رافة باهل القدس !
بكت بحرقة المظلومة.. صرخت صرخة االمحرومة، ولكن هذا لم يشفع لها عندما اخبرها الموظف الخليجي في مطار الملكة علياء الاردني انه لا يسمح لها بالسفر لرؤية اهلها وامها التي تحتضر ، نادت العروبة التي يتغنى بها العرب ، لم تجد مجيبا ، هتفت باي ذنب اعقاب، الاننى مقدسية ..! فوجدت اذانا صماء وعيون شاردة وقلوب متحجرة..... فاكتفت بالقول حسبان الله ونعم الوكيل وافلت عائدة وهي تجر اذيال الخيبة والقهر ولسان حالها يقول ، كيف يمكن لدولة عربية ان تحرم مقدسي من دخول اراضيها فقط لانه لا يحمل رقما وطنيا يثبت انه اردني ..! هل المقدسي هو ارهابي وكتب عليه ابناء جلدته من العرب ان يتعفن وان يموت قهرا بحجة دعم الصمود وهم لا يعرفون بذلك ان النتيجة بالتاكيد لن تكون دعما لاي صمود ..!
ما علينا
المهم ، ان هذه السيدة المقدسية ليس فريدة من نوعها بل هي مثل الالاف من المقدسين والمقدسيات الذين يعيشون ماساة حقيقية لا حل لها ، او لا يريد احدا ان يحلها ..!! قد يكون السبب لان المقدسين وسكان المدينة لا يصرخون ولا يوجهون رسائل ولا يتحدثون في الفضائيات من اجل شرح واقعهم الاليم ، مطالبين البت في القضية لمرة واحدة والى الابد ، فاما ان يعترف بهم كمواطينين اردنين كاملي الحقوق او ان يتم اعلان انهم ليسوا كذلك ، وعندها يقرر المقدسيون بصوة جماعية الخطوة التالية..
لانه لا يعقل يا جماعة ان يتم السماح لسيدة مقدسية من الدخول الى سوريا على سبيل المثال ولا يسمح لابناءها الصغار من ذلك بحجة ان الابناء لا يحملون ارقاما وطنية اردنية ..!! باي حق لا تسمح قطر (التي تصرف الملايين بحجة دعم المقدسين ) للاطفال من ابناء القدس من الدخول الى ارضيها بحجة انهمم ليسوا اردينين . اذن من هم ...!! هل هم " بدون " القرن والواحد والعشرين ؟! ام هم اجانب وليسوا عربا اقحاحا ؟! فهم لا يستطيعون الحصول على جوازات سفر فلسطينية ولا يستطيعون الحصول على جوازات سفر اردنية كمواطينين بسبب ما يسمى فك الارتباط ( الذي شتت العباد وهدم العائلات وكسر القلوب )، لم يبقى امامهم الا الحصول على الجواز السفر الاسرائيلي عندها بالتاكيد سوف يجدون ابواب الدوحة مشرعة لهم على مصرعيها مع ابتسامة عريضة من الموظف الذي طردهم قبل فترة شر طردة ..!!
اعتقد انه حان الوقت الذي يتم فيه وضع حد لهذه الماساة التي لا معنى لها لاكثر من مئتى الف شخص من سكان القدس ـ لان من الافضل للعرب الاستثمار بالبشر وليس بالحجر الذي اصبح مهودا بالتاكيد .. ان مساعدة المقدسين في حل هذه المصيبة هو واجب وطني لا يقل اهمية من دعم ما يسمى بصمودهم ...!! هل منع المقدسي من الحياة ومن التنقل تساعد في الصمود ؟! هل اعادة الجنسية الاردينة الى المقدسي تعنى نهاية القدس ونهاية القضية ..؟! بل على العكس من ذلك تمام ان هذه الخطوة من شانها ان تعزز الصمود، فكل الارقام الحقيقية التي تملكها الجهات الرسمية تثبت بشكل قاطع ان عدد المقدسين الذين خرجوا من القدس ولم يعودوا اليها ضئيل للغاية ولا يمكن مقارنته مع نسبة العائدين ...!!
يجب ان يعلم الجميع والفاصي والداني ان المقدسي لا يمكنه باي حال من الاحوال وهما كانت المغريات المالية والحياتية ان يستغنى عن القدس واقصها وهواءها وتاريخها وازقتها وحاراتها انه يا جماعة هو المستحيل بعينه ..!!
انها دعوا لكل الاطراف ان يترافوا باهل بيت المقدس ، و لا تكون اداة قهر اخرى عليهم فحياتهم لا تتحمل هذا القهر القادم من الشقيق العربي والذي هو تؤم الروح ....
انها دعوة من قلب يقطر دما وحزنا ، على واقع يعيشه لوحده يواجه فيه مصاعب لا يمكن للجبال تحملها ، فكل ما يريدوه هذا المقدسي وتلك المقدسية هو شيئ من التقدير، وبعض الحقوق ليس الا ، اما بخصوص الصمود فالصمود هو الاسم الثاني للمقدسي ....
وللحديث بقية