خسرنا معركة ولم نخسر حرب!

خسرنا معركة ولم نخسر حرب!
الرابط المختصر

بطريق الصدفة واثناء عملية التنقل بين المحطات الفضائية بحثا عن شئ يثير الاهتمام خاصة وان هذه الفضائيات على كثرتها لا تغنى عن شئ ، فهي اما دينية ( وهي الاغلبية) او اخبارية او غنائية فضائحية وجميع هذه القنوات تبحث عن الاثارة من اجل اقناع المشاهد عدم الضغط على الرموت!!

اثناء عملية البحث توقفت عند التلفزيون الاردني في برنامج عن يوم الجيش ، وعن طريق الصدفة ايضا كان اول كلمة سمعتها في البرنامج كانت القدس عندها قررت الابقاء على هذه المحطة لمعرفة عن ماذا يتحدثون؟! فهم يتحدثون عن القدس الغالية! وعن حارات القدس وعن ازقتها ، وفاسترقت السمع لفترة ما قبل ان تغير المحطة ،ولكن الحديث عن شيقا لدرجة ان ابنائي شاركونى الاستماع لهذا البرنامج فجميع الضيوف كانوا من كبار السن وكانها جلسة

" ختياريه" القاسم المشترك لهؤلاء الضيوف كان القدس وكيف انهم حاربوا ودافعوا واصيبوا في القدس ومن اجل القدس !

كان الحديث عن الحرب سبعة وستين ( او كما يسميها الجاب الاسرائيلي حرب الايام الستة ) والحديث كان عن يومي الاثنين الخامس من حزيزان ويوم الثلاثاء السادس من حزيران، تحدثوا وكانهم تركوا ساحة المعركة قبل ساعات ! تحدثوا بادق التفاصيل وكيف ان هذا القائد كان مسوؤلا عن المنطقة من الشيخ جراج الى دار نسيبة وذلك مسوؤل عن المنطقة من باب العامود الى دار الخطيب هذا الثائد كان مسوؤل عن المنطقة من باب مندلبوم ومدرسة المطران!

وكيف ان الجرحى كانوا ينقلون على الاكتاف الى مستشفى الهوسيبس في البلدة القديمة، وتحدث اخر عن كيف ان الجيش الاسرائيلي حاول خداعهم بان تقدمت دبابات وقد طليت بنفس الوان الدبابات العربية ووضعت صور القائد العراقي عبد الكريم عارف والملك الحسين بن طلال رحمة الله عليه، ولكن هذه الخدعة لم تنطلى على القادة الاربعة الذين اخذوا على عاتقهم مهمة وصفوها بانها اقدس مهمة وهي الدفاع عن القدس ومن اجل ذلك قدموا الكثير من الشهداء والذين روت دمائهم ارض الاسراء والمعراج ، وتحدث قائد اخر عن المعركة الحامية على مدخل باب الاسباط وكيف ان اكثر من ثلاثمائة جندى اسرائيلي قتلوا في تلك المعركة التي كانت الاشرس اضافة الى معركة الشيخ جراح التي وصفها القادة الاسرائيلين في مذكراتهم بانها الاعنف والتي سقط فيها الكثير الكثير من القتلى الاسرائيلين بسبب بسالة عدد من جنود الجيش العربي الاردني ...

ما علينا

المهم ، ان احد القادة من الرعيل الاول ذلك الرعيل الذي علمنا معنى التضحية من اجل القدس تلم المجينة التي يعشقها كل من يدخلا ويتنفس هواءها ، قال جملة تستحق الكثير من التفكير الكثير الكثير ومن العمل ، فلقد قال انه يجب توثيق ما جرى في القدس في حرب عام سبعة وستين من معارك بطولية ، من اجل ابقاء هذه الذكرى حية في عقول وذاكرة الاجيال القادمة ، لتكون محفزا لهم لاكمال المشوار واسترجاع القدس وكما قال هذا القائد النشمي باننا خسرنا معركة ولكننا لم نخسر الحرب... نعم نحن بحاجة توثيق التاريخ الشفوي لكل ما جرى في القدس في ايامها الصعبة وفي لحظة تحولت من مدينة الى قرية ، اننا بحاجة الى توثيق كل معلومة وبحثها من اجل اعادة كتابة التاريخ من جديد ، ذلك التاريخ الذي كتابه لنا الاخرون ، كتبوه بطريقة مقصودة من اجل تهبيط العزائم وزرع الهزيمة في عقولنا وانفسنا حتى نسنسلم للواقع ، لقدكتوبا تاريخنا لاقناعنا بان الشقيق قد خانا وباعنا بابخس الاثمان ، وهكذا يمكن هؤلاء العرباء من السيطرة علينا وعلى مقدراتنا ...!

انها دعوة لكل من يستطيع ! ومن يعرف ! ان يشمر عن ساعديه ويبدء بجمع ما تبقى من شهادات حية لمن اطال الله بعمرهم ، وتنفيذا لتوصية النشامي وايفاءا لذكرى من ضحى من اجل القدس التي تستحق منا ان نعيد الكرامة لها ونعيد كتابة التاريخ من اجلها ومن اجل الاجيال القادمة ، الف تحية لكل من احب المدينة وضحى من اجل ، الف تحية لمن يولى المدينة اهمية خاصة ولا يبخل عليها بالغنى قبل الرخيص ، ففي النهاية كما قال ذلك القائد باننا خسرنا المعركة ولم نخسر الحرب.. والتي ستكون الغلبة فيها لنا ..

وحديثنا مستمر