رمضان فرصة لتخفيف الوزن.. وتحذير من استخدام الأدوية العشبية للتنحيف
بعد أن وصلت هالة إلى وزن تجاوز الـ 80 كيلو جرام، قررت أن تلجأ إلى الخلطات الشعبية بهدف الحصول على جسم مثالي بطريقة أسرع، مقارنة مع ممارسة الرياضة أو اتباع نظام غذائي صحي، دون إدراكها مدى الآثار الجانبية التي قد تنعكس على صحتها، بحسب تحذيرات العديد من المختصين.
وتقول الثلاثينية هالة بأنه بعد استخدامها للخلطات المصنوعة من الأعشاب، والتي تقوم بشرائها دون مراجعة المختصين عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، أصبحت تشعر بالعديد من الأعراض لعل أبرزها العطش الشديد وانسداد بالشهية، وأصبح وزنها يتناقص بمعدل 2 كيلو غرام خلال الأسبوع الواحد، حتى وصلت إلى الوزن الذي تريده.
إلا أن ما لفت نظر هالة هو أنه بعد التوقف عن استخدام هذه الأصناف للتنحيف، عودة وزنها كما كان عليه في السابق، بالإضافة إلى فتح شهيتها بصورة غير طبيعية، دون تحقيق النتائج التي كانت ترغب بها .
يرى خبراء بأن الوصول إلى الجسم المثالي ليس هوس هالة وحسب وإنما العديد من الأشخاص سواء كانوا ذكورا أو إناثا أصبح لديهم الرغبة إلى الوصول للأجسام النحيفة وبناء عضلات أجسامهم، الأمر الذي يدفعهم إلى استخدام الخلطات العشبية المضرة لتحقيق الوصول إلى ذلك بشكل أسرع.
رئيسة جمعية الغذاء والتغذية وخبيره ومدربة في مجال التغذية العلاجية المهندسة فادية عيد تحذر من تناول الأدوية العشبية، لاحتوائها على مادة مضرة تضاف إليها لتسريع عملية إنزال الوزن، حيث أثبتت ضررها الكبير على القلب وقد تؤدي إلى الوفاة.
وتشدد عيد على ضرورة عدم اتباع البرامج الغذائية الصحية لغايات التنحيف التي يتم ترويجها عبر شبكات التواصل الاجتماعي باعتبارها غير دقيقة وعلمية، مشيرة إلى أن استخدامها دون الرجوع إلى الطبيب المختص يعرض صحة الأفراد إلى خطر.
العديد من الدراسات العلمية تبين أن نزول الوزن بشكل سريع يسبب العديد من الإشكاليات الصحية على العكس من نزول الوزن بشكل منطقي، وان كانت هناك بعض الحالات من الوزن الزائد تحتاج إلى تدخل دوائي، ولكن من يقرر ذلك هو الطبيب المختص بحسب عيد.
كما تعد هذه الخلطات مجهولة المصدر، ومن أبرز اشكالياتها سوء التخزين، وتتعارض هذه الخلطات مع الأدوية، وقد تستخدم فيها مواد كيميائية، وغير مصرحة من قبل مؤسسة الغذاء والدواء.
من ناحيتها، جددت مؤسسة الغذاء والدواء تحذيراتها على ضرورة عدم استخدام أدوات التنحيف والمكملات الغذائية والعشبية بهدف إنقاص الوزن والوصول واستمرارا للحملة التوعوية، الاستخدام الآمن للأدوية والمكملات الغذائية أو العشبية لغايات التنحيف والتي أطلقتها المؤسسة مؤخرا.
وأكدت المؤسسة أن أدوية التنحيف والمكملات الغذائية أو العشبية لا تعتبر الحل الأمثل لإنقاص الوزن وعلاج السمنة مشيرة أن ذلك يتطلب بروتوكولات يجب اتباعها بناء على المراجع العلمية وحسب حالة السمنة والحالة الصحية.
وترى الحل الأمثل لإنقاص الوزن وعلاج السمنة هو اتباع نمط غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام والعلاج السلوكي والدعم النفسي لمن يعانون من السمنة لضمان التزامهم بالنظام الغذائي الصحي خلال وحتى بعد فقدانهم للوزن الزائد واستخدام الأدوية الصيدلانية المسجلة والمجازة لدى المؤسسة أصوليا والتي يتم شراؤها من منشآت موثوقة ومعتمدة.
رمضان فرصة لإنقاص الوزن
خبراء تغذية يعتبرون شهر رمضان، لأنه يتطلب الصيام عن الطعام والشراب لساعات طويلة في اليوم، فرصة مثالية لإنقاص الوزن بشكل أسرع ولكن مع ضرورة اتباع شروط معينة ونصائح محددة في كيفية تقسيم الوجبات والاطعمة، ولذلك يمكن استغلال هذه الفترة للتنحيف وتحسين الصحة بدلا من استخدام الأدوية والخلطات العشبية، رغم اعتبار البعض بأن رمضان قد يعيق نظامهم الغذائي نظرا لتغيير العديد من العادات وكثرة الاطعمة المختلفة والحلويات.
وللحصول على الفوائد الصحية الكاملة تؤكد خبيرة التغذية عيد على ضرورة الانتباه إلى بعض النقاط الهامة منها تناول وجبة السحور، والحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل معتدل ومناسب خاصة خلال فترة الصيام.
كما يجب تجنب الطعام الثقيل والدهني والمقلي، والتركيز بدلا من ذلك على تناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة للجسم، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحي، مثل الدجاج والأسماك والبقوليات والحبوب الكاملة، ومن المهم أيضا شرب الكثير من الماء للحفاظ على الترطيب وتجنب الجفاف خلال فترة الصيام.
ومن الناحية العلمية، يفسر المختصين التنحيف خلال شهر رمضان، عندما يصوم الشخص، يقوم جسمه بتحويل الجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات إلى طاقة، مما يسبب نقص في السكر في الدم. وبدلا من ذلك، يستخدم الجسم الدهون كمصدر طاقة بديل، مما يؤدي إلى خفض الوزن.