دراسة أممية: الأردن أغنى الدول العربية في رأس المال الفكري
بينت أحدث الدراسات التي نفذتها الأمم المتحدة أن الأردن في مقدمة الدول العربية الغنية برأس المال الفكري، تلتها تونس ومن ثم مصر، والأفقر في هذا الجانب كانت دول الخليج بحسب رئيس قسم نظم المعلومات في جامعة الزيتونة الدكتور سعد ياسين.
وقال ياسين، في محاضرة ألقاها أول من أمس في الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة تحت عنوان إدارة المعرفة، إن "هناك عقولا أردنية ومن المنزل وبملابس النوم تصنع برمجيات لشركات في أميركا وبريطانيا، وأهم قطاع ينمو في الأردن هو قطاع التكنولوجيا والاتصالات والبرمجيات، مبينا أنه "لولا عقدة الخواجا لدى دول عربية لاستفادت من هذا القطاع وحقق في الأردن قفزات كبيرة".
وعرف المحاضر إدارة المعرفة بأنها النشاط الذي يهتم بدراسة رأس المال الفكري على مستوى شخصي ووطني وقومي وتبنى عليه الاستراتيجيات الوطنية، وهي تعبير عن تغييرات تاريخية واجتماعية.
وقال إن معظم علوم العصر الحديث انجلو- سكسونية (أنتجت وتطورت في الغرب) ونحن في الشرق مستهلكون، لكن إدارة المعرفة كعلم ومنتج فكري جاء من الشرق ورواده اليابان، واختطفته الإدارة الانجلو-سكسونية وطورته.
وتحدث الدكتور سعد عن المعيقات التي تواجه برامج إدارة المعرفة في العالم العربي فقال "تعاملنا مع هذا الحقل كتعاملنا مع باقي حقول المعرفة الجديدة ونلهث وراءها كأي صيحة أزياء جديدة ويخف حماسنا ولا نحقق في النهاية إلا المسميات، وعندنا مجموعتان من الدول العربية النفطية الغنية والغنية برأسمال معرفي، ونحن بحاجة إلى معرفة عربية بإدارة المعرفة".
وقال "إن التحديات التي تواجه مشروع إدارة المعرفة عربيا تتمثل في ضعف ثقافة المشاركة في المعرفة وسيطرة اللفظ وتحليقه بعيدا عن المعنى، وإشكالية الخطاب التعليمي الأكاديمي، وسيطرة القياس والتعامل مع العلوم الإنسانية والتطبيقية بأسلوب توليد النصوص من النصوص، وهذا يؤدي إلى تكرار وغياب الابتكار ومشكلة العقل الشفوي، فمعظم ثرواتنا الفكرية ضاعت بسبب عدم التوثيق والخبرات العربية في المواقع المختلفة بمجرد أن تصل إلى سن التقاعد تنتهي علاقتها مع المؤسسة، في حين أن اليابان لا تتخلى عن رأس المال الإنساني وهذا أحد أسرار المعجزة الإنسانية اليابانية.
ونوه ياسين أن لدينا في العالم العربي خللا في إدارة واستثمار رأس المال الإنساني واقتناص العقول الجدية وإدارة المواهب".
وفي مداخلة له، أشار نائب رئيس الجمعية الدكتور وليد الترك العميد الأسبق لكلية الصيدلة في الجامعة الأردنية إلى أنه خلال 20 سنة حولنا منهجية التعليم من هدف تنمية العقل التحليلي إلى منهجية الحفظ والتلقين، والغرب يهتم أكثر بالبحث والتطوير ونحن حولناه إلى أستذة وظيفية تمهد للتقاعد".