بعد الاقصى من يحمي المقدسين؟ّ

بعد الاقصى من يحمي المقدسين؟ّ

بعد ان استفاق المقدسيون من المفاجاة السارة التي حملتها لهم وسائل الاعلام المذهوله ايضا ، من التوقيع على الإتفاقية الأردنية الفلسطينية والتي أطلق عليها البعض إتفاقية حماية الأماكن المقدسة وبعضهم اطلق عليها إتفاقية الوصاية على الأماكن المقدسة والتي اثلجت صدور الغالبية من المقدسين ( كما أظهر إستطلاع الراي الذي أجرته شبكة اخبار البلد المقدسية) وصدمت البعض الاخر الذي يعتاش على حالة الضبابية التي تعيشها المدينة المقدسة وتتداخل فيها الصلاحيات وتستعر فيها الحرب الخفية بين هذه الجماعة وتلك حول الاقصى والقدس عامة بينما هذا البعض يحاول فرض نفسه بديلا عن هذا وذات !!

تلك الإتفاقية وصفها أحد كبار المطارنة في القدس بانها اتفاقية الحفاظ على عروبة القدس اولا واخيرا وقبل اي شئ اخر ، تلك العروبة التي باتت غير واضحة واختفت معالمها في العقد الاخير ، بينما قال صديق عزيز معروف بإستشفافه للمستقبل اكثر من الحاضر، بأنه لم يبق من القدس إلا قبة الصخرة ، هو ذاته الذي قال قبل سنوات معدودة أثناء مفاوضات كامب ديفيد بانه لن يبقى للرئيس ياسر عرفات ابو عمار "رحمه الله" إلا مساحة الاقصى للتفاوض حولها مع اسرائيل، وهو الذي قال في الاوانه الاخيرة بان اسرائيل نجحت بتهويد الحجر واستولت على الارض وعزلت القدس ، ولم يبق إلا تهويد الذاكرة والثقافة

فهي حرب ثقافية وهي اخر مراحل الاستيلاء الكامل على القدس الحاضر والذاكرة والثقافة والتاريخ، والان قال الضديق العزيز (الذي ذاع صيته في اوساط الصحفيين بالمتشائم الواقعي) على ضوء الإتفاق الأردني الفلسطيني بأنه قد يحمى ما تبقى من المسجد الاقصى ألا وهو "قبة الصخرة" ، رغم تشكيكه بهذا لان اسرائيل تضرب بعرض الحائط بكل الإتفاقيات من أجل إثبات حقها بالقدس التاريخية الدينية الثقافية ،وطالما ان العرب بهذا الوهن والضعف الخذلان ، وطالما أن القيادة الفلسطينية اخر همها القدس ..، وقال صديق ثالث يعانى من مرض حب القدس ، إن القيادة الفلسطينية التي لم تخصص دولارا واحدا في موازنتها العامة للقدس كيف يمكنها ان تحمى القدس ؟ّ!، أما الأردن الذي يخصص الملايين من الدولارات سنويا للاقصى والاوقاف الاسلامية ( رغم كل ما يقال عما يجرى في تلك المؤسسة )هو الاولي بحمايته وبالوصاية عليه وؤفع رايته في كل مكان بالعالم فدور الهاشمين في القدس والاقصى لا يعرف على الصغير قبل الكبير !!!!

ما علينا

المهم ، انه بعد أن إستفاق المقدسيون من المفأجاة عادت القدس إلى حديثها اليومي أو بالتحديد الى معاناتها اليومية ، خاصة وان الجانب الاسرائيلي الذي لم يعلن علانية حتى هذه اللحظة موقفه من ذلك الاتفاق الحتمي لمواجهة سيل التهويد الهادر الذي يجتاح المدينة من الحجر والبشر ، ذلك البشر الذي لم يعد يعرف أين المسير!؟ نحو الشرق العربي المغلق أمامه ام نحو الغرب الإسرائيلي العنصري ، الذي يحلم بأن يستيقظ ذات يوم ويجد أن كل العرب قد اختفوا عن الوجود كما قال ارئيل شارون رئيس الوزراء الاسبق !

واكثر ما يخشاه المقدسيون أن يكون الرد الإسرائيلي موجعا لهم وحدهم فقط، مهددا لبقاءهم، هذا الرد بالتأكيد لن يكون إلا على أرض الواقع المرير، كما هو معتاد في السنوات الماضية ، ويخشى سكان القدس أن يكون الرد عبارة عن مزيد من الطرد الهادئ بعيدا عن وسائل الإعلام والإبعاد القسري للسكان وفق القانون الاسرائيلي، والهدم بحجة عدم الترخيص ، والسجن لعدم دفع الاتاوات للسلطات ، والتهويد وفق الرواية التوراتية ، التي كتبت في زمن غابر بمكان ما ، فدائما سكان القدس هم الذين يدفعوا الثمن ، ثمن تصريحات رنانة تطلقها القيادة الفلسطينية وزعماء الفصائل من غرفهم المريحة! المقدسيون الذين يدفعون ايضا ثمن تصريحات عربية نارية لا تخرج عن كونها فقاعات هوائية على غرار تصريحات الدعم المالي العربي الموعود ، ويكون الثمن عادة مزيدا من الضرائب والتضيق والخناق الاقتصادي وكأنهم يقولون : خلى العرب يفيدوكم...

وكما قال العديد من المقدسين الأن وبعد أن اعلن جلالة الملك عبد الله الثاني موقفه الواضح والصريح والحازم من الأماكن المقدسة من خلال ذلك الإتفاقية المباركة، من سيحمى المقدسين ومن سيقف الى جانبهم في معركتهم والتي هي معركة العرب والمسلمين اجمع!

فصحيح ان المقدسين اهل المدينة ولكن القدس هي للعالم الاجمع ..!!!

أضف تعليقك