خبراء : انتشار السجائر الإلكترونية وقصور تطبيق قوانين مكافحة التدخين يتطلب إجراءات فورية

الرابط المختصر

 

مع تزايد انتشار السجائر الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة،  يعتقد البعض أن تعاطي هذا النوع من السجائر قد يكون أقل ضررا من التدخين التقليدي، نظرا لعدم وجود مادة النيكوتين الموجودة في التبغ، في وقت يؤكد فيه خبراء الصحة على خطورة تعاطي هذه السجائر، حيث تشكل تهديدا خطيرا يتطلب التصدي له بشكل فوري.

ومن احدى الجوانب الخطيرة، للاهتمام المتزايد بالسجائر الإلكترونية، هي جذب المراهقين نحوها والإدمان عليها، حيث يتم تسويق هذه السجائر بأشكال ونكهات مغرية للشباب، مما يزيد من انتشارها بين هذه الفئة العمرية.

تشير منظمة الصحة العالمية في تقرير لها إلى وجود 16 ألف نوع من المنكهات المستخدمة في السجائر الإلكترونية، والمشكلة تكمن في أن استخدام السجائر الإلكترونية يؤدي إلى زيادة احتمالية التوجه للتدخين التقليدي لدى الأطفال والمراهقين بشكل كبير.

وفقا للإحصائيات، بلغت نسبة المدخنين بين السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و69 سنة 41٪، وشكل المدخنون الحاليون للسجائر الإلكترونية وأجهزة الفيب 9.2٪. 

كما كان انتشار التبغ أعلى بشكل ملحوظ بين الرجال مقارنة بالنساء، حيث بلغت نسبة المدخنين من التبغ التقليدي (السجائر المصنعة والسجائر الملفوفة يدويًا والشيشة والغليون والسجائر والتبغ غير المدخن) 65.3٪ بين الرجال، و15٪ من مستخدمي السجائر الإلكترونية وأجهزة الفيب، مقابل 16.4٪ من النساء المدخنات للتبغ التقليدي و4.2٪ منهن يستخدمن المنتجات الحديثة. علاوة على ذلك، كان معدل التدخين أعلى بكثير بين الشباب في كلا الجنسين.

تشير مساعد الأمين العام في المجلس الأعلى للسكان رانيا العبادي في حديث لـ "عمان نت"،  إلى أن رغم وجود أنظمة وقوانين تهدف إلى مكافحة انتشار التدخين، إلا أنها لا تزال غير فعالة، وما يدلل ذلك هو انتشار التدخين بشكل واضح في مختلف المواقع.

توضح العبادي أن الاستراتيجيات التي يجب اتباعها للتصدي لهذه المشكلة هي تقليل الطلب على التبغ وتقليل العرض منه، وتشديد التراخيص ضمن سياسات أكثر فعالية، بالإضافة إلى منع التدخين لمن هم أقل من 18 عاما.

وتؤكد على أهمية تعزيز دور جميع المؤسسات في الدولة، وخاصة المدارس والجامعات، حيث يتم تعزيز الوعي والممارسات الصحية، بالإضافة إلى تفعيل تطبيق قانون الصحة العامة.

يعد تعاطي التبغ أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي، علما بأنه يؤدي حاليا إلى إزهاق روح واحد من كل عشرة بالغين في شتى أنحاء العالم، وفق تقرير للمجلس الأعلى للسكان، وفق التقديرات العالمية.

تواصل منظمة الصحة العالمية في دعواتها للحكومات والمؤسسات المدنية بالالتزام المستمر بمكافحة التدخين، تطبيقا للاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ،بهدف مواجهة الآثار السلبية التي تنجم عن تعاطي التبغ. 

وتشمل الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ 180 دولة، بما في ذلك الأردن، وذلك لتنفيذ السياسات المتعلقة بمكافحة التبغ على المستوى الوطني وإنقاذ الأرواحالبشرية، وتشمل ذلك 19 دولة من إقليم شرق المتوسط من أصل 22 دولة.

 يتم تنفيذ هذه الاتفاقية الملزمة من الناحية القانونية، والتي تدعمها بينات علمية، بهدف تحقيق خفض نسبة استخدام التبغ بنسبة 30٪ بحلول عام 2025، ويمكن لتنفيذ أحكام هذه الاتفاقية أن يساعد الحكومات في تحقيق هذا الهدف المرجو. 

وتشير أمين سر جمعية "لا للتدخين" لاريسا الور إلى أن هناك إجراءات رئيسية موجودة في اتفاقيتهم للحد من التدخين، وتشمل خفض الطلب على التبغ وتقليل إنتاجه وتوزيعه والكمية المعروضة منه، بهدف الحد من تعاطي التبغ.

وتبين  الور إلى أن رفع أسعار التبغ بنسبة 10% يساهم في تقليل استهلاكه بنسبة 4% بين البالغين، و7% بين اليافعين. وهذا بدوره يؤدي إلى تقليل استهلاك مادة التدخين.

دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية تبين  خطورة انتشار الإدمان على التدخين في الأردن، وتبين أن العائلات الأردنية تنفق مبالغ كبيرة على شراء التبغ، أكثر من ما ينفقون على الغذاء، حيث يتجاوز معدل المصاريف الشهرية للتدخين 150 دولارا شهريا للشخص الواحد، بينما يبلغ معدل الإنفاق على الفواكه والألبان والحوم والدواجن 36-70 دولارا شهريا للشخص الواحد. 

وتوضح الدراسة أيضا أن عدد المدخنين اليوميين في الأردن يصل إلى 23 سيجارة، وأن النساء يشكلن نسبة 17% من إجمالي عدد المدخنين.

 27 عيادة اقلاع عن التدخين

 

وفقا لوزارة الصحة، يتم تنفيذ التفتيش على المخالفين لقانون الصحة العامة، وبخاصة فيما يتعلق بالتدخين في الأماكن العامة والمغلقة، بواسطة وزارة الصحة وأمانة عمان الكبرى ووحدة التوعية والتوجيه والرقابة المشتركة على المنشآت السياحية.

وبلغ عدد المراجعين في عيادات الإقلاع عن التدخين نحو 11700 مراجع لعام 2022، في حين نفذت كوادر المكافحة بالوزارة 8344 زيارة ميدانية للوقوف على تنفيذ قانون الصحة العامة رقم (47) لسنة 2008، ووجهت الوزارة 759 إنذارا و97 مخالفة وأغلقت 22 منشأة مخالفة للقانون.

 تأسست عيادات الإقلاع عن التدخين عام 2010، ويوجد 27 عيادة موزعة على المحافظات، وتعمل هذه العيادات على تقديم المشورة والتوعية والإرشاد، والعلاجات التي تساعد على الإقلاع عن التدخين، وتدرب الأطباء بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على أحدث الأساليب العلمية والطرق المعتمدة عالميا للإقلاع عن التدخين. 

كما تسعى الوزارة لدمج عيادات الإقلاع عن التدخين ضمن خدمات المراكز الصحية لتوفير خدمات الإقلاع عن التدخين للمراجعين.

ويعد احتفال الأردن مع العالم في الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، والذي يصادف اليوم بتاريخ 31 أيار من كل عام، للتوعية بالآثار الصحية والمخاطر المرتبطة بتعاطي التبغ، والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه.