تعزيز مشاركة المرأة في الوقاية من التطرف والعنف وبناء السلام (شاهد)
إن المجتمعات التي يسودها العنف والتطرف نجد فيها أن الحلقة الأضعف والأكثر تضررا هم النساء والأطفال، ولضمان الوصول لمجتمعات تخلو من هذه الآفة الخطيرة لابد من الاعتراف بدور المرأة الأساسي لمواجهة التطرف ومعالجة التنامي ومظاهره وآثاره السلبية.
وحول هذا الأمر بين الأستاذ بارق محادين أخصائي أبحاث السياسات في هيئة أجيال السلام والأمن الإنساني على أن المرأة كانت مغيبة عن الأدبيات التي تناقش موضوع مكافحة الفكر المتطرف أو العنف، ولم ينظر للمرأة كنائب أو فاعل أساسي لعملية المكافحة.
ولكن يذكر أنه مؤخرا و نتيجة تطور دور المرأة في المجتمع نلحظ بأن دورها أخذ شقين الأول سلبي وفيه تلتحق المرأة مع الجماعات المسلحة الإرهابية، وهي الصورة السوداوية في مشاركتها في العنف، والشق الثاني إيجابي، وهو الوقاية ودرء خطر التطرف العنيف حيث نجد النساء يمنعن أبنائهن وأسرهن عن الانقياد في الطريق الغير المنتج والفعال، ومن هنا تظهر أهمية وجود خطة وهدف استراتيجي متخصص يعنى فقط بجزئية المرأة ودورها في مكافحة التطرف العنيف، وهو قرار ١٣٢٥.
ويذكر محادين أنه لتعزيز دور المرأة في مواجهة العنف، والتطرف ينبغي ألا ننظر إليها على إنها ضحية للعنف فهي يمكن أن تكون مدافعة ومحفزة ومساندة، وأن تلعب دور قيم في تصحيح قيم ومفاهيم الآخر المغلوطة كالتي نشهدها اليوم.
وأوضح أنه كباحث ومتنقل في الميدان وجد أن منطقة رصيفة التي هي عند البعض توصف أنها متطرفة رصد فيها الواعظات اللواتي لديهن قدرة الكشف عن علامات الإنذار المبكرة لميول الأطفال المتطرفة بل ونشر هذه العلامات بهدف رفع الوعي ويمكنهم أيضا رصد تطور التطرف العنيف وهذا بالتأكيد دور كبير وإيجابي للمرأة داخل المجتمع.
ونجد أن أماكن التطرف في المجتمع متعددة؛وقد يعود السبب في ذلك كما أشار محادين للعديد من الأسباب ومنها التفكك الأسري .
وأضافت الصحفية والكاتبة الأستاذة رانيا الجعبري بأنه لا يوجد نقص في الأدبيات والأبحاث التي تبحث في دور النساء حيث وبالعودة للتاريخ نجد مدى الرعاية بالمرأة والتي تعد لهم الآلهة والمسؤولة عن أبجديات الحياة من إنجاب وغيره والمكتشفة للزراعة وذكرت أن النمط الاقتصادي الذي كان حاضرا في تلك الفترة هو النمط الشائع الذي ليس حكرا على أحد وعليه لا داعي للحروب ولكن تذكر أن في عصرنا الحالي نتعامل مع نموذج اقتصادي مبني على الاحتكار فهو نظام رأس مالي والمسبب بانتشار الحروب والدمار.
تؤكد الجعبري مدى حاجتنا اليوم لنمط اقتصادي يعمم السلام وتشير أنه لابد من العودة للتاريخ والجذور وهو المئة سنة الماضية نجد احترام المرأة والسلام لها في بلاد الشام ومنه لابد أن نتعلم وتعتقد أنه يجب حاليا أن يتم العمل على إبراز المرأة في الثقافة الأردنية والمناهج والإعلام .