تطورات الشأن السوري تنذر من انزلاق الاردن الى الحرب

تطورات الشأن السوري تنذر من انزلاق الاردن الى الحرب
الرابط المختصر

امريكا تعلن ان النظام السوري استخدم اسلحة غاز السارين، وتقول انه تجاوز الخط الاحمر

الـ"إندبندنت" البريطانية: الاردن قد يجد نفسه وسط معركة سورية عنيفة قريباً

المومني: بقاء المقاتلات الامريكية اف 16 ، و صواريخ الباتريوت غاياتها دفاعية

لافروف: أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا من الأردن سينتهك القانون الدولي.

بعدما أعلنت الحكومة الاردنية انها طلبت من الولايات المتحدة ابقاء المقاتلات الامريكية اف 16 وصواريخ الباتريوت عقب انتهاء تمرينات الاسد المتأهب، بدأت تطفو على السطح تساؤلات عديدة وسط تسريبات اعلامية غربية عن دور أردني في عملية عسكرية محتملة ضد سوريا.

وفي الوقت الذي نفى فيه  وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال محمد المومني نية الاردن للانخراط بأي عمل عسكري ضد الدولة السورية، أكدت صحيفة الاندبندنت اليوم في تقرير لها أن الاردن قد يجد نفسه محور ارتكاز للمعارك الدائرة في سوريا، مشيرة الى تأثير الاعداد الكبيرة من اللاجئين الذين استقبلهم الاردن على الاوضاع السياسية في البلدين. كما كشفت الصحيفة عن انتشار ما يقارب 3 الآف خبير عسكري اميركي على الساحة الاردنية، بهدف انشاء حظر جوي في سوريا، من شأنه التمهيد لحرب ساخنة قد تطال الدول الصديقة لأميركا.

المومني كان قد أكد ان الأردن طلب من الجانب الأميركي "الإبقاء" على بعض الأسلحة التي شاركت في تمرين "الأسد المتأهب" على الأراضي الأردنية.وأضاف إنه تم الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية الإبقاء على بعض الأسلحة في الأردن والتي تشمل صواريخ الباتريوت وطائرات اف 16، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في إطار الجهود المستمرة لتطوير القدرات العسكرية والدفاعية للقوات المسلحة الأردنية، نافيا في الوقت ذاته ان يكون لبقاء هذه الاسلحة علاقة بما يجري في سورية، او يندرج في اطار مخطط عسكري يجري الاعداد له للاطاحة بالنظام السوري.غير ان متابعين مثل العسكري المتقاعد علي الحباشنة يرون ان بقاء هذه الاسلحة والجنود انما يأتي في اطار الاعداد لخطة للتدخل العسكري الامريكي في سوريا.

بينما قال الكاتب والمحلل السياسي طاهر العدوان في مقاله المنشور في صحيفة الرأي انه " من الطبيعي ان يخاف الاردن الرسمي ويقلق كما هو الاردن الشعبي، ومن غير الطبيعي التصرف (وكأن الدنيا قمر وربيع)، وأضاف "لا يوجد أي مبرر لنفي ان يكون لوجود صواريخ باتريوت او لمناورات الأسد المتأهب علاقة بالتطورات في المنطقة حتى لو كانت مثل هذه الإجراءات مقررة قبل سنوات"، "فأمام هذه الحرائق من حولنا من حق القيادة الاردنية ان تلجأ لكل الوسائل التي تساعدها على وقاية وحماية الوطن".

وطوال فترة امتداد الصراع السوري منذ ما يزيد عن عامين، انتهج الاردن الرسمي سياسة مسك العصى من الوسط، وبذل محاولات حثيثة للبقاء في المنطقة الرمادية -رغم ضغوط اقليمية معلنة وغير معلنة وصلت حد المساومة والابتزاز- الا ان  التصريحات الرسمية في كل المناسبات ما برحت تؤكد على سياسة النأي بالنفس عن اي تدخل في الشأن السوري، والابقاء على شعرة معاوية مع النظام السوري.

لكن يبدو ان الاردن -وبعد التطورات الميدانية الاخيرة- اخذ يتجه عمليا للانخراط بخطة تتعلق بضربة امريكية-غربية محتملة ستوجه الى سورية. وثمة عوامل عدة تؤشر على هذا الاتجاه، كإعلان واشنطن بأنها ستزود المعارضة السورية بأسلحة فتاكة ونوعية، بالاضافة الى  ما نقلته صحيفة الواشنطن بوست عن مسؤولين امريكيين " ان وكالة الاستخبارات المركزية –سي اي ايه- تستعد لنقل اسلحة للمعارضة السورية المسلحة، من خلال قواعد سرية في تركيا والاردن". أضف الى ذلك اقتراح مسؤولين عسكريين امريكيين على الحكومة فرض منطقة صغيرة للحظر الجوي تغطي معسكرات تدريب مقاتلي المعارضة في سورية.و منطقة الحظر الجوي المقترحة هذه ستدخل حوالى 40 كيلو مترا في عمق الاراضي السورية وستتولاها طائرات تحلق في الاردن مزودة بصواريخ جو – جو بحسب ما ذكرت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ نقلا عن مسؤولين امريكيين لم تكشف هوياتهم. ومن شان هذا الحل ان يتيح الالتفاف على استصدار قرار في مجلس الامن بما ان الطائرات لن تدخل المجال الجوي السوري.

التجاذب بين الاطراف الدولية بات اكثر وضوحا، وأخذ بعدا آخر بعدما استشعرت موسكو التي تعتبر الحليف الدولي الاقوى والاهم للنظام السوري، خطر التحركات الامريكية، وما قد يترتب عليها، وقالت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي انه "ثمة تسريبات من وسائل اعلام غربية تتعلق ببحث جاد لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا بنشر صواريخ باتريوت المضادة للطائرات ومقاتلات إف 16 في الأردن". وقال " إن أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا باستخدام مقاتلات إف 16 وصواريخ باتريوت من الأردن سينتهك القانون الدولي.