رد إيراني يفتقد إلى المعايير العسكرية... ماذا حقق؟
شهدت سماء المملكة ليلة الأحد، عشرات من الطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقتها إيران باتجاه أهداف إسرائيلية، وذلك ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مع بداية شهر نيسان الحالي، مما أثار توترات أمنية وقلقا متزايدا في المنطقة حول التداعيات المحتملة لذلك.
في ظل هذه التطورات العسكرية، حثت الحكومة مختلف الأطراف على ضبط النفس والتعامل بانضباط ومسؤولية مع التوترات التي تمر بها المنطقة وعدم الانجرار نحو أي تصعيد ستكون له بلا شك مآلات خطيرة، مشددة على ضرورة خفض التصعيد وأن تتصرف الأطراف كافة بمسؤولية وتمارس أقصى درجات ضبط النفس وتتعامل بجدية ومسؤولية مع مخاطر التصعيد الإقليمي وتداعياته الكبيرة والخطيرة على الأمن والسلم الدوليين.
وكانت قررت قد وأعادت هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني فتح المجال الجوي أمام حركة الطيران بعد تعليقها له لساعات قبيل إطلاق الصواريخ والمسيرات كإجراء احترازي بسبب التوترات الإقليمية في المنطقة.
ويرى الخبير العسكري والمحلل السياسي الدكتور نضال أبو زيد أن هذا الإجراء اعتيادي من قبل الجانب الأردني وضروري لحفظ سيادة الدولة وأمنها الجوي.
رد إيراني باهت
قالت إيران إن نصف الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل خلال الليلة الماضية أصابت أهدافها بنجاح، وتمكنت من عبور الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مما أدى إلى تدمير موقعين عسكريين إسرائيليين مهمين، في المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض 99% من الطائرات المسيرة والصواريخ التي كانت تستهدف إسرائيل، معتبرا ذلك بأنه "إنجاز إستراتيجي مهم".
أبو زيد يرى أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي كان باهتا وغير مؤثر، حيث لم يحمل عنصر المفاجأة، وفقا للمعايير العسكرية، ولم يرتق إلى مستوى التهديدات والتحذيرات التي أطلقتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران، نظرا لقدرة الجانب الإسرائيلي على رصد وتتبع الطائرات المسيرة منذ خروجها مما أدى في النهاية إلى إسقاطها.
من الواضح أن الضربة الإيرانية لم تكن محسوبة بشكل صحيح، سواء من حيث التوقيت أو الموقع أو الطريقة، بالإضافة إلى ذلك، أنها أعطت زخما إلى الحكومة الإسرائيلية، التي كانت تتجه نحو إعلان هزيمة في قطاع غزة، وفقا لأبو زيد.
مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي، الصحفي داود كتاب يشير إلى أن إيران وإسرائيل لا يرغبان بوقوع حرب إقليمية مدمرة لطرفين، ولكن هي بمثابة رسالة ردع على ما حدث.
ويضيف كتاب إلى أن هناك فسحة ضيقة من الوقت الذي يمكن فيه التحرك عالميا لوقف إطلاق نار إقليمي، وأنه آن الأوان لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة حسب قرار مجلس الأمن، وأن الأجواء مناسبة لحل القضية الفلسطينية.
مخزون إيران من الصواريخ
بعد تصدي الجانب الإسرائيلي للصواريخ المسيرة الإيرانية، سقطت بعض أجزاء منها في مناطق من المملكة دون وقوع إصابات أو خسائر، حيث تداول العديد من المواطنين صورا وفيديوهات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لبعض من الأجزاء المحطمة، وسط إجراءات أمنية لحفظ سلامة المواطنين.
يشير أبو زيد إلى أن إيران استخدمت طائرات من طراز "مهاجر 10" وهي طائرات بعيدة المدى قادرة على التحليق بمسافة تقارب ال 2000 كيلو متر، وتعتمد بشكل رئيسي على الطاقة المتجددة في عمليات تحليقها، مما يجعل من الصعب إيقافها، كما أنها محملة بالذخيرة، وأي تشويش إلكتروني قد يتسبب في سقوط هذه الذخيرة في أي مكان، مما يمثل خطورة محتملة.
ويوضح أبو زيد أن إيران تمتلك أكبر ترسانة باليستية في المنطقة، وتشمل عائلة صواريخ "شهاب"، ومن بينها صاروخ صاروخ شهاب 10، الذي تم تطويره محليا ويحمل رؤوسا متفجرة ويعتمد على الوقود الصلب، مما يقتصر طيرانه على مسافات غير بعيدة جدا، ولا يمكن اعتباره صاروخا عابرا للقارات.
أما الصواريخ الباليستية لا تعتمد على المدى الطويل، وإنما إلى النقطة البعيدة بعد دخولها في طبقات الهواء ومن ثم يسقط بشكل عمودي، وليس طيران أفقي لمسافات طويلة، مما يجعلها موضع خطر كبير، بحسب أبو زيد.
بحسب وزارة الدفاع الإيرانية، تتمتع الطائرات من نوع مهاجر 10، بقدرة على التحليق لمدة تصل إلى 24 ساعة على ارتفاع يصل إلى 7 آلاف متر، وبسرعة 210 كيلومترات، كما أنها قادرة على تنفيذ العمليات في مدى يصل إلى ألفي كيلومتر، وتعتبر هذه المسيرات هي النسخة المتطورة من مسيرة "مهاجر 6" وقادرة على حمل القنابل ومجهزة بمعدات الحرب الإلكترونية ورصد المعلومات...