حقوقي: الأهالي في مواجه صعبة ما بين المصلحة العامة وخوفهم من مطعوم  "MR"

الرابط المختصر

على الرغم  من توضيح عدد من الوزراء خلال مؤتمر صحفي  حول مأمونية مطعوم "MR" للحصبة المقرر إعطاؤه لطلبة المدارس ضمن حملة التطعيم، لا يزال بعض الأهالي يصرون على رفض إعطاء ابنائهم هذا المطعوم، مستندين في ذلك إلى حقهم في اتخاذ هذا القرار استنادا إلى قانون حقوق الطفل الذي يؤكد على ضرورة موافقة الأهالي المسبقة، في الوقت نفسه، تشدد الحكومة على عدم اشتراط موافقة والدي الطفل، وذلك استنادا إلى قانون الصحة العامة. 

تنص المادة 3 من قانون الصحة العامة على صلاحيات وزارة الصحة والمسؤولية الكاملة لها فيما يتعلق بالشؤون الصحية في المملكة، وتشمل مهامها الحفاظ على الصحة العامة من خلال تقديم الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والرقابية. 

وتمنح الفقرة ب من المادة السابقة الوزير في حالات خاصة وإذا اقتضت ظروف الصحة العامة، الحق في اتخاذ قرار بإعطاء المطاعيم اللازمة لأشخاص من مختلف الأعمار، ويمكنه أيضا طلب إعادة التطعيم بجرعات متكررة عند الضرورة.

استندت الحكومة إلى هذا الأمر خلال مؤتمرها للتأكيد على أن المطاعيم واللقاحات المدرجة ضمن البرنامج الوطني للتطعيم، بما في ذلك لقاح الحصبة، هي "إلزامية" ولا تشترط موافقة والدي الطفل، وذلك استنادا إلى قانون الصحة العامة.

وقال وزير الاتصال الحكومي مهند المبيضين الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصرحات سابقة، عما إذا كان المطعوم إجباريا للطلبة: "لا يوجد مناورة في موضوع صحة الأبناء".

وفيما يتعلق بقانون حقوق الطفل، تنص المادة  11 الفقرة "ج " على ان وزارة الصحة يجب أن تتخذ بالتنسيق مع الجهات المختصة جميع التدابير اللازمة لضمان تمتع الطفل بأعلى مستوى صحي الوقاية من الأمراض المعدية والخطرة والمزمنة بموافقة والديه.

 

 قانون الصحة العامة والطفل

سبق للأهالي أن تجمعوا أمام بوابات مدارس أبنائهم للتأكيد على رفضهم إعطاء أبنائهم المطعوم، إلا أن الحكومة قامت بتأجيل الحملة الوطنية التي كان من المقرر تنفيذها منتصف الشهر الحالي إلى بداية الشهر المقبل.

الخبير في مجال حماية الأطفال والأسرة الدكتور سيد عادل الرطروط يؤكد في حديث لـ "عمان نت"، على أهمية الاستناد إلى الانظمة والقوانين عندما يتعلق الامر بحقوق الأطفال لضمان حياة كريمة لهم، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار كافة المنظومات التشريعية والقانونية التي تكفل حماية حقوق الأطفال.

ويشير الرطروط إلى أنه من الضروري تعزيز قدرة الحكومة على توفير معلومات دقيقة وعلمية حول مأمونية المطعوم "mr"، لتحقيق الثقة المتبادلة بين الحكومة والاهالي، هذا يساعد في تسهيل الأمور لصالح الأطفال.

ويعتقد الرطروط أن تخوف الأهالي يمكن تبريره، حيث يجدون أنفسهم في موقف صعب بين المصلحة العامة والخوف من أضرار المطعوم على أطفالهم وفق اعتقاداتهم، خاصة بعد انتشار العديد من الروايات والتقارير القلقة من قبل خبراء وأطباء وجهات حكومية، هذا يستدعي تصريحات من الجهات الرسمية والمصادر المعنية لاستعادة الثقة بينها وبين المواطنين.

من ناحية أخرى يؤكد  أستاذ القانون الدستوري في كلية الحقوق في الجامعة الأردنية أن قانون حقوق الطفل هو التشريع الأحدث من حيث صدوره ونفاذه، بينما يعتبر قانون الصحة العامة وتعليمات التطعيم الصادرة بموجبها التشريعات الخاصة التي تحكم عملية تطعيم أطفال المدارس.

وبالتالي بحسب نصراوين يكون لها الاولوية في التطبيق في حال ثبوت التعارض بين النصوص القانونية، خاصة وأنها تكفل حق الاطفال في التمتع بأعلى مستوى صحي وبما يتوافق مع اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 .

 

رأي اليونيسيف

 يعد لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (MR)، الذي سيتم توفيره للفئات المستهدفة في الأردن، آمن وفعّال في حماية الأطفال من الأمراض الفتاكة وخطر تفشيها، بحسب ما أكدّته منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اللتان تقدّمان الدعم المستمر لوزارة الصحة في حملة التطعيم الوطنية.

منذ تفشي جائحة كوفيد-19، انخفض معدل تغطية التطعيم ضد الحصبة في الأردن بشكل مقلق للغاية، حيث فوّت ما يقرب من 112000 طفل دون سن الخامسة –جرعاتهم الروتينية من التطعيمات المحتوية على الحصبة، أي أكثر من 6 من كل 10 أطفال في هذه الفئة العمرية. وقد أدى تراكم العدد الكبير من الأفراد غير المطعمين بالفعل إلى تسجيل حالات من مرض الحصبة في وقت سابق من شهر نيسان من هذا العام، حيث تم الإبلاغ عن 163 حالة إصابة بالحصبة في سبع محافظات.

"الحصبة مرض مميت ومعدٍ للغاية، ويمكن الوقاية منه بسهولة من خلال التطعيم، ولكن لتهيئة ظروف المناعة المجتمعية من أجل حماية مجتمعاتنا، من الضروري أن نحقق نسب تغطية تصل إلى 95 في المائة أو أكثر بجرعتين على الأقل من المطاعيم التي تحمي من الحصبة". قالت الدكتورة جميلة الراعبي، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن. 

"تعد اللقاحات واحدة من أعظم وأبرز قصص النجاحات التي حققتها البشرية بهدف القضاء على الأمراض وإنقاذ حياة عدد لا يحصى من الأطفال. إن إعادة بناء المناعة المجتمعية في الأردن من خلال التطعيم الروتيني وحملات الاستدراك ستساعد في حماية الأطفال ومنع إنهاك نظام الصحة العامة بسبب تفشي الأمراض." قال فيليب دواميل، ممثل منظمة اليونيسف في الأردن. 

يتم شراء لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (MR) المزمع استخدامه من السوق العالمية من معهد الأمصال الهندي (SII). في عام 2022 كان معهد الأمصال الهندي مسؤولاً عن ما يقرب من 236 مليون جرعة من لقاحات الحصبة-الحصبة الألمانية (MR) التي تم شحنها عالميًا، وهو ما يمثل حوالي 80% من إجمالي حجم اللقاح ذاته المستخدم عالمياً. ويعدّ معهد الأمصال الهندي إحدى الشركتين الوحيدتين المؤهلتين مسبقاً من قبل

منظمة الصحة العالمية لصنع هذا اللقاح وتوزيعه، وتستخدم 81 دولة لقاح (MR) المصنع من قبل من معهد الأمصال الهندي في جميع أنحاء العالم. 

إن التأهيل المسبق التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية تعني أن اللقاح المنتج آمن وفعّال. ويجدر الإشارة أن منظمة الصحة العالمية تتبع معايير صارمة لاعتماد إدراج اللقاح في قائمة منظمة الصحة العالمية للقاحات المؤهلة مسبقاً. وتشمل الفعالية، والثبات الحراري، وشكل المنتج، ووضع العلامات، ويتم استيفاء هذه الشروط ومتابعة نفاذها من خلال عمليّات إعادة التقييم المنتظمة، وفحص مواقع التخزين، وتنفيذ الاختبارات المستهدفة والتحقيق في أي شكاوى أو أعراض جانبية قد تطرأ حول المنتج.

أضف تعليقك