خبراء: تصاعد الاكتئاب والقلق بين الأطفال والمراهقين يتطلب تدخلا فوريا

الرابط المختصر

دراسة محلية حديثة، تثير القلق بشأن الوضع الصحي النفسي للأطفال والمراهقين، حيث كشفت عن ارتفاع ملحوظ في نسب الاكتئاب والقلق بين هذه الفئة، الأمر الذي يستدعي التفكير والتحرك الفوري لمعالجة هذه الاشكالية وفقا للخبراء في الصحة النفسية والاجتماعية

وبينت الدراسة التي شملت أطفالا ومراهقين أردنيين ولاجئين أن 17.9 % من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عاما (أردنيين وغير أردنيين) يواجهون مشاكل عاطفية وسلوكية، و14.1 % من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما لديهم ذات المشكلة.

ووفقا للدراسة التي نفذت بالتعاون بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم ووكالة الأونروا و وكالة جايكا وشبكة الشرق الأوسطية للصحة المجتمعية 19.7 % من المراهقين الأردنيين يعانون من الاكتئاب، و25.8 % من المراهقين الأردنيين يعانون من القلق.

بينت الدراسة أن هذه المشكلات النفسية لا تقتصر فقط على الأطفال الأردنيين بل تمتد أيضا إلى الأطفال اللاجئين، مما يجعل الأمر يتطلب استراتيجيات شاملة للتدخل والعناية بصحتهم النفسية.

من الملفت للنظر أن الأعراض الموجودة لدى الأطفال والمراهقين ليست محدودة فقط بالاكتئاب والقلق، بل تمتد أيضا إلى المشاكل العاطفية والسلوكية، مما يؤكد على أهمية التدخل المبكر والتوعية بشأن صحة الطفل النفسية منذ سن مبكرة.

يبلغ عدد من أعمارهم دون 19 عاما 44 % من سكان المملكة، و 54 % من اللاجئين هم في ذات العمر، وفقا للتقديرات الرسمية.


 

عوامل ظهور الاكتئاب

مدرب الاختصاص النفسي في معهد العناية بصحة الأسرة الدكتور مهند فرعون، يشير إلى أن الفجوة الواضحة في فهم وتقدير النواحي النفسية، خاصة بالنسبة بالأطفال، وهذا ما أظهرته النتائج المفاجئة التي تعكس الأعراض الشائعة للاكتئاب والقلق.

اكتئاب الطفولة يبدأ من عمر ثلاث سنوات، من أعراضه حدوث مشاكل في التغذية، ونوبات الغضب، وقلة المرح والتعبير العاطفي، بالاضافة إلى تأخر النطق والنمو الحركي الإجمالي، ويتحول الطفل إلى العدواني ويلوم نفسه على أسباب ومخالفات بسيطة.

ويوضح فرعون، العوامل المتعددة التي تسهم في ظهور الاكتئاب لدى الأطفال، منها العوامل الوراثية، وطرق العقاب التي يستخدمها الاهل والتعامل مع العقوبات، ونتيجة لتفريغ الأهل غضبهم على الأبناء، وعدم قدرة الأطفال على حل مشاكلهم، وضعف الشخصية، وعدم زرع الارادة لدى الاطفال لتحقيق أهدافهم، ومن ثم يأتي التنمر، والأمور المرتبطة بالمادة.

يؤكد أيضا على أهمية فهم الآباء والأمهات لعلامات وأعراض الاكتئاب، حيث قد لا يكونون على دراية كافية بتلك الأعراض وعلاقتها بالصحة النفسية، مشددا على أهمية تحديد دور الأسرة والمدرسة والمحيط الاجتماعي في دعم صحة الطفل النفسية.

كما أن هناك دورا كبيرا وضروريا للمرشدين المدرسيين في مساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية وتوجيههم نحو العلاج المناسب، في حال اكتشاف أي تغيير مفاجئ في سلوك الطفل كعلامة على وجود ضغوطات أو مشاكل، بحسب فرعون.


 

الاكتئاب والتفكير في الانتحار

دعت ذات الدراسة إلى ضرورة اعتماد خطط وبرامج متكاملة ومنسقة للتدخل على عدة مستويات تؤثر على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين والتأكد من توافقها مع الثقافة السائدة.

وأوصت إلى ضرورة تعزيز دور المعلم والمرشد في الكشف المبكر عن أعراض الأمراض النفسية وإشراك أولياء الأمور في الأنشطة المتعلقة بالصحة العقلية ليكونوا على دراية بالجوانب المختلفة للصحة العقلية.

مؤسسة "اطمئن" للدراسات والأبحاث والاستشارات الاجتماعية والتربوية والنفسية الدكتورة أمينة الحطاب، ترجع ارتفاع نسبة الاكتئاب بين الأطفال إلى الظروف السياسية نظرا للأحداث الصادمة في قطاع غزة، وتأثيرها النفسي على الأسر وبالتالي على الأطفال.

كما تشير إلى أساليب التربية القاسية والمشددة، والتي يجب تجنبها، حيث ينبغي تربية الأطفال على الثقة بالنفس وتوفير بيئة عائلية مريحة وخالية من العنف.

ومن الأسباب الأخرى، تشير الحطاب إلى أساليب التربية القاسية والشديدة، والتي يجب تجنبها، حيث ينبغي تربية الأطفال على الثقة النفسية وتوفير بيئة عائلية مريحة وخالية من العنف.

وتضيف أن المقارنة بين الأطفال واللوم الجارح يؤثر على تقدير الذات والثقة، مما يزيد من احتمالية القلق والاكتئاب. في مرحلة المراهقة، التي تعتبر فترة حساسة بسبب التغيرات الهرمونية والبحث عن الهوية، يزيد الفرد من تعرضه للإكتئاب والتفكير في الانتحار.

تقديرات إدارة الطب الشرعي في وزارة الصحة العام الماضي، تشير إلى أن نسبة حالات انتحار الأطفال 8 حالات بينها 3 للإناث و5 للذكور دون سن 15 عاما، مرجعة ذلك لأسباب نفسية واجتماعية.

الاكتئاب الحاد يؤثر على الأداء الدراسي والحياة الاجتماعية، مما يؤدي إلى انعدام الرغبة في الذهاب إلى المدرسة وتفاقم العزلة الاجتماعية. وبالتالي، يجب على الأهل والمدرسة والمختصين التربويين أن يكونوا مدركين بما يكفي، وأن يلتفتوا إلى أي تغيرات في سلوك الأطفال والمراهقين والتي قد تشير إلى مشاكل نفسية، واللجوء إلى المتخصصين للمساعدة في معالجتها وإعادتهم إلى الاستقرار النفسي والاجتماعي، بحسب الحطاب.

وللحد من نسبة الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين تؤكد الدراسة على ضرورة تنفيذ حملات توعوية حول الصحة النفسية وأعراضها وأهمية الكشف المبكر عنها في كافة مناطق الأردن وجميع الجنسيات.

وتدعو لضرورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج التلفزيونية والإذاعية والشخصيات الكرتونية والمؤثرين الاجتماعيين لتوعية شريحة كبيرة من الناس...