خبراء : جرعة واحدة من "الكريستال" قد تنهي حياة المتعاطين

الرابط المختصر

مع إعلان إدارة مكافحة المخدرات، عن ارتفاع ملحوظ في نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب، خاصة مادة الكريستال، يحذر خبراء في مجال مكافحة الإدمان من انعكاس هذه الظاهرة على الأفراد والمجتمع، مشيرين إلى أن جرعة واحدة من هذه المادة قد تكون كافية لتعريض المتعاطين لخطر الإدمان، مما يجعل عمليات العلاج لهم تحديا كبيرا.

تشكل  مادة الكريستال أو ما يعرف بالشبوة أو مخدر الشيطان أو الآيس، خطر على حياة الشباب، والتي قد تؤدي إلى تأثيرات مميتة دون وعيهم بخطورتها، وفقا  لما ذكرته إدارة مكافحة المخدرات.

هذه التحديات دفعت الادارة  بالتعاون والتنسيق مع مديرية الإعلام والشرطية المجتمعية لإطلاق حملة توعوية ضد مادة الكريستال المخدرة والقاتلة لنشر الوعي المجتمعي حولها وتعريف المجتمع بأضرارها الخطرة والقاتلة، وتحفيزهم للمساهمة في مواجهتها ومنع الشباب من تعاطيها والإبلاغ عن أي نشاط يرتبط بها.

 

الهلوسات والأوهام

الإدمان على المخدرات يشكل نمطا سلوكيا يؤثر على العقل والجسم والنفس، حيث ينقسم الى ثلاثة أنواع كالمثبطات، والمنشطات، والمهولوسات، وكل نوع يتسبب في تأثيرات مختلفة على الفرد والمجتمع.

يؤكد رئيس المركز الوطني لعلاج المدمنين في وزارة الصحة سابقا الدكتور جمال العناني أن خطورة تأثير مادة الكريستال المخدرة على الجسم والعقل، حيث  تعمل هذه المادة على زيادة نسبة الدوبامين في الجسم بشكل مفرط، وهو من أهم الناقلات العصبية في الدماغ  المسؤول عن الشعور  بالمتعة والسعادة.

ويوضح العناني أن هذه المادة ترفع نسبة الدوبامين في الجسم ألى 1500 من أصل 30 في الوضع الطبيعي، فعندما ترتفع نسبة الدوبامين إلى مستويات عالية، يتعرض الأفراد لأعراض انسحابية خطيرة مثل الهلوسات والأوهام، حيث يمكن للشخص أن يسمع أصواتا دون رؤية أي شيء وينعزل عن الواقع، وربما يقوم بإيذاء نفسه أو الآخرين، وقد يصل إلى فكرة الانتحار أو ارتكاب الجرائم.

ويشير العناني إلى أن المتعاطين لمادة الكريستال يعانون من الأوهام ويشعرون بأن أهلهم وأصدقائهم ضدهم، مما قد يدفعهم إلى السلوكيات العدوانية، وعندما يتلاشى تأثير المادة، يصابون بالصدمة والندم بسبب تأثير الأوهام التي عاشوها.

وفي حال تعاطي الفرد لهذه المادة ولديه قابلية للإصابة بالإنفصال العقلي أو الذهان، فانه قد يتاثر بشكل كبير ويفقد عقله تماما، مشيرا إلى أن جرعة واحدة من هذه المادة  قد تكون كفيلة لتعرض الأفراد إلى مرحلة من الخطورة، وفقا للعناني.

وتشير التقارير إلى أن الجرعة الزائدة من مادة الكرستال قد تؤدي إلى الإصابة بالصرع والجنون والنزيف في الدماغ، مما قد يتسبب في حالة شلل تام وصولا إلى الموت.

من بين الأعراض التي يجب على الأهالي الانتباه لها هي التغير في سلوك ابنائهم، فقد يصبح أكثر عدوانية، وتتغير نظراته بشكل غريب، وقد يفقد الشهية للطعام، ويعاني من قلة النوم أو النعاس المفرط، وإذا لاحظ الأهل وجود قصاصات من القصدير أو سجائر دخان في غرفة ابنائهم، فإن ذلك يشير إلى احتمالية تعاطي المخدرات.

 

دور الأسرة

وتشدد إدارة مكافحة المخدرات على اهمية توخي اليقظة من قبل الأهل والانتباه لأبنائهم وفي حال وجود أي تغير في السلوك أو الأعراض التي تم ذكرها والاشتباه بتعاطي تلك المادة، المسارعة لتقديمه للعلاج على الفور قبل فقدانه لحياته أو إيذاء غيره

اخصائية علم النفس والإرشاد الأسري في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتورة ندى حمدان تؤكد أن دور  الأسرة في تلبية احتياجات أبنائهم منذ الطفولة، مشيرة الى اهمية تهيئة البيئة النفسية والاجتماعية والمادية لرعاية الأطفال، فعدم توفير هذه البيئة المناسبة قد يعرضهم لخطر اللجوء إلى السلوكيات الضارة.

وتشير حمدان إلى أن التقدم التكنولوجي الكبير وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي قد زاد من وعي الأجيال وتغيير سلوكياتهم بشكل كبير، مما يجعل تشديد الرقابة من قبل الأهل على الأطفال أمرا ضروريا، مع البقاء مطلعين دائما على أنشطتهم.

وتؤكد أن حل مشكلة الإدمان يكمن في دعم الأسرة وفهم أسباب حدوث هذه المشكلة، مع ضرورة دعم الآباء لأبنائهم من خلال التوجه إلى مراكز الإدمان للحصول على العلاج المناسب.

 

مراحل العلاج

أما فيما يتعلق بكيفية علاج الادمان، يشير الدكتور العناني إلى أن الأشخاص الذين تعافوا من الإدمان يحتاجون إلى متابعة حثيثة ومراقبة  من قبل الأهل لتجنب العودة إلى تعاطي المخدرات، مع التحذير من مروجي المخدرات الذين يحاولون إغراء الأفراد بالعودة إليها بدون مقابل مالي.

ويوضح أن العلاج  متاح بشكل مجاني للمدنيين من خلال وزارة الصحة، حيث يمكن  اللجوء إلى المراكز المتخصصة والحصول على العلاج  بسرية تامة  دون التبليغ عنهم أو وضع قيود أمنية بحقه.

ووفقا للقانون، يتعامل مع الشخص المتعاطي على أنه مريض وضحية للمادة المخدرة في حال اعترف بذنبه وتوجه للعلاج عبر المراكز المعنية والتي تقدم خدماتها بشكل مجاني دون أي تكلفة ودون تسجيل قيد أمني عليه، أما في حال رفض المتعاطي العلاج فإن القانون ينظر إليه كمجرم وشريك بالجريمة ووجبت عليه العقوبة.