باحثة أردنية تسعى لإنتاج الديزل من زيوت الطهي المستخدمة

الرابط المختصر

تطمح الباحثة الأردنية والأستاذة الجامعية الدكتورة سحر المشاقبة من كلية الهندسة في الجامعة الهاشمية لإنتاج وقود الديزل الحيوي من خلال استخلاصه من زيوت الطهي التي يتم التخلص منها بعد استخدامها بالمنازل والفنادق والمطاعم.

 

 يبلغ استهلاك المملكة الأردنية من مختلف أنواع الزيوت النباتية حسب أرقام غرفة صناعة الأردن حوالي 180 ألف طن سنويا منها 30 ألف طن يتم استيرادها معبأة جاهزة والباقي يتم إعادة تعبئته وتكراره محليا.

 

 

الباحثة فازت حديثا بمشروع لإنتاج الديزل الحيوي بين 200 مشروع على مستوى المملكة ضمن مظلة الاقتصاد الأخضر المعتمد على استغلال جميع الموارد وتحقيق الاستدامة.

 

وتمت الموافقة على هذا المشروع على ثلاث مراحل من قبل (تي تي آي) وهي منظمة تهتم بالجانب الريادي والتكنولوجيا سيخصص رصد مبلغ عشرة آلاف دينار لكل مشروع من المشاريع الفائزة بالمسابقة، بينما تبلغ التكلفة المبدئية للمشروع تقارب الـ 65 ألف دينار.

 

وحول فكرة إنتاج الديزل الحيوي من زيوت الطهي تقول المشاقبة لـ"عربي لايت": "المشروع حتى الآن لم يتم تنفيذه، لكن الفكرة فازت وقدمنا تلك الفكرة للبنك الأوروبي للحصول على التمويل اللازم حيث تخطينا المرحلة الأولى من الموافقات، والآن نحن المرحلة الثانية ونأمل بالحصول على التمويل لتنفيذ هذا المشروع".

 

وتابعت: "نريد أن نستخدم زيوت القلي المستخدمة في المنازل، والمطاعم وتجميعها من خلال آلية معينة، ومعالجتها في مصنع صغير، وإضافة زيت شجرة الجوجوبا له، هذا الديزل الحيوي يطيل عمر محركات المركبات ولا تحتاج المركبات إلى أي تغييرات ميكانيكية في المحرك".

 

تتابع "لدينا مشكلة طاقة في الأردن 95% من طاقتنا مستوردة من الخارج، كما أن العالم كله يتجه للاعتماد من الوقود الأحفوري إلى الوقود البيئي ومن بينها الوقود الحيوي، وهي فكرة موجودة عالميا على سبيل المثال الاتحاد الأوروبي هو أكبر منتج للديزل الحيوي بـ 85% من نسبة الإنتاج العالمي، إلا أن الأردن يعتمد كليا على النفط من العراق، والغاز من المصر".

 

وتهدف الفكرة حسب المشاقبة "لحل مشكلة الطاقة بالأردن وإيجاد مصادر صديقة للبيئة"، وتقول أيضا إن المشروع لا يقتصر على إنتاج الديزل الحيوي من زيوت الطهي، أيضا إنتاج الديزل من شجرة الجوجوبا التي تنمو بظروف صعبة ولا تحتاج الى مياه كثيرة وتتحمل درجات حرارة مرتفعة، كونها تنتج أفضل أنواع زيوت التي تنتج الديزل الحيوي".

 

ونبات الجوجوبا أو الهوهوبا هو نبات بري ينمو كشجيرة كبيرة نوعاً ينمو في ظروف البيئة القاسية وينتج الجوجوبا زيوتا غالية الثمن تدخل في صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية كما إن الجوجوبا يصلح كوقود حيوي تفوق قدرته بعض أنواع الوقود الأخرى فهو حل متميز لأزمة الطاقة كل هذه المميزات جعلته يستحق تسميته بالذهب الأخضر.

 

وبدأت وزارة الزراعة الأردنية في 2018 بتنفيذ مشروع وطني للتحريج بشجرة الجوجوبا في حمرة ماعين غرب مادبا، إلا أنه مشروع خجول مقارنة مع تصدر الاحتلال الإسرائيلي ومصر لزراعة الجوجوبا في المنطقة إذ يحتل الاحتلال المرتبة الأولى عالميا في إنتاج زيوت الجوجوبا.

 

 بدورها أشارت الباحثة المشاقبة الى أنه تم رصد مبلغ عشرة آلاف دينار لكل مشروع من المشاريع الفائزة بالمسابقة، مبينة أن التكلفة المبدئية للمشروع تقارب الـ 91 ألف دولار، بينما استكمال المشروع والوصول الى النتائج المرجوة منه يحتاج الى نحو 141 ألف دولار، وذلك من خلال إنشاء مصنع ينتج الديزل الحيوي ومادة الجليسرين.

 

وتطمح المشاقبة للشراكة مع القطاع الخاص والعام للاستفادة من الخبرات الأكاديمية في مشاريع مثل إنشاء مصنع للديزل الحيوي يكون له أثر على البيئة ويقلل فاتورة الطاقة على الأردن والتقليل من نسب البطالة من خلال خلق فرص العمل.