تنامي تجارة الكرفانات وتهريبها خارج الزعتري
تحول مخيم الزعتري للاجئين السوريين إلى ما يشبه مدينة من الخيام والكرفانات، وكما هو الحال في كل المدن تنشط فيه تجارة العقارات حيث يستطيع أيا كان شراء خيمة أو كرفانة ونقلها خارج أو داخل المخيم.
أبو عمر تاجر مختص في بيع وشراء الكرفانات يشتري ممن يرغب في البيع ممن قرروا العودة الى الوطن أو من يحتاج للمال بسبب الفقر ويبيع لمن يستطيع الشراء ويرغب في السكن في الكرفانة ولم تسلمه المفوضية سكنا.
أما عن الأسعار فيقول أبو عمر إنها تتراح ما بين 200 دينار للكرفانة العادية الى 260 دينار للكرفانة الكويتية ـو العمانية، وتتغير الأسعار حسب السوق وحسب توفر الكرفانات.
وعن مصير الكرفانة المباعة فيوضح أبو عمر أن بعض الكرفانات يتم تحويلها إلى محلات تجارية داخل المخيم أو يتم بيعها خارجه فيصل سعرها إلى 800 دينار بعد أن يقوم مختصون بتهريبها إلى الخارج.
وللخيام التي وزعتها المفوضية على اللاجئين أيضا نصيب في هذه التجارة يضيف أبوعمر، فسعر الخيمة الجديدة 12 دينارا وتباع في السوق للزبائن الأردنيين حصرا، ويكلف تهريب الخيمة إلى خارج المخيم 10 دنانير.
أبو ميلاد تاجر عقارات آخر في المخيم يشرح أسباب وجود هذه التجارة حسب قوانين السوق قائلا إن هناك أناسا بحاجة للمال تضطر لبيع سكنها، كما أن قدوم فصل الشتاء عامل آخر مساعد على نشاط التجارة.
أما العامل الأكثر تأثيرا في الفترة الأخيرة فهو بدء تشكيل المجمعات التجارية التابعة للمنظمات الدولية التي تشتري الكرفانات بالجملة وتفككها لتصنع منها مجمعا تجاريا كبيرا، وتعمل بالشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في توزيع المعونات على اللاجئين مقابل بطاقات المعونة.
من جانبه، يؤكد مدير المخيم العقيد زاهر ابو شهاب أن العمل جار على استئصال هذه الظاهرة داخل المخيم حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، “فمن يقبض عليه يتم تحويله إلى القضاء بتهمة سرقة أملاك عامة وتقرر المحكمة مصيره”.
وعن الإجراءات المتخذه بحق الجمعيات التي تشتري الكرفانات بهدف تحويلها لمتاجر يقول أبو شهاب “لقد تم جلب جميع المخالفين من هذه الجمعيات وتم تحويلهم إلى المحافظ وتمت محاسبتهم وعلى المخالفين جلب كرفانات جديدة وتسليمها للمفوضة كبديل عن التي اشتروها لتحويلا الى مجمعات تجارية”.
ويصف مدير جمعية الكتاب والسنة زايد حمادهذه التجارة بالظاهرة السلبية التي يجب القضاء عليها، مؤكدا أنها تقع تحت مسؤلية إدارة المخيم، فالمتبرع الذي يرى تبرعاته تُباع يفقد الثقة ويتوقف عن تقديم المساعدات ويؤكد أن الكثير من المتبرعين توقفوا عن تقديم التبرعات لهذا السبب
مجتمع جديد ينشأ في مخيم الزعتري وتظهر معه جميع الممارسات والنشاطات السلبية والإيجابية مما يحتم على الجهات المسؤولة عن إدارة هذا المجتمع العمل على ضبط هذه النشاطات.
لبرنامج