رواية أحد شهود العيان على استشهاد القاضي زعيتر لـ"عمان نت"
محمد زيد، أحد شهود العيان الذين كانوا في الحافلة التي تقل القاضي الأردني الشهيد رائد زعيتر، يروي تفاصيل ما جرى أمام عينه في معبر الكرامة.
يقول محمد في مقابلة مع "عمان نت"، إن القاضي زعيتر كان يجلس قرب أحد الركاب بعد أن بادره بتحية الصباح وعبارات مقتضبة عن الأحوال عند انطلاق الحافلة الساعة السابعة من صباح الاثنين.
"وكان القاضي صامتا حيث لم يتحدث كثيرا مع الرجل بجانبه، إلا انه كان باديا على شخصه الرقي والهدوء والوقار"، بحسب محمد.
ويضيف "عند أول استراحة إسرائيلية كنت أقف عند الباب الخلفي للحافلة، وكان الشهيد يقف عند الباب الأمامي، حيث سمعت صوت شجار مع الجنود الإسرائيليين والشهيد، دون أن أعرف من بدأ بالشجار".
"وشاهدت الجنود يضربون الشهيد بالأرجل وألقوه أرضا، وكنت داخل الحافلة لحظتها، وعند التدقيق شاهدت الشهيد رائد وكان على الأرض، واستمر الجنود بضربه حتى تمكن من الوقوف للحظات على قدميه وكان يشير بيديه، وسمعته يقول: أنا قاض".
ويتابع "أطلق الجنود رصاصة على رجله وأصابته، واستمروا بضربه حتى تمكن من السير والتقدم نحوهم وهو يصرخ حتى قام الجنود بإطلاق الرصاص على جسمه وظل ملقى على الأرض حتى وصل الإسعاف بعد مرور نصف ساعة، حاول إسعافه إلا أنه كان متوفيا"
"بعد الحادث عمل الجنود الإسرائيليون على السيطرة على الوضع وأنزلونا من الحافلة، وطلبوا أن نتعرف على حقائبنا، وكنت أنا وفتاة من الخليل، وبقيت حقائب تعود للشهيد القاضي رائد ربما كانت حقيبتان أو 3 حقائب ذات حجم كبير".
"وبعدها صعد إلى الحافلة جندي إسرائيلي وطلب منا ألا نخاف في حال سمعنا صوت انفجار لأنهم قاموا بإحضار خبير متفجرات من لتفجير الحقائب وتم تفجيرها بالفعل لكن لم نسمع صوت انفجار"
ويقول الشاهد "تم طلب حافلة أخرى من الأردن لتفتيش حافلتنا، وغادرنا مكان الحادث برفقة دوريتين إسرائيليتين، وتم استجوابنا من قبل المخابرات الإسرائيلية، وتراوح التحقيق ما بين الساعة والساعة والنصف وكانت الأسئلة تدور حول سبب الحضور.
ويشير إلى أن الشهيد القاضي رائد كان حاله كحال أي مسافر ولم يكن باديا عليه أي شئ"
ويختتم الشاهد محمد روايته بمقابلة السفير الأردني وتزويده بشهادته، إضافة لعدد من المنظمات الحقوقية.