

الرابط المختصر

لأول مرة في تاريخ السينما الأردنية، يستعرض فيلم "سليم" موضوعا حساسا يتعلق بالصحة النفسية للأطفال، وذلك بعد مدة  استمرت لخمس سنوات من الجهد الدؤوب والعمل المتواصل من قبل  فريق الإنتاج، ليقدم للجمهور عملا فنيا طويلا، وهو الأول من نوعه  في المملكة، يهتم بالجوانب النفسية للأطفال.

الفيلم، الذي يعرض حاليا في  جميع دور السينما بالمملكة، يسرد قصة مؤثرة عن الطفل يدعى "سليم" في التاسعة من عمره،  يفقد والده، ويضطر للهروب مع والدته وأخيه، وأخته، من مدينتهم، التي مزقتها الحرب. 

وفي مجريات الأحدث يبدأ "سليم" في تحديات مثيرة ومغامرات تجذب الأطفال بفضل، الحركة، والصوت ،والموسيقى، إلى عالم من الخيال. 

تم إنتاج "سليم"، شركة "ديجيتيلز" Digitales للمخرجة الأردنية، سنثيا مدانات شرايحة، والمنتج المنفذ الأردني، شادي شرايحة، حيث شارك في صنع الفيلم أكثر من 100 فنان وفنانة من الأردن، ومن دول أخرى.

وفي تصريحات للمخرجة سنثيا تؤكد أن فيلم "سليم" "يحمل في طياته قصة أمل وشفاء وصمود لكل من تعرض لفقد أو تجارب مؤسفة من الأطفال نتيجة للحروب والكوارث لا سيما اللاجئين منهم، لافتة إلى الظروف المأساوية التي يتعرض لها أطفال غزة الأن".

وعملت المخرجة على تضمين سرد قصص تحمل مضامين تربوية ايجابية بأسلوبية البعدين ضمن سياقات الفيلم لإيصال الرسائل التوجيهية للأطفال بطريقة محببة.

 

الفيلم يعكس واقع مجتمعنا

مخرجة فنية ومساعدة مخرجة للفيلم " سليم" ومن ضمن فريق كتاب النص مجد مطالقة تشير إلى أن عملية إنتاج الفيلم استمرت لمدة 5 أعوام، مرجعة ذلك إلى مرور الفريق بعدة مراحل لتحقيق الأهداف المطلوبة من إنتاج الفيلم، نظرا للتركيز على جانب الصحة النفسية للأطفال في سياق رسوم متحركة، حيث يتطلب الفيلم عرضا سريعا لتقديم صور ثنائية البعد أو ثلاثية الأبعاد.

تبرز قصة الفيلم كقصة عربية تعكس واقع مجتمعنا وثقافتنا، خاصة مع تجسيد الصعوبات التي يواجهها الكثيرون والذين اضطروا لترك بلدهم واللجوء الى الاردن، يمتزج الفيلم بين قضايا الصحة النفسية للأطفال والترفيه معا، وتقدم قصة سليم كمغامرة مليئة بالإثارة، بحسب مطالقة.

تظهر الإحصاءات أن هناك 3.8 مليون طفل دون سن 18 في الأردن أي ما يزيد عن 40 % من السكان، ومن بين هؤلاء، ما يقرب من 30 % من غير الأردنيين بما في ذلك العديد من اللاجئين من البلدان المجاورة، بحسب تقديرات اليونيسيف.

من خلال الرسوم المتحركة، توضح مطالقة، بأن الفيلم  ينقل الاطفال الى عالم خيالي، يساعدهم في تجاوز الصعاب ويعزز الامل بعد الحروب، حيث يعالج العمل آثار ما بعد الصدمة، مشيرة إلى أنه تم التعاون مع فريق من الأطباء النفسيين، لإيصال هذه الفكرة للجمهور من خلال عرض الفيلم.

كما ان القصة فيها توعية للمجتمع بشكل عام حيث يسلط الضوء على قضايا التوعية المجتمعية حول تحديات الأطفال اللاجئين، ويتم ذلك بشكل ترفيهي يجمع بين التسلية والتوعية، وفقا للمطالقة.

شخصية " سليم"

بعد أن تم اختياره لتجسيد شخصية "سليم" في الفيلم، شارك أسامة الحرحشي، الممثل المتحمس، تجربته وتحدياته في تقديم هذا الدور الذي كان يشكل تحديا كبيرا بالنسبة له، خاصة مع صغر سنه في ذلك الوقت والخبرة المحدودة في مجال التمثيل.

يوضح الحرحشي، أنه من خلال عمله المتواصل بالتعاون مع الفريق العمل، واللقاءات المتعددة  والدراسة المعمقة للنصوص قبل التسجيل، بالاضافة الى التمرين الجاد على تجسيد مشاهد متنوعة من الفيلم، ساعدته في تجاوز التحديات. 

وعندما كان يواجه الحرحشي نصوصا معقدة، يقوم بتحليلها بشكل دقيق وشرح أعماقها، مما ساهم في تعميق وتأثير شخصية "سليم" على الجمهور بشكل فعال، على حد قوله.

وكان فيلم "سليم" قد شارك في المنافسة في مهرجان آنسي الدولي للأفلام التحريكية الذي يعد من أكبر مهرجانات الرسوم المتحركة بالعالم، ويقام بمدينة أنسي بفرنسا، كما عرض أخيرا في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الثالثة في جدة السعودية.

 

"حياة عيلتنا"

ومن الأعمال التي قام بها ايضا المنتجين شادي شرايحة وسينثيا مدانات شرايحة، "حياة عيلتنا" الذي عرض على قناة رؤيا ضمن ساعة كوميديا في رمضان 2020 برنامج اجتماعي وأسري يتناول العلاقات داخل الأسرة والمجتمع تحت عنوان حياة عيلتنا. 

"حياة عيلتنا" هي تجربة فريدة من نوعها؛ وسيلة ترفيه وتثقيف في الوقت نفسه، هدفها تنميّة الأسرة والحياة العائلية بطريقة سليمة عبر قناة على يوتيوب تقدّم سلسلة: "عيلة أبو سند" وعبر موقع حياة عيلتنا الذي يُعنى أيضاً بأمور العائلة والتربية، حيث يشارككم فريق العمل بخبراتهم ومحاولاتهم، بنجاحاتهم وتحدّياتهم كآباء وأمهات ليساعدوكم ويشجّعوكم بأن تكونوا أفضل أهل لأولادكم. 

وتم إطلاق "حياة عيلتنا" بواسطة "قصص للتصميم والمحتوى الرقمي Digitales Media"، وهي شركة محتوى رقمي ورسوم متحركة تهدف إلى إنشاء محتوى إبداعي وفريد ​​وقيِّم باللغة العربية، ويُترجم المحتوى باللغة الإنجليزية، وأحياناً هناك بعض الفيديوهات المترجمة إلى التركي والكوري.